الحريري لـ «الشرق الأوسط»: الأولوية لإخراج المدنيين .. ثم يتعامل الجيش مع «فتح الإسلام» الإرهابي

توقع أن تصوت قطر ضد قرار المحكمة الدولية في مجلس الأمن

TT

اكد رئيس تكتل «المستقبل» النيابي، النائب سعد الحريري، لـ«الشرق الاوسط» امس ان الجهود منصبة الآن على اخراج المدنيين الفلسطينيين من مخيم نهر البارد في شمال لبنان ليتمكن الجيش اللبناني من التعامل مع تنظيم «فتح الاسلام» الارهابي، متهما سورية بدفع هذا التنظيم لضرب «تيار المستقبل» عبر افتعال مشاكل في شمال لبنان. ووجه انتقادا عنيفا الى دولة قطر، متوقعا تصويتها ضد مشروع قانون المحكمة الدولية في مجلس الامن.

الى ذلك تواصلت الاتصالات الرسمية اللبنانية الهادفة الى حشد الدعم العربي والدولي للموقف اللبناني، فيما كلف مجلس الوزراء قيادة الجيش التعامل بما تراه مناسبا مع ظاهرة «فتح الاسلام».

وقد استدعى رئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة الدبلوماسيين العرب والأجانب المعتمدين في لبنان وأطلعهم على تطورات الوضع في الشمال لاسيما في محيط مخيم نهر البارد والإجراءات التي تتخذها الحكومة لتثبيت الامن والاستقرار ومنع التعديات على الجيش اللبناني، اضافة الى ما اتخذ من اجراءات لمساعدة النازحين من المخيم.

وعقب الاجتماع قال عميد السلك الدبلوماسي العربي السفير المصري حسين ضرار: «عبر جميع السفراء الحاضرين عن استنكارهم لهذا الوضع الشاذ الذي عكسه، طبعا، موقف الجامعة العربية الذي أدان بإجماع كل الدول العربية الشقيقة هذا الوضع. ولا توجد دولة عربية او غير عربية تقبل أي وضع خارج عن الشرعية، او تمثل فيه جماعة إرهابية عنصر ضغط على أي دولة واستقرار شعبها وأمنها. وهذا ما سمعه دولة الرئيس من جميع السفراء الذين عبروا عن تضامنهم مع لبنان كحكومة ومع الجيش اللبناني الشقيق في المواجهة الدامية التي وجد فيها».

وسئل: هل انتم مع الحل العسكري؟ فأجاب: «نحن مع الحل الذي يؤدي الى استقرار لبنان ومصلحة شعبه. وهذا ما أبداه الإخوة الفلسطينيون الممثلون بالسفير عباس زكي الذي اكد بوضوح امام جميع السفراء العرب اننا هنا في لبنان ضيوف ولا نقبل ان نناقض ما يراه الشعب اللبناني ولا نقبل به. الشعب اللبناني والحكومة اللبنانية حريصان على ان يكون إنهاء هذه المسألة، بقدر الإمكان، بالوسائل السياسية. وإذا تعذر الأمر يكون باللجوء الى القوة مع تفادي وقوع ضحايا من أهل المخيم من الأبرياء الذين لا دخل لهم ولا ذنب».

وسئل اذا كانت هناك تغطية عربية للجيش اللبناني للدخول الى المخيم، فأجاب: «اظن انكم سمعتم قرار جامعة الدول العربية ورأيتم القرار الذي صدر. ونحن لم نأت الى هنا لتأييده. نحن سفراء لدولنا التي قررت في مقر الجامعة العربية التأييد الكامل للشرعية اللبنانية واستنكار ما جرى ضد الجيش اللبناني».

وكان الرئيس السنيورة استقبل المنسق الخاص للامين العام للأمم المتحدة في لبنان غير بيدرسن الذي قال عقب اللقاء: « أطلعني الرئيس السنيورة على قلقه حيال مسألة مخيم نهر البارد وكيف يتم التعامل معها، مشددا على أهمية المساعدات الإنسانية من اجل اللاجئين والنازحين. وأكدنا على أهمية التسريع في المساعدات الإنسانية في الشمال. وأنا أكيد انه سيتم التحرك بهذا الاتجاه اليوم وسيكون هناك تحسن في الوضع الإنساني». ونقل عن السنيورة تشديده بقوة على حل سلمي لهذه المسألة. ونقل زوار السنيورة عنه امس تأكيده على ضرورة «إعطاء فرصة للحل السلمي لمشكلة مخيم نهر البارد، لكن في إطار إنهاء ظاهرة فتح الإسلام، وإلا فإن الدولة تحتفظ بكامل الخيارات التي لديها».

هذا، وقال الحريري لـ«الشرق الاوسط» امس: «زعيم تنظيم فتح الاسلام شاكر العبسي كان مسجونا في سورية. ولم يعلن احد اي تفسير او توضيح حول كيفية خروجه من السجن». وبعدما اشاد بـ«الشعب السوري الطيب الذي رفض مثل هذه الظاهرة» اتهم السوريين بالسعي الى زعزعة لبنان منذ اغتيال والده الراحل الرئيس رفيق الحريري. وقال: «السوريون يدعون انها القاعدة، لكن القاعدة منظمة تعلن عن عملياتها. والجبناء فقط كالنظام السوري لا يفعلون».

وتحدث الحريري عن اعترافات وادلة تربط بين المتهمين الموقوفين في قضية التفجير في عين علق والنظام السوري، مشيرا الى ان الحكومة واداراتها ستضع هذه المعلومات بتصرف وسائل الاعلام فور اكتمال الملف. واكد ان «لا احد يستعجل لاقتحام المخيم». وقال: «الهم الاول لدى الحكومة والجيش هو اخراج المدنيين الفلسطينيين من داخل المخيم. وبعدها سيتعامل الجيش مع فتح الاسلام... الاولوية الان هي اخراج المدنيين وابعادهم عن الخطر».

واشار الى ان الخيارات امام «فتح الاسلام» محدودة وهي «الاستسلام او التعامل معهم كاي منظمة ارهابية» مشددا على ان «لا تفاوض مع هؤلاء الارهابيين الذين اتوا الى لبنان ليقوموا بالدور الذي اوكلته اليهم الاستخبارات السورية»، وجزم بان الحكومة والجيش والشعب في لبنان «مهتمون بالمدنيين الفلسطينيين اكثر من اهتمام فتح الاسلام بهم» مؤكدا ان الجيش «يتعامل مع الوضع بحذر شديد. ولم يأخذ اي مجازفة بدخول المخيم. وهو يتقدم ببطء لكن بثبات».

ووصف الحريري «فتح الاسلام» بانها «منظمة ارهابية» قائلا ان الجيش «يمكن ان يتعامل معها في وقت قصير جدا اذا خرج المدنيون». وسخر من الاتهامات الموجهة الى تياره بدعم الحركات السلفية السنية و»فتح الاسلام»، مؤكدا ان هذه المنظمة عدوته. وتحدث عن مخطط لاستهداف «تيار المستقبل» لانه الاكبر في الساحة الاسلامية. ونفى بشدة وجود اتصالات بين قريبين من تياره و»فتح الاسلام» معتبرا ان الذين يتحدثون الى شاكر العبسي «هم القريبون من سورية». ورفض وصف كل شخص متدين وملتح بانه «ارهابي».