أبو فاعور يدعو المعارضة لملاقاة جنبلاط و«حزب الله» مستعد لـ«فتح صفحة جديدة»

ارتياح لبناني واسع لخطاب التهدئة السياسية

TT

تواصلت في لبنان امس ردود الفعل الايجابية على دعوات التهدئة ونبذ الفتنة وصون الوحدة الوطنية التي اطلقتها المرجعيات الدينية والقوى السياسية على اختلاف اتجاهاتها والتي نجحت في حصر تداعيات جريمة اختطاف وقتل الشاب زياد قبلان والفتى زياد غندور الاسبوع الماضي.

وقال النائب ابو فاعور، في كلمة القاها في اطار ندوة نظمها فرع الكحلونية في الحزب التقدمي الاشتراكي، ان قبلان وغندور «هما شهيدا الوحدة الوطنية والعيش الواحد والتفاهم الداخلي ونبذ الفتنة بين اللبنانيين». واضاف: «ان وليد جنبلاط وقف بالامس قائدا شجاعا وماردا وطنيا وقال بصراحة: لن ننجر الى الفتنة، ولن ننجر الى الصدام الاهلي، ولن نسمح لهذه الجريمة بان تقودنا الى ردود الفعل. وهو في ما قام به كان يطلق مبادرة اخلاقية وطنية».

واعتبر ان ما قاله جنبلاط خلال تشييع القتيلين «يضع كل القوى السياسية امام مسؤولياتها لاننا بتنا على شفير الهاوية في هذا البلد لان هناك من يريد جر البلاد الى هذه الفتنة. الصراع السياسي مسموح ومباح. والنقاش السياسي مطلوب ومرغوب في هذه البلاد. ولكن ان نصل الى حدود الفتنة، فلا. لن ننجر ولن نسمح بالانجرار اليها. ان الشهيد من آل شمص في وطى المصيطبة (عدنان شمص) والشهيد من آل غازي من المرج وغيرهما من الشهداء، قلنا انه ليس هناك شهيد لـ14 اذار ولا شهيد لـ 8 اذار. هؤلاء جميعا شهداء الوحدة الوطنية والوطن. وقيمة هذه الشهادة هي ان نحفظ هذه الشهادة، وان لا نخلق مزيدا من الانقسامات في هذه البلاد. واليوم فوق الجروح نقول انه ليس هناك شهداء لـ14 اذار ولا لـ8 اذار».

اما الشيخ نعيم قاسم فقد دعا القضاء اللبناني الى ان يتابع الجريمة الى النهاية ليعاقب المسؤولين عنها. وقال في احتفال تأبيني اقيم امس في الضاحية الجنوبية لبيروت «هذه الحادثة في الاصل ليست سياسية. وبالتالي عندما نقول جميعا أنها غير سياسية انما نوصفها ولا يعطي احد شيئا. لكن بارك الله بجميع السياسيين الذين احسنوا، فلم تستغل سياسيا ولم نتح الفرصة للطابور الخامس الخارجي الذي يريد ان يحدث الفتنة في لبنان باي سبب وباي اشكال دون اي مبرر». وأضاف: «ان الوضع في لبنان هو وضع غير صحي وغير مستقر وغير سليم. تصوروا انه عند حصول حادثة ما، يمكن بمواقف معينة ان تذهب الامور الى فتنة وبمواقف اخرى ان ترفع الفتنة في البلد. وهذا يعني اننا لا نقف على ارض صلبة، واننا نتأثر باي تصريح وباي موقف، لان النفوس مشحونة، ولان التوتر وصل الى كل بيت والى كل طفل، ولان الشحن الاعلامي والسياسي والمذهبي والطائفي تجاوز الحدود المنطقية والمعقولة لمثل التحركات السياسية التي يحصل فيها اختلاف».

واضاف «لقد سمعنا كلمات ايجابية في الايام الاخيرة. ونحن نقول ردا عليها اننا كنا في السابق ايجابيين ولم نتوقف. والان نحن اكثر ايجابية ايضا وايدينا ممدودة لملاقاة الاقتراحات الوحدوية والوطنية. ونحن حاضرون لاي حل بعيد عن الوصاية وعن الاستئثار والغلبة. وحاضرون لفتح صفحة جديدة تنهي المآزق الموجودة على المستويات كافة وبطريقة عملية. ونحن ندعو لئلا تبقى الايجابية في الكلمات، بل ان تتحول الى اجراءات عملية. ونحن حاضرون لاجراءات عملية».

وختم قاسم قائلا: «نكرر اننا مستعدون للحل على ان يكون لمصلحة الوطن، بعيدا عن الوصاية والغلبة والاستئثار. وندعو بكل جرأة الى وضع برنامج عملي للخروج من الازمة، وان تكون هناك تنازلات مشتركة وتسوية تعطي الجميع ما يريدونه.