الحكومة الفلسطينية تبحث الرد على التصعيد وحماس تدعو إلى وقف اللقاءات مع الإسرائيليين

مقتل 9 فلسطينيين واستمرار عمليات الاغتيال

TT

في أعنف تصعيد إسرائيلي منذ التوصل لاتفاق التهدئة قبل ستة اشهر، وصل عدد الفلسطينيين الذين قتلتهم إسرائيل في أقل من أربع وعشرين ساعة الى تسعة، معظمهم من كتائب شهداء الاقصى ـ الجناح العسكري لحركة فتح، في حين أعلنت الحكومة الفلسطينية أنها ستبحث في كيفية الرد على هذه الاغتيالات التي اعتبرتها «تصعيدا خطيرا» يؤشر الى غياب شريك فعلي للسلام.

وفي رام الله، أعلن وزير الإعلام الفلسطيني، مصطفى، البرغوثي، خلال مؤتمر صحافي دعا اليه في مقر وزارته «ان الحكومة لن تسكت على هذا التصعيد الخطير وسندرس كيفية الرد عليه».

وردا على سؤال حول هذا الرد قال البرغوثي «لقد بدأنا حملة دولية لفضح الممارسات الإسرائيلية»، وأضاف «هذه جرائم حرب وأستغرب كيف لا يبادر المجتمع الدولي الى انتقاد هذه الأعمال ووقفها».

وقال البرغوثي«نحن أمام تصعيد إسرائيلي خطير كان قد بدأ لدى تشكيل حكومة الوحدة الوطنية في 18 مارس (آذار) الماضي. انه رد اسرائيل على مبادارت السلام العربية والفلسطينية».

واعتبر البرغوثي أن «لتصعيد الإسرائيلي مقابل التهدئة الفلسطينية لا يمكن تفسيره سوى انه لا وجود لشريك سلام إسرائيلي».

وقال «خلال شهر لم يقتل إسرائيلي واحد، ولكن إسرائيل قتلت 22 فلسطينيا ونفذت 126 اجتياحا لمختلف المدن الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة» حسبما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية.

وطالب الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية، نبيل انو ردينة «حكومة الاحتلال الإسرائيلي ورئيسها أولمرت بالوقف الفوري لمسلسل جرائم الاغتيالات» الأخيرة.

وقال الناطق في بيان «إن اعتماد سياسة الاغتيالات والقتل تتنافى مع الدعوات التي تملأ فضاء المنطقة وفي مقدمتها مبادرة السلام العربية للعودة الى طاولة المفاوضات وإطلاق عملية سلام حقيقية تضع حدا لجميع أعمال العنف وكسر دائرة الصراع الدموي».

ودعا الناطق باسم الرئاسة «المجتمع الدولي للتدخل لتوفير الحماية للشعب الفلسطيني».

وكانت القوات الإسرائيلية اغتالت فجر أمس اثنين من نشطاء كتائب شهداء الأقصى، بعد أن قصفت المنزل الذي تحصنا فيه بصواريخ لاو وقذائف الإنيرغا في مدينة نابلس شمال الضفة الغربية. وذكرت مصادر فلسطينية أن اشتباكاً مسلحاً عنيفاً استمر لأكثر من ساعتين بين الناشطين أمين لبادة، 22عاماً، وفضل نور،23عاماً، اللذين تحصنا في منزل في منطقة كروم عاشور القريبة من البلدة القديمة، والجنود الإسرائيليين الذين أطلقوا القذائف والصواريخ بصورة مكثفة باتجاه المنزل المستهدف، مما أدى إلى احتراقه بشكل كامل. ويعتبر أمين لبادة من قادة كتائب الأقصى في نابلس حيث تطارده قوات الاحتلال منذ أربع سنوات، تعرض خلالها إلى عدة محاولات اغتيال كان أبرزها العام الماضي عندما نجح في الانسحاب من البناية التي تحصن فيها. وقد توعد مهدي أبو غزالة قائد كتائب شهداء الأقصى مجموعات «فارس الليل»، في المدينة بالرد قائلاً «نحن لا نعول كثيراً على أي اجتماع يتم بين (الرئيس الفلسطيني محمود) عباس و(رئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود) أولمرت ولن نلتزم بأي تهدئة كما تم الطلب منا».