الصليب الأحمر يتهم إسرائيل بتغيير معالم القدس الشرقية على حساب الفلسطينيين

TT

اتهم الصليب الأحمر في تقرير سري له حول القدس الشرقية والمناطق المحيطة بها اسرائيل بـ«إهمال التزاماتها بموجب القانون الانساني الدولي وقانون الاحتلال على وجه الخصوص». وقالت المنظمة، التي لا تقبل بضم اسرائيل للقدس الشرقية، ان اسرائيل تستخدم حقوقها كقوة محتلة بموجب القانون الدولي «لكي توسع مصالحها او مصالح سكانها على حساب سكان الاراضي المحتلة».

وجاء في التقرير ان اسرائيل «تعمل على إعادة هيكلة منطقة القدس الكبرى وذلك من خلال بناء جدار الفصل وإقامة واحاطة المدينة بحلقة خارجية من المستوطنات خارج الحدود البلدية الموسعة وإقامة شبكة طرق متداخلة تربط مختلف الأحياء السكنية الاسرائيلية والمستوطنات داخل وخارج القدس». ويترتب على ذلك عواقب انسانية ذات ابعاد.

معروف عن اللجنة الدولية للصليب الأحمر دورها في زيارة السجناء في كل الدول ومحاولة الاطمئنان على اوضاعهم الانسانية. وظلت اللجنة على مدى عقود من الزمن تشارك في الأوضاع هناك بموجب دورها في الالتزام بميثاق جنيف الذي يشمل المسؤوليات تجاه الدول المحتلة، إلا ان تقارير اللجنة نادرا ما تنشر. ويعتبر التقرير الأراضي التي احتلتها اسرائيل في حرب عام 1967 أراضي محتلة.

وكان هذا التقرير حصيلة عمل لمدة تسعة أشهر من جانب اللجنة وقدمت اواخر فبراير (شباط) الماضي «الى اسرائيل والى عدد قليل من الحكومات الأجنبية التي نعتقد أنها ستكون في افضل موقع لمساعدة جهودنا الرامية الى تنفيذ القانون الانساني»، وفقا لما قاله برنارد باريت المتحدث باسم اللجنة في القدس.

وقال مسؤولون اسرائيليون انهم يحترمون اللجنة وانهم تعاونوا معها بسرور في قضايا تمتد من اطلاق سراح الجنود الاسرائيليين الأسرى الى الطلب من مسؤوليها تقديم ايجازات حول القانون الدولي للدبلوماسيين والقادة العسكريين الاسرائيليين الذين يعملون في الضفة الغربية المحتلة. وأكدوا انهم تسلموا التقرير ولكنهم لا يتفقون مع مقدماته ونتائجه.

وقال مارك ريغيف المتحدث باسم وزارة الخارجية الاسرائيلية «نحن نرفض مقدمة التقرير التي تشير الى ان القدس الشرقية ارض محتلة. انها ليست كذلك. فقد ضمت اسرائيل القدس عام 1967 ووفرت المواطنة الكاملة في حينه لجميع سكان القدس. هذه حقائق لا يمكن تجاهلها».

وكانت القيود الأمنية والجدار الذي يحيط بأجزاء من القدس الشرقية رد اسرائيل على التفجيرات الانتحارية بعد عام 2000، ولكنهم جعلوا الأمر اكثر صعوبة بالنسبة للفلسطينيين للانتقال الى القدس ومنها.

ويشير تقرير الصليب الأحمر الى ان حاجز الفصل «قد نفذ بهدف امني لا يمكن نكرانه»، ولكنه اضاف ان «طريق الجدار في الضفة الغربية يتبع ايضا منطقا ديموغرافيا، فهو يضم الكتل الاستطانية حول المدينة بينما يستثني مباني ويستثني المناطق الفلسطينية المأهولة «وبالتالي يخلق جيوبا فلسطينية معزولة».

* خدمة «نيويورك تايمز»