رسالة احتجاج أميركية سرية لطهران بسبب تزويدها ميليشيات عراقية بمتفجرات تخترق الدروع

واشنطن اتهمت فيلق القدس التابع للحرس الثوري وحزب الله بتدريب عراقيين في إيران

TT

قبل أكثر من 20 شهرا بادرت الولايات المتحدة وبشكل سري للاتصال بإيران عبر رسالة سرية بعثت إليها تعبر فيها عن احتجاجها الدبلوماسي على قيام طهران بتزويد الشيعة في العراق بالمتفجرات، حسبما قال مسؤولون أميركيون مطلعون على الرسالة.

وجاء إرسال هذه الرسالة يوم 19 يوليو(تموز) 2005، وكانت تحمل عنوان: «رسالة من الولايات المتحدة إلى حكومة إيران»، وتعلم فيها الإيرانيين بأن مقتل جندي بريطاني حدث بواسطة أدوات استخدمت في محافظة ميسان الواقعة جنوب شرقي العراق.

وقالت الشكوى الأميركية إن الناشطين الشيعة الذين زرعوا العبوة لديهم صلات قوية مع فيلق حرس الثورة الإسلامية في إيران، وإن الأخير الذي يدعم ميليشيا حزب الله قد درب متمردين شيعة عراقيين في إيران وجهزهم بمعدات تساعد في تصنيع القنابل. وأضافت الرسالة: «سنستمر في الحكم على إيران حسب أفعالها في العراق». لكن إيران أنكرت كليا هذه التهم في ردها الدبلوماسي الذي أرسلته في الشهر التالي، واستمرت تنكر أي دور لها في تجهيز الأسلحة الفتاكة. لكن ذلك التراسل السري كان تمهيدا لكل المواجهات العلنية التي أعقبته بين إدارة بوش وإيران التي بدأت تظهر إلى السطح منذ ديسمبر (كانون الاول) الماضي.

خلال الأشهر الأربعة الأخيرة، حاولت إدارة بوش أن تضغط على طهران من خلال الغارات العسكرية ضد الإيرانيين العاملين ميدانيا في العراق، ومن خلال إرسال حاملة طائرات أميركية إلى الخليج، إضافة إلى الشكاوى العلنية المتزايدة حول دور إيران في تسليح الميليشيات الشيعية العراقية. وأثارت الإجراءات الأميركية انتقادات ترى أن البيت الأبيض يحاول أن يعثر على «شماعة» تتمثل بإيران يعلق عليها هزائمه العسكرية في العراق والتحضير لحرب جديدة في إيران.

وكشفت المراجعة للاتهامات التي وجهها البيت الأبيض لإيران، عن وجود دور إيراني في توفير الأسلحة بما فيها مقابلات جرت مع مسؤولين في واشنطن وبغداد، أن القلق من قيام إيران بتزويد الميليشيات الشيعية بأسلحة فتاكة بدأ منذ أكثر من عامين.

وتكثف القلق في أواخر عام 2006 مع تصاعد عدد الضحايا الأميركيين بسبب تفجير العبوات على جوانب الطرق والمعروفة بالقنابل المخترقة للدروع. وحسب معلومات سرية تم جمعها على يد عسكريين أميركيين، أتضح أن 18% من نسبة الوفيات الناجمة عن القتال في العراق هي بتأثير هذا النوع من المتفجرات، وهذا خلال الجزء الأخير من عام 2006.

وباقصاء حصة الإصابات في محافظة الانبار السنية حيث لم يتم العثور على ذلك النوع من المتفجرات، تبلغ نسبة الإصابات الناجمة عن «المتفجرات المخترقة للدروع» 30% بين الأميركيين وحوادث القتل بين القوات الحليفة خلال الربع الأخير من سنة 2006.

وإذا كان بعض النواب الديمقراطيين ينتقدون سياسة إدارة بوش تجاه العراق وإيران، فإنهم مقتنعون بما تشير إليه أجهزة الاستخبارات الأميركية من وجود دور إيراني في تزويد الميليشيات الشيعية بالمتفجرات المخترقة للدروع. ويبقى النقاش قائما حول ما إذا كان القادة الكبار في إيران على علم بذلك أم لا؛ ففي يناير (كانون الثاني) الماضي بلغ عدد القتلى الأميركيين وحلفائهم بواسطة المتفجرات المخترقة للدروع المعروفة باسم «إي. أف. بي» أقل من نصف من قُتِل في شهر ديسمبر. وهذا الاتجاه تواصل في شهر فبراير (شباط) الماضي.

ويشير بعض المسؤولين الأميركيين الى أن هذا الانخفاض لم يكن ناجما عن رد إيران تجاه شكاوى الولايات المتحدة، بل هو بسبب أن المتطرفين الشيعة قرروا عدم مواجهة القوات الأميركية. لكن هذا النوع من الأسلحة يشكل أكثر أنواع الخطر. وفي 15 مارس (آذار) الماضي وقع هجوم في شرق بغداد باستخدام عبوات «إي. أف. بي» وأدى إلى قتل أربعة جنود أميركيين.

سلاح رهيب

* يعتبر سلاح «إي. أف. بي» الأكثر فتكا في ساحات القتال. فهو يطلق كتلة نحاسية تذوب ببطء وتقطع الدروع الموجودة في عربات همفي، ثم تنشطر داخل العربة، متسببة في وابل فتاك من معدن ساخن يتسبب خصوصا في جروح بليغة حتى إذا لم تقتل.

يمكن القول إن الكثير من عبوات «إي. أف. بي» التي تواجهها القوات الأميركية في العراق هي صعبة من حيث كشفها، وهي في الوقت نفسه مدمرة بشكل هائل. وبسبب أنها تتفجر من جانب الطريق فإنها لا تحتاج إلى وضعها في حفرة، وهذا ما يجعلها مناسبة للمدن؛ فهي تنفجر بواسطة جهاز تحسس سلبي للأشعة تحت الحمراء؛ فهي تنفجر حالما تشعل مصابيح الأمن ولا يمكن مواجهتها بأجهزة الكترونية تقدر على شلها.

واستخدم الأعداء السلاح بطرق جديدة. في يوم 12 فبراير (شباط) الماضي دمرت طائرة C 130 تابعة لسلاح الجو البريطاني بصاروخين من المتفجرات المخترقة للدروع، بينما كانت تنزل على مهبط في محافظة ميسان، وكانت المرة الأولى التي استخدم فيها السلاح لمهاجمة طائرة، وفقا لمسؤولين في التحالف. ودمرت قوات التحالف في وقت لاحق الطائرة بقنبلة وزنها ألف باوند لحرمان المسلحين من الاستيلاء على معداتها. وفي مجرى الحرب كانت هذه الأسلحة تشكل جزءا قليلا من الهجمات بالعبوات الناسفة في العراق. فمعظم العبوات الناسفة وحالات الموت الأميركية سببها أجهزة أقل تطورا يفضلها المتمردون السنة، وليس الميليشيات الشيعية المرتبطة بإيران. ولكن المتفجرات الخارقة للدروع أدت الى عدد أكبر من الضحايا في كل هجوم بالمقارنة مع الأنواع الأخرى من العبوات الناسفة.

وقال الكولونيل كيفن فاريل الذي يقود الكتيبة الأولى في فرقة المشاة الثالثة المدرعة التي تحمل الرقم 64 في عام 2005 عندما اخترقت متفجرة درع واحدة من دبابات الكتيبة ودمرتها، قال «انها نوع جديد من التهديد بإمكانية كبيرة على إلحاق الدمار. وقد أدت الى نسبة كبيرة من الإصابات. واعتمادا على بحث في بيئة بغداد التي نحتلها ومصادر عراقية محلية متعددة نعتقد أنها قادمة من ايران». إدراك تدريجي

* ويقول محللو استخبارات اميركيون إن اول تفجير للمتفجرات المخترقة للدروع في العراق ربما يكون قد جرى في اغسطس (آب) 2003. ولكن رأيهم في أن إيران لعبت دورا في الهجمات ظهر على نحو بطيء. وقال مسؤولون أميركيون إن تقييمهم للتورط الايراني اعتمد على صورة تراكمية تشتمل على فحص الأدلة على الأجهزة المتفجرة، والمقارنة بين استخدام الأسلحة في العراق والأسلحة المستخدمة في جنوب لبنان من جانب حزب الله.

وقال مسؤول اميركي رفيع، فضل عدم ذكر اسمه، شأن آخرين ناقشوا المعلومات الاستخباراتية وقرارات الادارة شريطة عدم الاشارة الى اسمائهم، انه «لم تكن هناك لحظة اكتشاف».

وقد عثر على مكونات المتفجرات المخترقة للدروع، التي تكرر استخدامها في العراق، بما في ذلك الرابط اللاسلكي المستخدم لتنشيطها وجهاز التحسس الذي يستخدم في إطلاقها، عثر عليها في مكان واحد فقط في العالم وفقا لما يقوله مسؤولون اميركيون، وهو لبنان منذ عام 1998، حيث يعتقد أن ايران هي التي جهزت حزب الله بها.

ووفقا لخبير عسكري، فان بعض أجهزة اللاسلكي المستخدمة في تنشيط المتفجرات المخترقة للدروع في العراق، تعمل على التردد ذاته وتستخدم الشفرات كوسائل ضد القوات الاسرائيلية في لبنان. وجاءت أدلة أكثر من مراقبة الشاحنات في العراق، من على بعد أميال قليلة من الحدود الايرانية، والتي تحمل الأقراص النحاسية الضرورية لعملية الاختراق. وجرى العثور على ملفات للمتفجرات من طراز C4 من بين مواد أخرى تعود الى ايران، وفقا لما يقوله مسؤولون.

ويأتي جزء مهم من الزعم الأميركي من المعلومات الاستخباراتية، بما في ذلك عمليات الاستجواب مع أفراد الميليشيات المعتقلين حول الميليشيات الشيعية التي تستخدم المتفجرات المخترقة للدروع وتحتفظ بصلات وثيقة مع الحرس الثوري الايراني وحزب الله.

وتدير المجموعات المتطرفة التي يقودها أبو مصطفى الشيباني واحدة من أهم شبكات المتفجرات المخترقة للدروع. ووفقا لتقارير استخباراتية أميركية، فان شبكته ظلت تتلقى معدات المتفجرات المخترقة للدروع والتدريب من قوة القدس ووحدة خاصة من الحرس الثوري وعاملين من حزب الله في ايران. وهو على قائمة أخطر المطلوبين العراقيين، وقد أصدرت المحكمة الجنائية العراقية مذكرة لاعتقاله عام 2005.

وظل أحمد أبو سجاد الغراوي، القائد السابق في جيش المهدي، نشيطا في محافظة ميسان. ويقول مسؤولون استخباراتيون أميركيون، انه من المحتمل ان تكون مجموعته ذات صلة بالهجوم على القوات البريطانية الذي أشير اليه في الاحتجاج الدبلوماسي الأميركي. كما انه في قائمة الحكومة العراقية لأخطر المطلوبين، وصدرت مذكرة اعتقال بحقه.

وفي سبتمبر (ايلول) 2005 اعتقلت القوات البريطانية أحمد جواد الفرطوسي، قائد مجموعة في جيش المهدي نفذت هجمات بالمتفجرات المخترقة للدروع ضد القوات البريطانية في جنوب العراق. وتوصلت الاستخبارات الأميركية الى ان مقاتليه ربما كانوا قد تلقوا التدريب ومعدات المتفجرات المخترقة للدروع من حزب الله.

وكان الفرطوسي يعيش في لبنان سنوات عدة واكتشفت صورة فوتوغرافية له مع أعضاء حزب الله عندما فتشت القوات البريطانية بيته. وحسب رأي المسؤولين الأميركيين قد يكون ذلك دليلا ظرفيا على صلته بإيران، لأن خبراء الاستخبارات الأميركية يقولون ان حزب الله يقوم عموما بعمليات في العراق بموافقة ايران.

وفي الأسبوع الماضي اعتقلت القوات التي تقودها الولايات المتحدة قيس الخزعلي وليث الخزعلي، وهما متطرفان شيعيان مرتبطان بخطف وقتل خمسة من الجنود الأميركيين في كربلاء في يناير(كانون الثاني) الماضي، وفقا لما قاله الجيش الأميركي. ويقول مسؤولون أميركيون انهم هربوا ايضا متفجرات مخترقة للدروع.

وظلت القوات الاميركية والبريطانية هدفا رئيسيا للهجمات بالمتفجرات المخترقة للدروع، إلا ان نفس هذه المتفجرات استخدمت ايضا ضد قوات الأمن العراقية. وفي يونيو (حزيران) 2005 تعرض فوج ياباني بالقرب من سامراء لهجوم بعبوة ناسفة زرعت على جانب الطريق وجرى تفجيرها باستخدام جهاز للتحكم من بعد من النوع الذي تقدمه ايران او «حزب الله». الحكومة البريطانية، التي شعرت بقلق إزاء هذا النوع من الهجمات، تقدمت باحتجاج عبر القنوات الدبلوماسية في ذلك العام، فيما تقدم الجانب الاميركي، بعد الاحتجاج البريطاني، باحتجاج مماثل عبر وسطاء سويسريين في ايران. وكدليل على الدور الايراني، أشارت الشكوى البريطانية بتاريخ 29 مايو(أيار) الماضي الى هجوم بمتفجرات مخترقة للدروع بالقرب من العمارة راح ضحيتها الجندي البريطاني آلان براكنبيري، 21 سنة، إلا ان ايران رفضت أي تورط لها في ما حدث. مناقشة المخاوف بصورة علنية:

* بدأ مسؤولون اميركيون بعد ذلك التحدث عن هذه القضية بصورة علنية؛ إذ صرح مستشار بوش لشؤون الأمن القومي، ستيفن هادلي، في اغسطس (آب) 2005 ، بأن القوات باتت هدفا لهجمات بقنابل «تبدو عليها بصمات مشابهة لتلك التي تستخدمها مجموعات ظلت تاريخيا معروفة بتلقيها دعما ايران». وفي اكتوبر (تشرين الاول) 2005، قال السفير البريطاني لدى العراق ويليام باتي، لصحافيين في لندن ان ايران ظلت تزود مجموعات بأسلحة فتاكة استخدمت ضد القوات البريطانية. وقال رئيس الحكومة البريطانية توني بلير أن «طبيعة هذه المتفجرات تقود الى عناصر ايرانية او الى حزب الله. وكان بلير قد تحدث بحذر في ذلك الوقت عن تورط ايران، لكنه في فبراير (شباط) الماضي قال انه «بات من الواضح ان ايران هي مصدر هذه الاسلحة».

الازدياد في معدل الهجمات باستخدام المتفجرات المخترقة للدروع بدأ منذ ابريل (نيسان) 2006. وفي ظل فشل الاحتجاجات الدبلوماسية والبيانات في وقف الهجمات، بدأ مسؤولون اميركيون مجددا مناقشة ما يجب فعله إزاء هذه المسألة. ويلاحظ ان الطبيعة المتغيرة للاستراتيجية الاميركية وتركيزها المتزايد على تحدي الميليشيات الشيعية داخل وحول بغداد جعلا هذه القضية اكثر إلحاحا. وقال مسؤولون شاركوا في النقاش إنه كانت هناك مخاوف من ان يؤدي إلقاء القبض على عناصر ايرانية في العراق الى استفزاز ايران ودفعها الى زيادة كمية المتفجرات الفتاكة التي تزود بها الميليشيات الشيعية، كما كان هناك قلق ايضا ازاء احتمال ان يتطلب الوضع من القيادة الاميركية تحويل الامكانيات الاستخباراتية والعسكرية من المهام والعمليات الموجهة ضد مجموعات التمرد السنية مثل تنظيم «القاعدة في بلاد الرافدين». ويقول فيليب زوليك، المسؤول السابق بوزارة الخارجية الاميركية، في لقاء أجري معه في الآونة الأخيرة، ان مسؤولين اميركيين ظلوا على مدى عدة شهور مترددين ما بين الرغبة في فعل شيء والرغبة في تجنب المواجهة. وأضاف زوليك قائلا ان نتيجة التردد إزاء ما يجب اتخاذه من خطوات، أدت في نهاية الأمر الى عدم فعل أي شيء. وناقشت إدارة بوش ما يجب فعله تجاه هذا الوضع، وتناول النقاش مسألة قواعد الاشتباك في حال تنفيذ القوات الاميركية حملات مداهمة ضد عناصر ايرانية في العراق. وعقب تسليم القيادة المركزية الاميركية خطة بشأن هذه المداهمات، كان من ضمن الخيارات دراسة إعلان «قوة القدس» التي تنشط في العراق «قوة معادية». وكان من شأن هذا الأمر إعطاء مبرر شرعي وواضح لاتخاذ خطة المسؤولين والعناصر الايرانية في العراق مع التعامل بمرونة في تخطيط عمليات المداهمة. وقال مسؤولون آخرون إن هناك عناصر ايرانية تشارك في برنامج اقتصادي واجتماعي في العراق. وقال هؤلاء ان من الأفضل اتباع نهج يقوم على اساس ان تحدد الولايات المتحدة العناصر الايرانية التي يثبت ان لها «نوايا عدوانية» ضد قوات التحالف. وقررت ادارة بوش تنفيذ عمليات المداهمة على اساس قواعد اشتباك محدود في الوقت الراهن. وفي الوقت نفسه وفي بغداد، أقر الجنرال جورج كيسي الذي كان كبير القادة، خططا لإبلاغ وسائل الاعلام بقضية المتفجرات الخارقة للدروع ـ وهو عكس موقف المسؤولين العسكريين، الذين كانوا مترددين في الكشف عن تأثير الأسلحة خوفا من تشجيع استخدامها.

وقال الميجور جنرال وليام كالدويل المتحدث الرئيسي للقوات المتعددة الجنسية في العراق، كما تعرف القوات التي تقودها الولايات المتحدة «لقد أبلغ المحللون الاستخباريون قادتنا أن أسلوب قوات القدس التاريخية هو التراجع عندما يكشف عن هجماتهم. ولذا قررت قيادة القوات المتعددة الجنسيات الكشف عن عملياتهم لإنقاذ ارواح الاميركيين».

الرابطة الإيرانية

* ذكر عدد من البرلمانيين الديمقراطيين الذين ينتقدون سياسة الادارة في العراق، أنهم يقبلون الآن بوجود علاقة بين ايران وهجمات المتفجرات المخترقة للدروع في العراق، وإن كانوا قد أكدوا أن ايران ليست الهدف الاساسي لعدم الاستقرار في العراق.

وأوضح السناتور جاك ريد، وهو ديمقراطي عارض خطة بوش بزيادة عدد القوات، انه يعتقد ان ادارة بوش تستخدم موضوع المتفجرات المخترقة للدروع لصرف الأنظار عن الصعوبات في العراق. ولكنه قال انه اقتنع ان الاسلحة تأتي من ايران، نتيجة لمحادثات مكثفة مع القيادات الاميركية والبريطانية خلال رحلاته للعراق.

وأضاف ريد مشيرا الى الايرانيين «يريدون وضعنا تحت ضغوط في العراق بدون التسبب في رد فعل رئيسي من جانبنا او انهيار العراق، وهو ما يضع دولة فاشلة على حدودهم».

وخلال جلسات استماع في شهر فبراير الماضي، انتقد السناتور كارل ليفين، رئيس لجنة الخدمات المسلحة في مجلس الشيوخ وواحد من منتقدي الخطة ارسال مزيد من القوات الى بغداد، وضغط على مايك ماكونيل، المدير الجديد للاستخبارات الوطنية، للاعتراف بأن بعض الدول الاخرى في المنطقة تدعم المتمردين في العراق. إلا ان ليفين قال انه «لم يدهش من وجهة نظر ماكونيل بأن بعض القيادات الايرانية تعلم بشحنات المتفجرات المخترقة للدروع التي ترتبها قوات القدس، وذكر المساعدون ان ليفين يعتقد ان الادارة كانت حذرة اكثر من اللازم بخصوص تحميل القيادات الايرانية المسؤولية».

وفي الوقت نفسه اعرب فلينت ليفرت الزميل في NEW AMERICAN FOUNDATION والمتخصص في الشرق الاوسط والذي عمل من قبل في وكالة الاستخبارات المركزية وفي مجلس الامن الوطني، عن اعتقاده بأن إيران تمد الميليشيات الشيعية بالذخيرة.

غير أن ليفرت قال إن التهديدات الموجهة للقوات الاميركية من المتمردين السنة اكبر من تلك التي يمثلها الشيعة، وقال ان تركيز ادارة بوش على المتفجرات المخترقة للدروع هو جزء من استراتيجية للادارة تهدف الى تحميل ايران «فشل المشروع الاميركي في العراق».

وكانت مجموعة دراسة العراق قد دعت، في تقريرها الذي استكملته في شهر ديسمبر (كانون الاول) الماضي، الى اجراء محادثات مع ايران واقترحت انه يمكن لإيران اتخاذ خطوات لتحسين الأمن في العراق عن طريق وقف «تدفق المعدات والتكنولوجيا والتدريب لأي مجموعة تلجأ للعنف في العراق».

وقال لي هاملتون الرئيس المناوب للمجموعة في مقابلة صحافية «حقيقة ان ايران تقدم معدات قاتلة، هي سبب كاف للتعامل مع إيران بحزم».

*خدمة «نيويورك تايمز»