مقتل 9 فلسطينيين بعد أن غمرت مياه الصرف الصحي قرية في شمال غزة

شاهد عيان لـ«الشرق الأوسط»: تسونامي أغرق القرية في لمح البصر

TT

قتل تسعة فلسطينيين واصيب العشرات بجراح، في حين دمرت عشرات المنازل، بعد ان ادى انفجار الصرف الصحي، الى غمر قرية أم النصر البدوية، الواقعة اقصى شمال القطاع، بالمياه والمجاري. واثارت المشكلة الصحية غضب الاهالي الذين عبروا عن غضبهم باطلاق النار على موكب وزير الداخلية الذي حضر لتفقد الاوضاع. وقالت مصادر أمنية فلسطينية، أن موكب وزير الداخلية في حكومة الوحدة الوطنية هاني القواسمي تعرض لإطلاق نار كثيف أثناء توجهه إلى منطقة أم النصر. وأكدت المصادر وقوع عدد من الإصابات في أفراد الموكب الذي عاد أدراجه إلى مدينة غزة بعد الحادث. وكان وزير الداخلية قد توجه إلى القرية لتفقد أحوالها والإشراف على عملية الإنقاذ في القرية بعد تعرضها للكارثة. وكان القواسمي أول مسؤول حكومي يستجيب لمطلب المواطنين بالتوجه إلى القرية المنكوبة للإطلاع على أحوالهم. ووصف الصحافي محمد ابو شباب مشهد أمواج مياه الصرف الصحي عندما شاهدها وهي تندفع نحو منازل جيرانه بـ«تسونامي». وقال ابو شباب لـ«الشرق الأوسط» إن الأهالي في القرية ومعظمهم من العاطلين عن العمل كانوا في منازلهم وقت انهيار السدود. واضاف أن البيوت التي اغلبها من الصفيح وبعضها من الاسمنت المسلح غاصت في مياه المجاري في لمح البصر، مشيراً الى أن الذي منع وقوع عدد اكبر من القتلى هو حقيقة أن الأرض في القرية هي ارض رملية تمتص المياه بسرعة. واكد أنه في حال لو كانت الأرض طينية، لما نجا أحد من آلاف الأهالي الذين كانوا في المنطقة وقت انهيار القرية. وأكد ابو شباب أن 250 عائلة من سكان القرية تركوا من دون مأوى. ودعا الاهالي في القرية وشخصيات فلسطينية الى تشكيل لجنة للتحقيق في الحادث. وقال الأهالي إنهم يرون أن السلطة الفلسطينية تتحمل المسؤولية عن الحادث. واوضح احد سكان القرية ان السلطة الفلسطينية حصلت على دعم مالي لاقامة مشروع سكني لاسكان اهالي القرية في ابراج، لكن بدلاً من ذلك قامت بمنح الشقق لفئات اخرى. وبين الشهود أن تدفق المياه كان بصورة مخيفة، موضحين أن عددا من البيوت لم يستطع أهلها الخروج منها وربما دفنوا بداخلها.

وكان عدد من المختصين قد نصحوا بإقامة سدود تستطيع حماية وحجب مياه الصرف الصحي، وحذروا من كارثة ، وهو ما حدث اليوم بالفعل.