9 سفن حربية أميركية تحمل 17 ألف عسكري.. و140 طائرة تصل إلى الخليج

فى أكبر حشد عسكري منذ حرب العراق واشنطن تعلن ضبط أموال إيرانية ومتفجرات في بغداد

TT

أعلن الجيش الاميركي ان مفرزة من قواته قتلت مسلحين اثنين وضبطت كميات كبيرة من الاموال الايرانية، بالاضافة الى كميات من مواد تصنيع عبوات ناسفة خلال عملية دهم في مدينة الصدر الشيعية شرق بغداد. وأوضح بيان عسكري ان «القوة الأميركية كانت تقوم بعمليات بحث عن خلية متورطة في نقل اسلحة من ايران الى العراق، وضبطت خلال ذلك كميات كبيرة من الاموال الايرانية، بالاضافة الى مبلغ ستة آلاف دولار ومواد تصنيع عبوات ناسفة». وأضاف ان «القوة تعرضت خلال عملية الدهم الى اطلاق نار من قبل اربعة مسلحين قتل اثنان منهما خلال المواجهة». ويتهم المسؤولون الاميركيون إيران بتقديم الدعم والسلاح لجماعات سنية وشيعية بهدف زعزعة الاستقرار في البلاد، الامر الذي تنفيه طهران مرارا. ومن المقرر ان يلتقي السفيران الايراني والاميركي في بغداد في 28 مايو (ايار) الجاري لمناقشة قضايا تخص العراق. ويأتي ذلك فيما دخلت تسع سفن حربية أميركية تحمل 17 ألف فرد الى الخليج امس في استعراض للقوة قبالة الساحل الايراني فيما قال عنه مسؤولو البحرية انه أكبر تجمع في نوعه للسفن الحربية بوضح النهار منذ حرب العراق عام 2003. وقال مسؤولو البحرية الاميركية ان ايران لم تخطر مسبقا بخطط إبحار السفن التي تشمل حاملتين للطائرات عبر مضيق هرمز، وهو قناة مائية ضيقة في المياه الدولية قبالة السواحل الايرانية وشريان أساسي لضخ شحنات النفط الى العالم. وقال الاميرال كيفين كوين قائد المجموعة ان السفن ستبدأ بتنفيذ تدريبات في اطار جهود خطط لها منذ فترة طويلة لطمأنة الحلفاء الاقليميين بشأن الالتزام الاميركي حيال أمن الخليج. وقال للصحافيين على متن حاملة الطائرات الحربية الاميركية جون س. ستنيس «هناك دائما تهديد بقيام دولة أو أي جهة أخرى باتخاذ قرار اغلاق أحد المضايق الدولية والاكبر هو مضيق هرمز... المختلف في هذا الحدث هو وجود مجموعتين ضاربتين. الجميع سيشاهدنا لانه يجري في النهار». وتعبر أغلب السفن الاميركية المضيق خلال الليل حتى لا تجذب الانتباه.

وتحركها بهذا العدد الكبير معاً أمر نادر الحدوث. وقال مسؤولو البحرية ان قرار ارسال حاملة طائرات ثانية اتخذ في آخر وقت من دون أن يدلوا بأسباب. وعبرت مجموعة السفن التي تحمل نحو 140 طائرة المضيق حوالي الساعة 03:55 بتوقيت غرينتش. ومن المقرر أن تشارك في التدريبات التي ستجري على مدى الاسابيع القليلة القادمة. وزادت التوترات بين الولايات المتحدة وايران بسبب طموحات ايران النووية والعراق المخاوف الاقليمية من احتمال وقوع مواجهة عسكرية يمكنها أن تضرب اقتصادات الخليج وتهدد صادرات النفط الحيوية. وقال بيان للأسطول الخامس، ومقره المنامة، ان حاملتي الطائرات دخلتا مياه الخليج امس مع السفينة الحربية «يو اس اس بونهوم ريتشارد»، وهي المرة الاولى التي تعمل هذه المجموعات في مهمة مشتركة ضمن الاسطول الخامس. وبحسب البيان، ستقوم حاملتا الطائرات «بمهمات مباشرة لمساندة عملية (الحرية للعراق) كما ستقوم بتمارين قتالية». إلا ان البيان شدد على ان «التمارين لا علاقة لها بالتطورات في المنطقة، وليست موجهة ضد اية دولة»، في اشارة الى التكهنات حول ضربة أميركية ممكنة لإيران على ضوء التوتر معها في موضوع برنامجها النووي. وفي الطريق لدخول المضيق، دعا اعلان عام الطواقم لمشاهدة «بعض أكثر السفن قوة في العالم»، التي كون تشكيلها المنظم مع شروق الشمس صورة درامية للقوة البحرية الاميركية.

وتأتي المناورات الحربية بعد أقل من أسبوعين من قول نائب الرئيس الاميركي ديك تشيني من على متن «ستنيس» خلال جولة في الخليج ان الولايات المتحدة ستقف مع آخرين لمنع ايران من الحصول على أسلحة نووية و«الهيمنة على المنطقة». وفي زيارة لابوظبي بعدها بأيام، هدد الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد برد «شديد» اذا هاجمت الولايات المتحدة بلاده التي تواجه أزمة مع واشنطن بسبب برنامجها النووي. وحث نجاد أيضا دول الخليج على «التخلص» من القوات الاجنبية وحمَّل هذه القوات مسؤولية انعدام الأمن في المنطقة. وتتهم الولايات المتحدة ايران بمحاولة انتاج أسلحة نووية وسعت لفرض عقوبات أشد من الامم المتحدة على ايران. وتقول ايران ان طموحاتها النووية هي لأغراض انتاج الطاقة فقط. وفي الشهر الماضي، أجرى الاسطول الأميركي الخامس وقاعدته في البحرين أكبر تدريبات للرد في حالات الطوارئ. وفي مارس (اذار) نفذت البحرية الاميركية أكبر مناورات حربية في الخليج منذ عام 2003. وقال مسؤولو البحرية ان التدريبات في هذه المرة ستشمل تدريبات على الدفاع الجوي والصعود على متن سفن أخرى تقوم بدور سفن مشتبه بها. وقالوا أيضا ان السفن ستنزل 2200 من مشاة البحرية في الكويت للمشاركة في تدريب على التعامل مع كارثة طبيعية غير محددة. وقال كوين «اذا أغلق مضيق هرمز أو دار صراع هناك سترتفع أجور الشحن ارتفاعا حادا». وقال مصطفى العاني المحلل في مركز الخليج للدراسات الاستراتيجية «ان الهدف من هذه الخطوة المتزامنة تماما مع انتهاء مهلة مجلس الامن هو ارسال رسالة واضحة الى ايران، مفادها ان الخيار العسكري واقعي ومطروح بالنسبة لواشنطن». واضاف العاني في اتصال مع وكالة فرانس برس «ان الخطوة تحمل هدفا آخر هو من دون شك التأثير على المسار الدبلوماسي والضغط على هذا المسار» في اطار مناقشة مجلس الامن الخطوات التي يفترض به اتخاذها للتعامل مع عدم امتثال ايران لقراراته. الا ان العاني يرى ان قرارا بشن حرب ضد ايران لم يتخذ من قبل واشنطن بل ان هذه الاخيرة «تقوم ببناء قوتها في الخليج» تحسبا «لحرب الصدفة». وقال الخبير «الاميركيون مقتنعون بانه يجب تهيئة نوع معين من القدرة للتعامل مع الحرب الصدفة ولو انه لا يوجد باعتقادي قرار بالحرب». واضاف «ان هذه الحرب الصدفة قد تنتج عن احتكاك مع الايرانيين في العراق او في مياه الخليج حيث تقوم طهران بدورها بمناورات، وهكذا حادث يستوجب من الاميركيين ردا سريعا وبالتالي هي تعمل على ان تمتلك القدرة على الرد باسرع وقت ممكن». واعتبر العاني ان «سمعة الولايات المتحدة لا تحتمل اهانة من دون رد سريع». واستذكر في هذا السياق حادثة توقيف ايران في مارس 15 بحاراً بريطانياً قالت انهم دخلوا مياهها الاقليمية، وهي حادثة بحسب العاني «كان يمكن ان تحدث هذه الحرب الصدفة».