النائب عيدو أول سياسي يغتال في لبنان بعد دخول المحكمة الدولية حيز التنفيذ

نعاه سعد الحريري «بطلا من ثورة الأرز»

TT

لحق رئيس لجنة الدفاع والأمن النيابية في البرلمان اللبناني، وليد عيدو، بزميله السابق في المقعد السني عن الدائرة الثانية في بيروت رئيس كتلته النيابية رفيق الحريري، مصطحباً معه كبير أبنائه الثلاثة خالد، واثنين من مرافقيه، في تفجير استهدف موكبه لدى عودته عصر امس من نادي «سبورتينغ» في محلة المنارة في بيروت، الذي اعتاد ارتياده وممارسة رياضته اليومية فيه.

وبرحيل النائب عيدو يسقط اول سياسي لبناني بعد دخول قرار إنشاء المحكمة الدولية حيز التنفيذ وتفقد قوى «14 آذار» نائبا جديدا فتكون قد فقدت منذ الانتخابات النيابية عام 2005 ثلاثة نواب من كتلتها، واحد بالوفاة الطبيعية واثنين بالاغتيال.

والجريمة أدت الى مقتل 10 اشخاص على الأقل وجرح اشخاص آخرين تردد ان بينهم نجله الثاني زاهر ، وقوبلت بموجة استنكار واسعة.

وقد نعى رئيس كتلة نواب المستقبل، سعد الحريري، النائب عيدو واصفا إياه بأنه «بطل من ثورة الأرز» واتهم «الأصابع نفسها التي اغتالت رفيق الحريري، أصابع الشر وأجهزة الشر التي تزرع الرعب في لبنان» بارتكاب الجريمة الجديدة.

ودعا الحريري جامعة الدول العربية الى «تحمل مسؤولياتها تجاه النظام الإرهابي الذي ينتهك سيادة لبنان ويخل بأمنه ويقتل رجال الفكر والسياسة». وقال: «إما أن تتمكن من حماية لبنان وإما ان تقاطع نظام الارهاب الذي يعتدي على لبنان بلا هوادة».

وكان الكثيرون قد وصفوا النائب عيدو بانه من «الصقور» في «تيار المستقبل». وهو اتهام لم ينفه، بل رده الى خلفيته القضائية التي تجعله «يقول كل الحقيقة»، معترفاً بأنها «تصدر احياناً بشكل جاف وقاس».

ونعى رئيس مجلس النواب نبيه بري النائب عيدو، معتبراً ان «آلة الفتك والقتل واصلت دورتها مستهدفة لبنان، وقيم الديمقراطية، والحرية، والعدالة، والتحرير، والمقاومة، والاعمار». وشدد على «ان احداً لن يستطيع اغتيال ارادة الصمود والحياة. ولن يتمكن احد، فرداً كان او جماعة او منظمة او جهة، بواسطة الارهاب والجريمة المنظمة جعل لبنان ساحة للاضطراب والفتن والحروب وتصفية الحسابات».

وأعلن بري: «باسمي وباسم مجلس النواب اللبناني، اتخذنا صفة الادعاء في الجريمة»، داعياً اللبنانيين الى «الانتباه واليقظة من اصابع الفتنة التي تغزل مؤامرتها».

والنائب عيدو هو النائب الخامس الذي يسقط اغتيالاً منذ العام 2005، والثالث من البرلمان الحالي بعد النائبين جبران تويني وبيار الجميل. وهو النائب المسلم الاول الذي يتعرض للاغتيال بعد الرئيس رفيق الحريري. اذ استهدفت الاغتيالات التي تلت اغتيال الحريري نواباً وشخصيات مسيحية.

وبسقوط عيدو تراجع عدد نواب الاكثرية الى 68 نائباً (من اصل 128) بعد اغتيال النائب الجميل وانسحاب النائب العلوي مصطفى حسين. وبعد شيوع خبر الاغتيال ساد توتر شديد شوارع بيروت وسمعت اصوات طلقات نارية متفرقة.

وتم استهداف النائب عيدو، لدى عودته من ناد رياضي يرتاده في بيروت، برفقة نجله الأكبر خالد واثنين من مرافقيه، بسيارة مفخخة انفجرت لدى مرور موكبه في محلة المنارة، ما ادى الى مقتل نحو عشرة اشخاص بينهم عيدو ونجله ومرافقاه. فيما اصيب نحو عشرة اشخاص بجروح مختلفة.

وقدرت المعلومات الاولية زنة العبوة بنحو 80 كيلوغراماً. وقد ادى انفجارها الى قذف جثث الضحايا الى ملعب رياضي مجاور تابع لنادي «النجمة» الذي كان لاعبوه قد انهوا لتوهم تدريبهم اليومي.