مخاوف من تصعيد طائفي جديد بعد ثاني تفجير لمرقد الإمامين العسكريين في سامراء

انهيار منارتي الضريح * اشتباك بين قوتين حكوميتين عشية التفجير *المالكي يأمر بالتحقيق مع الحراس

TT

اثار تفجير مئذنتي مرقد الامامين العسكريين في سامراء امس مخاوف من اندلاع موجة عنف طائفية جديدة، مشابهة لتداعيات تفجير القبة الذهبية للمرقد قبل نحو 16 شهرا. وتحسبا لتصعيد كهذا أمر رئيس الوزراء نوري المالكي بفرض حظر التجول في سامراء وبغداد، كما امر بالتحقيق مع حراس المرقد.

وقال مراسل لوكالة الصحافة الفرنسية، «سمع دوي انفجارين بفارق زمني بسيط حوالي الساعة التاسعة بالتوقيت المحلي (05.00 تغ) اسفرا عن انهيار منارتي مرقد الامامين الحسن العسكري وعلي الهادي في سامراء (125 كلم شمال بغداد)». واضاف ان قوات الشرطة والجيش والقوات الاميركية منتشرة بكثافة في المكان، واغلقت الطرق المؤدية الى المرقد، كما فرضت حظرا للتجول في المدينة بعد الحادث. وتحسبا لاندلاع اعمال عنف طائفية، تعيد الى الاذهان ما حدث في اعقاب تفجير القبة في 22 فبراير (شباط) 2006، قرر المالكي فرض حظر على التجول في بغداد اعتبارا من الثالثة (11.00 تغ) بعد ظهر امس، و«حتى اشعار اخر».

كما اعلن المالكي تشكيل لجان للتحقيق مع قوة الحماية المسؤولة عن ضمان أمن المرقد، وقال في خطاب بثه التلفزيون: «تشكلت لجان تحقيقية وسيتم التحقيق مع من كان موجودا من قوات الأمن في وقت التفجير»، الذي ادى الى تدمير مئذنتي المرقد. واعتبر ان «الجريمة نفذت بعد نجاح خطة فرض القانون». وناشد المالكي «الجميع تفويت الفرصة والوقوف صفا واحد بوجه كل مثيري الفتن، لاننا نعتقد انهم يرتكبون جرائم لانهم في وارد الافلاس وانهم يئسوا من امكانية تفتت وحدة الدولة او اثارة الفتنة الطائفية، لذلك يلجأون الى هذه الاعمال». وقال المالكي «اطلب من الاخوة جميعا الا يكون رد فعلهم بالاتجاه السلبي مما يزيد من طابع الفتنة، انما اذا كان لدينا رد فعل فلا بد ان يكون ضد الذين يقفون مع الصداميين والارهابيين وتنظيمات القاعدة».

على صعيد آخر، قال شاهد عيان من سكان سامراء، «كنت في مكان مجاور للمرقد فسمعت دوي انفجار كبير هز المنطقة، وبعدها تصاعد الغبار وغطى مساحات واسعة». واضاف «توجهت الى الشارع المطل على المرقدين فرأيت احدى المنارتين منهارة بشكل كامل، وبعد سبعة دقائق بالضبط وقع انفجار اخر في المنارة الثانية، التي سقطت على الارض بشكل عمودي». واكد ان السلطات الامنية كانت فرضت اجراءات امنية مشددة في المكان، بحيث منعت عبور السيارات.

بدوره، قال مصدر أمني رفض ذكر اسمه ان «قوة امنية وصلت عصر الثلاثاء من بغداد لتسلم مهمة حماية المرقد بدلا من القوة الموجودة هناك، فحصل شجار تبعه اطلاق نار استمر ساعتين انتهى بسيطرة القوة القادمة من بغداد». وقد اكتفى مدير القيادة الوطنية في وزارة الداخلية اللواء عبد الكريم خلف بالقول «سمعنا بالحادث ونتحقق من الامر».

وفيما بدا كأول عمل انتقامي فجر مسلحون 3 مساجد في الاسكندرية الى الجنوب من بغداد أمس حسبما نقلت وكالة أنباء «أصوات العراق» المستقلة عن مصدر في الشرطة.

ودان البيت الابيض «بشدة» التفجير وقال المتحدث باسم البيت الابيض غوردون جوندرو ان «الولايات المتحدة تدين بشدة الاعتداء الذي استهدف مرقد سامراء. انه اعتداء ضد العراقيين كافة، سنة وشيعة». واضاف «لقد آن الاوان لأن يتحد جميع العراقيين لهزيمة المتطرفين الذين لا يملكون الا ان يقدموا الموت والدمار».