بيريس يحل عقدة الخسارة بالفوز في رئاسة إسرائيل

TT

انتخب السياسي المخضرم شمعون بيريس أمس رئيساً تاسعاً لاسرائيل لمدة 7 سنوات، في الدورة الثانية في الكنيست. وفاز بيريس بـ 86 صوتا مقابل 23 في الدورة الثانية، حيث طلب من النواب التصويت مع او ضد انتخابه، وبذلك يحل بيريس المعروف باسم «الخاسر الدائم» عقدته، ويفوز باول انتخابات يشارك فيها.

وكان بيريس قد حصل في الدورة الاولى على 58 صوتاً، مقابل 37 صوتاً للنائب الشعبي عن الليكود (يمين) روفن ريفلين و21 صوتا للنائبة العمالية كوليت افيتال.

وتعهد الرئيس الاسرائيلي الجديد بلعب دور جامع للإسرائيليين خلال الحفل المقتضب الذي تلى انتخابه بغالبية ساحقة في البرلمان.

وصرح السياسي العجوز بتأثر بالغ وهو يودع الكنيست الذي جلس على مقاعده على مدى 48 عاماً: «اعتبارا من هذه اللحظة، اعتزم لعب دور الممثل للامة بكاملها وسأضع نفسي كلياً في خدمتها». ولد شيمعون بيرسكي في بلدة فيشنوفا البولندية عام 1923، وهاجر مع عائلته الى فلسطين عام ولادته وفق بعض المصادر عام 1934 تبعا لمصادر أخرى. وفي فلسطين اتخذ من بيريس اسما لعائلته ودرس في مدرسة جئولاه بتل أبيب وفي المدرسة الزراعية في بن شيمن. انخرط بيريس منذ شبابه في السياسات والتنظيمات العمالية. كما عمل مع «ابيه الروحي» ديفيد بن غوريون ومع ليفي اشكول، اللذين توليا رئاسة حكومة اسرائيل لاحقا، في عصابة «الهاغاناه» التي شكلت نواة الجيش الاسرائيلي، عام 1947.

وعام 1952 عين نائبا للمدير العام لوزارة الدفاع، والعام التالي أصبح المدير العام. وفي فترة توليه هذا المنصب أسس روابط وطيدة مع فرنسا وحقق تقدما في تطوير الصناعات الجوية الإسرائيلية وتسليح سلاح الجو الاسرائيلي بالطائرات الحربية الفرنسية. عام ‎1959 انتخب بيريس لأول مرة عضوا في الكنيست ممثلا عن حزب ماباي (حزب عمال إسرائيل). وعين نائبا لوزير الدفاع، وبقي في هذا المنصب حتى عام 1965، لكنه انفصل مع حليفه موشيه ديان عن الماباي في ذلك العام وأسسا كتلة جديدة على يمين الحزب هي «قائمة عمال إسرائيل» (رافي) وأصبح بيريس السكرتير العام لها، على ان الكتلة لم تعمّر طويلا، وهكذا عام 1968 عاد بيريس وديان لتأييد تأسيس ما أصبح يعرف بـ«حزب العمل» مع احزاب أخرى من يسار الوسط على الساحة الاسرائيلية. عام 1969 عينته رئيسة الحكومة حينذاك غولدا مئير وزيرا للاستيعاب والهجرة وكان مسؤولا عن التطوير الاقتصادي للمناطق الفلسطينية المحتلة في حرب يونيو (حزيران) 1967. وعام 1974 صار وزيرا للإعلام في حكومة مائير، وعين وزيرا للدفاع في حكومة اسحق رابين، بعد خسارته امامه في معركة خلافة مائير.

وبعد استقالة رابين في ابريل (نيسان) 1977 ترأس بيريس «المعراخ» (التجمع) الذي ضم حزب العمل وقوى يسار الوسط الحليفة ولكنه خسر لأول مرة الانتخابات العامة منذ تأسيس اسرائيل. وفي أعقاب التعادل في نتيجة الانتخابات للكنيست الحادية عشرة عام 1984 عقد بيريس تعاقدا مع اسحق شامير، الزعيم الجديد لليكود، قضى بتقاسم الرجلين بالتناوب منصب رئيس الوزراء. وهكذا تولى بيريس المنصب لأول مرة بين عامي 1984 و1986 ثم وزارة الخارجية بين 1986 و1988.

وفي مارس (آذار) 1990، هزمه منافسه التقليدي اسحق رابين في انتخابات حزب العمل. قاد رابين الحزب الى الفوز في الانتخابات للكنيست الثالثة عشرة، وشكل حكومة جديدة أسند فيها الى بيريس منصب وزير الخارجية. وبالمشاركة مع رابين وقع اتفاق اوسلو في واشنطن مع الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات. وبفضل هذه الاتفاقية تقاسم عرفات ورابين وبيريس جائزة نوبل للسلام. وتسلم بيريس رئاسة الوزراء ووزارة الدفاع بعد اغتيال رابين في 4 نوفمبر (تشرين الثاني) 1995. ومجددا لم يطل بقاؤه اذ خسر انتخابات الكنيست الرابعة عشرة عام 1996 بفارق ضئيل امام مرشح الليكود بنيامين نتنياهو. يذكر ان بيريس متزوج وأب لـ 3 اولاد، ويجيد من اللغات العبرية والانجليزية والفرنسية.