حماس ترفض دعوة مصر لوقف إطلاق الصواريخ على إسرائيل

رئيس الوفد الأمني المصري يصفها بـ«المقامرة».. وبعرقلة مباحثات تبادل الأسرى

TT

طفا على السطح الخلاف بين حركة حماس والحكومة المصرية بشأن مواصلة إطلاق الصواريخ على التجمعات الاستيطانية اليهودية الواقعة الى الشرق والشمال من قطاع غزة. وفي الوقت الذي انتقد فيه اللواء برهان حماد، رئيس الوفد الأمني المصري في قطاع غزة، اطلاق الصواريخ، مطالباً بالحفاظ على التهدئة، اعتبر ناطق باسم حماس أن اطلاق الصواريخ يندرج في اطار حق حركات المقاومة في الرد على عدوان وجرائم الاحتلال. وقال إسماعيل رضوان، الناطق بلسان حماس، إن حركته ترفض أي حديث عن التهدئة ووقف عمليات المقاومة، معتبراً أن الحكومة الإسرائيلية تتحمل «المسؤولية الكاملة عن تبعات خرق التهدئة وانتهاكها لقواعد وضوابط هذه التهدئة». وأضاف في تصريح تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه «نحن لن نكون أبداً ضحايا للعدو الإسرائيلي الذي لن يشعر بالأمان طالما واصل ارتكاب جرائمه ضد شعبنا الفلسطيني، فالمقاومة حق مشروع للفصائل الفلسطينية التي لا يمكن لها أن ترفع الرايات البيضاء في الوقت الذي ترتكب فيه المجازر والجرائم البشة بحق أبناء شعبها». من جانبها رفضت ألوية الناصر صلاح الدين ـ الجناح العسكري للجان المقاومة الشعبية تصريحات اللواء حماد، محذرة من «التقليل من شأن وسائل المقاومة التي أربكت هذا العدو الهمجي، وأصبحت تشكل توازن رعب مع عدوٍ يمتلك أعتى وأحدث الوسائل القتالية ضد شعبنا المجاهد». وفي تصريح صحافي، قالت الأولية «إن هذه الصواريخ المباركة أفضل بكثير من صواريخ الدول العربية التي تعفنت في مخازنها تشتكي إلى الله سوء الحال». وكان برهان حماد رئيس الوفد الأمني المصري الموجود في قطاع غزة قد وصف إطلاق الصواريخ على المواقع والمستعمرات الإسرائيلية بـ«المقامرة التي تضر بأبناء الشعب الفلسطيني، وقد تؤدي إلى ردة فعل عنيفة من جانب إسرائيل تدمر البنية التحتية المتواضعة في قطاع غزة، وتوقع العديد من الضحايا في صفوف أبناء الشعب من نساء وأطفال وشيوخ وشباب». وعبر حماد عن قلق مصر من استمرار خرق التهدئة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، مشدداً على أن الوزير عمر سليمان، مدير المخابرات المصرية، يواصل جهوده من أجل منع وثني إسرائيل عن ارتكاب أي عمل عسكري ضد قطاع غزة. و طالب حماد في تصريحات صحافية امس كافة الفصائل الفلسطينية التحلي بضبط النفس، ووقف إطلاق الصواريخ، منوهاً إلى أن الوفد الأمني لا يزال يبذل جهوداً مضنية من أجل منع وثني إسرائيل عن القيام بردة فعل عنيفة تلحق أضراراً هائلة بقطاع غزة والمواطنين الفلسطينيين، وتسبب إحراجاً للسلطة الوطنية الفلسطينية رئاسة وحكومة. وحذر حماد من أن خرق التهدئة وإطلاق الصواريخ وعدم الالتزام المتبادل أسفر عن تراجع القضايا المهمة، وتحديداً إتمام قضية صفقة تبادل الأسرى الفلسطينيين مقابل اطلاق سراح الجندي الإسرائيلي الأسير جلعاد شليط. واشار الى أن الوفد أصبح الآن مشغولاً بسبب استمرار خرق التهدئة بالعمل على منع إسرائيل من ارتكاب اجتياح عسكري شامل أو جزئي لقطاع غزة، رداً على إطلاق الصواريخ على المستوطنات والمناطق والمواقع الإسرائيلية. وطالب كافة الفصائل الفلسطينية بالارتفاع والسمو بالمسؤولية التي تغلب مصالح ومستقبل وأمن وسلامة أبناء الشعب، وتحفظ مقدراته، وتخفف من معاناته الناتجة عن الحصار الظالم المفروض عليه، وتفسح المجال للقيادات السياسية التي تبذل جهوداً من أجل رفع هذا الحصار. الى ذلك قال رئيس وزراء إسرائيل ايهود أولمرت أن حكومته لا يمكنها تجاهل استمرار إطلاق القذائف الصاروخية من قطاع غزة، مؤكداً أنها في الوقت ذاته غير معنية بتصعيد الأوضاع ولكن لا يمكنها التحلي بضبط النفس مدة طويلة، على حد زعمه. وفي كلمة له في مستهل جلسة الحكومة الإسرائيلية الاسبوعية صباح امس ، قال اولمرت إن «إسرائيل» نقلت رسائل بهذا المعنى إلى السلطة الفلسطينية والى جهات دولية.