كوشنير سأل عون في باريس عن علاقته بسورية وأبلغه اهتمام فرنسا بإنجاز الانتخابات الرئاسية

TT

لأول مرة منذ مغادرته العاصمة الفرنسية أوائل العام 2005، يعود العماد ميشال عون الى فرنسا التي أمضى فيها سنوات منفاه الطويلة وذلك بمناسبة صدور كتابه باللغة الفرنسية «رؤيا أخرى للبنان» عن دار «فايار». وبعكس سنوات المنفى التي لم يكن فيها للعماد عون اتصالات عالية مع المسؤولين الفرنسيين، استقبله في هذه الزيارة وزير الخارجية برنار كوشنير في مقر الخارجية لمدة 45 دقيقة. وحرص الناطق باسم الخارجية جان باتيست ماتيي على الإشارة الى أن اللقاء حصل «بناء على طلب» العماد عون.

وتلا اجتماع عون مع الوزير الفرنسي الذي تم قبل ساعات من التصويت المنتظر في مجلس الأمن على قرار المحكمة الدولية اجتماع آخر مع مسؤولين كبار في الخارجية بينهم مدير دائرة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا جان فليكس باغانون.

وشكل الوضع السياسي والأمني في لبنان محور اللقاء. وقالت الخارجية الفرنسية إن اللقاء يندرج «في إطار الاتصالات الدورية مع القوى السياسية» اللبنانية ما يفهم منه أنه لا يعكس أي تغير في تعاطي باريس مع الملف اللبناني ولا في السياسة الفرنسية تجاه لبنان. وقالت الخارجية إن اللقاء «شكل مناسبة» للوزير الفرنسي للتأكيد على «دعم فرنسا لاستقلال وسيادة واستقرار لبنان ودعم قيام المحكمة ذات الطابع الدولي» لمحاكمة قتلة الحريري. وأشارت الخارجية الى أن كوشنير وعون «تناولا الوضع السياسي» في لبنان وشدد الوزير الفرنسي على «تمسك باريس بأن تجرى الاستحقاقات الانتخابية المقبلة في ظروف جيدة» في إشارة الى الانتخابات الرئاسية.

واستنادا الى مصادر مقربة من التيار العوني في باريس سأل وزير الخارجية الفرنسي العماد عون عن «علاقته» بسورية. الا ان عون ابلغه انه يعتبر نفسه مرشحا شرعيا لرئاسة الجمهورية في لبنان لانه يمثل «70 % من المسيحيين»، كما قال. وأبلغ عون كوشنير أنه يعتبر ان الموارنة والشيعة غير ممثلين في الدولة بالنسب العادلة لكل منهما. وأفادت مصادر فرنسية مطلعة أن الوزير كوشنير شدد إبان اللقاء على اهمية أن يعود اللبنانيون الى طاولة الحوار الوطني سبيلا الى التفاهم فيما بينهم و«للتوصل الى حلول داخلية للأزمة اللبنانية في ما يتعلق بالمحكمة والانتخابات الرئاسية». وشرح عون رؤيته السياسية وأسباب مطالبته بإجراء انتخابات نيابية مبكرة لأنه لا يعتبر ان الحكومة شرعية وان البرلمان لا يمثل اللبنانيين تمثيلا حقيقيا.

وليس المرة الأولى التي يلتقي فيها كوشنير العماد عون إذ أنهما يعرفان بعضهما البعض منذ زمن طويل. وليس من المنتظر أن يلتقي عون الرئيس الفرنسي الجديد نيكولا ساركوزي. وتوضيحا للقاء الأمس، ذكرت الخارجية الفرنسية بأن الوزير كوشنير وكما قال ذلك في بيروت، «مستعد بصفته صديقا للبنان أن يحاور ممثلي القوى السياسية اللبنانية التي تبدي تمسكا بسيادة واستقرار لبنان». وعلم في باريس أن ممثلا عن حزب الله التقى مؤخرا مسؤولين في وزارة الخارجية الفرنسية.