طالباني: دور عراقي كبير في تقريب وجهات النظر بين إيران وأميركا

كشف عن مشاركة ضباط بريطانيين في محادثات سرية مع مسلحين سنة

TT

اكد الرئيس العراقي جلال طالباني انه عمل منذ عام تقريبا على تقريب وجهات النظر بين الايرانيين والاميركيين وعقد لقاء بين الطرفين من خلال زيارتين قام بهما لايران في وقت سابق، مرحبا بالمباحثات التي ستجري بين الطرفين في بغداد قريبا.

وقال طالباني في مؤتمر صحافي عقده ببغداد امس «لقد كان من المفترض ان يعقد أول اجتماع بين الطرفين في كردستان العراق، إلا أن وزيرة الخارجية الأميركية كونداليزا رايس أعلنت عن مكان الاجتماع الذي يفترض ان يكون سريا»، مؤكدا ان عبد العزيز الحكيم رئيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي ناشد الإيرانيين استئناف تلك المحادثات.

واضاف الرئيس طالباني «لقد بذلنا والدكتور عادل عبد المهدي (نائب رئيس الجمهورية) وسماحة السيد عبد العزيز الحكيم (رئيس المجلس الأعلى الاسلامي العراقي) الجهود في هذا الشأن، ولعبنا دورا كبيرا في تقريب وجهات النظر بين إيران والولايات المتحدة الأميركية»، مشيرا إلى وجود توافق بين إيران وأميركا لعقد الاجتماع في بغداد على ان لا يقل التمثيل الرسمي فيه عن مستوى السفراء. وكشف طالباني عن «قبول الجانب الإيراني بعقد هذه المباحثات وحضر وزير خارجيتهم»، إلا ان السفير الأميركي في وقتها زلماي خليلزاد كانت له وجهة نظر بان تجري هذه النقاشات بعد تشكيل الحكومة. من ناحاية ثانية، أكد طالباني أن الأوضاع السياسية في بلاده «تشهد تحسنا كبيرا» وتتجه نحو الوئام وان جميع الأطراف أخذت علاقاتها تتطور بشكل ملحوظ، قائلا «إن جبهة التوافق بدأت مشاوراتها مع أطراف سياسية أخرى للتفاهم على أهداف مشتركة، وان الأخ أياد علاوي (رئيس القائمة العراقية) سيعود قريبا للمساهمة مع حلفائه التاريخيين والمشاركة معهم في العمل السياسي والدستوري». واستعرض طالباني نتائج زيارته الاخيرة التي قام بها إلى المملكة المتحدة ولقائه رئيس الوزراء البريطاني توني بلير، مؤكدا أن المسؤولين البريطانيين أكدوا ضرورة إقامة حكومة وحدة وطنية تشارك فيها كافة أطياف المجتمع العراقي في اتخاذ القرارات وإدارة الدولة، وان الرأي العام البريطاني ينتظر نتائج ملموسة من حكومة رئيس الوزراء نوري المالكي لتبرهن انها حكومة وطنية وانها تسير على طريق النجاح. وأشار رئيس الجمهورية إلى التأييد البريطاني للحكومة العراقية، بقوله «ان بريطانيا تؤيد الحكومة العراقية وتشجعها على اتخاذ خطوات جدية وجديدة في عملية المصالحة الوطنية، وأنها تحث العراقيين على الإسراع بإصدار قانوني النفط والاستثمار، وتأمل أن يؤيد الكرد هذين القانونين».

وبشأن التغيير الوزاري المرتقب، أكد رئيس الجمهورية انه سيكون على مرحلتين، الأولى هي سد شواغر الوزارات، ومن ثم التفكير بتغيير الوزارات الأخرى ضمن المرحلة الثانية، قائلا «ان رئيس الوزراء نوري المالكي مصمم على اختيار الكفاءات القادرة على أداء مهام الوزارات الشاغرة من خلال تفكيره مليا باختيار من سيشغل هذه الحقائب الوزارية».

وفي مقابلة مع صحيفة «ديلي تلغراف» البريطانية كشف طالباني ان ضباطا في الجيش البريطاني يشاركون في محادثات سرية مع قادة لمجموعات مسلحة سنية. واضاف، حسب وكالة الصحافة الفرنسية، ان «مجموعات من المقاومة تجتمع الآن مع رئيس الحكومة ومعي شخصيا ومع ضباط في الجيش البريطاني ومع السفير (الاميركي) لمناقشة عملية المصالحة». وقال ان «التقدم الاكبر سيكون مشاركة كل المجموعات الرئيسية في العراق (...) نحن بحاجة الى وحدة وطنية وعلينا إقناع السنة بأن لديهم شريكا حقيقيا». من جهة اخرى، تحدث طالباني عن «تغيير كبير في عقلية العرب السنة»، موضحا انهم اصبحوا يعتبرون «ايران خطرا وليس الولايات المتحدة».