وليد عيدو «القاضي المشاكس» يلحق بركب رفيق الحريري.. وموجة استنكار واسعة لعودة مسلسل الاغتيالات إلى لبنان

TT

لحق رئيس لجنة الدفاع والأمن النيابية في البرلمان اللبناني، وليد عيدو، بزميله السابق في المقعد السني عن الدائرة الثانية في بيروت رئيس كتلته النيابية رفيق الحريري، مصطحباً معه كبير ابنائه الثلاثة خالد، واثنين من مرافقيه في تفجير استهدف موكبه لدى عودته عصر امس من نادي «سبورتينغ» في محلة المنارة في بيروت، الذي اعتاد ارتياده وممارسة رياضته اليومية فيه.

وبرحيل النائب عيدو يسقط نائب جديد من قوى «14 آذار» التي فقدت منذ الانتخابات النيابية عام 2005 ثلاثة نواب من كتلتها، انتخب بديل لواحد منهم فقط. الجريمة التي قوبلت بموجة استنكار واسعة فاجأت الاوساط اللبنانية. وقد ادت الى مقتل 10 اشخاص على الاقل وجرح اشخاص آخرين تردد ان بينهم نجله الثاني زاهر. وصف كثيرون النائب عيدو بانه من «الصقور» في «تيار المستقبل». وهو اتهام لم ينفه، بل رده الى خلفيته القضائية التي تجعله «يقول كل الحقيقة» معترفاً بأنها «تصدر احياناً بشكل جاف وقاس».

ولد وليد عيدو في بيروت عام 1942. وتربى في كنف عائلة متوسطة الحال لأب سني وأم مارونية. نال شهادة البكالوريا اللبنانية عام 1962، ثم التحق بكلية الحقوق ليتخرج بعد اربع سنوات محامياً. لكنه لم يمارس المحاماة بل دخل فوراً الى سلك القضاء حيث تدرج في مناصب عدة بدءاً من تعيينه مستشاراً لدى محكمة افلاس بيروت، ثم لدى محكمة التجارة في بيروت، فرئيساً لمحكمة التنفيذ في صيدا ورئيساً لمحكمة الاحوال الشخصية في صيدا ايضاً. وتولى رئاسة محكمة القضاء المستعجل في المدينة نفسها قبل ان ينتقل الى بيروت رئيساً لمحكمة التنفيذ، فرئيساً لمحكمة مجلس العمل التحكيمي، ثم رئيسا لمحكمة استئناف جبل لبنان، قبل ان يعين نائباً عاماً استئنافياً في الشمال. ثم عاد الى بيروت رئيساً لمحكمة استئناف الجزاء. وفي منصبه الاخير عرض على عيدو بعد نقله الى بيروت ملف اخلاء سبيل المدير العام لمرفأ بيروت مهيب عيتاني فوافق على اخلائه معتبراً ان توقيفه «لا يستند الى اي اسس قانونية» مخالفاً بذلك السياق السياسي العام حيث كان تيار الحريري يتعرض لحملة عنيفة في مستهل ولاية الرئيس اميل لحود. وعيتاني كان احد القريبين من الحريري.

وقد اتصل الحريري بعيدو وهنأه على قراره. وعرض عليه ان يكون على لائحته الانتخابية في بيروت، فوافق واستقال من منصبه في 31/1/2000. وخاض الانتخابات على اللائحة التي حققت فوزاً كاسحاً. وبقي في موقعه بعد رحيل الحريري عضواً في كتلة «المستقبل».ورغم كل الانتقادات التي سيقت ضد اداء عيدو القضائي من قبل بعض السياسيين، الا انه خرج من السلك القضائي حاملاً «منصب الشرف» الذي يعطى لكل قاضٍ ينهي خدمته من دون اي شائبة في ملفه. واللافت ان هذا المرسوم حمل توقيع رئيس الجمهورية اميل لحود، احد ابرز المشككين في تاريخ عيدو القضائي.

شيء واحد اعترف به عيدو، وهو الانتماء الى تنظيم «المرابطون» الناصري خلال الحرب الاهلية، خلافاً لأصول تنظيم السلك القضائي الذي يمنع الانضواء الى الجمعيات السياسية. وهرباً من هذه التهمة، حمل عيدو اسماً مستعاراً هو «رضوان سعادة». وبقي في قيادة التنظيم نحو سنتين بين العامين 1978 و1980 حيث اسس اذاعة «صوت لبنان العربي» ومجلة «المرابط» بعدما تبين له انه كان في «المكان الخطأ».

وقال عيدو ذات مرة انه غامر بمستقبله القضائي «دفاعاً عن القضية الفلسطينية» مشيراً الى انه اعتبر ان الموضوع العربي يستحق ان يغامر المرء بحياته وليس فقط بمستقبله المهني من اجله. ومعلوم ان عيدو رأى في رفيق الحريري «شيئاً كثيراً من عبد الناصر». وكان يقول انه وجد لعروبته ولوطنيته «معنى جديداً عند رفيق الحريري».