«هيومن رايتس ووتش» تتهم «فتح» و«حماس» بارتكاب «جرائم حرب»

نداءات دولية لوقف الاقتتال والتمسك باتفاق مكة .. وسولانا يتحدث عن نشر قوات دولية

TT

اتهمت منظمة «هيومن رايتس ووتش» الاميركية للدفاع عن حقوق الانسان الفصائل الفلسطينية المسلحة بارتكاب «جرائم حرب» خلال المواجهات المسلحة بين «فتح» و«حماس» التي عصفت بقطاع غزة منذ ايام. وأكدت المنظمة على إلقاء اللوم على الطرفين، في محاولة لدفع جميع المسلحين لتحمل مسؤولياتهم، في وقت نددت دول عدة أمس بالاقتتال الفلسطيني المتواصل.

وأكدت مديرة قسم الشرق الاوسط في المنظمة الدولية ساره لي وتسون: «قتل مدنيين لا يشاركون في الاشتباكات والاغتيال المتعمد لسجناء يشكل جرائم حرب لا لبس حولها». واضافت في بيان مساء اول من أمس: «مجموعات فلسطينية مسلحة ترتكب انتهاكات خطيرة للقوانين الانسانية الدولية».

وقال البيان الذي حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، انه في الايام الثلاثة الاخيرة قامت حركتا «فتح وحماس باعدام سجناء بشكل تعسفي وقتل اشخاص لا يشاركون في اعمال العنف، وتبادلتا اطلاق النار داخل وقرب مستشفيات فلسطينية».

وسردت المنظمة حالات القتل والثأئر التي تتبادلها الجهتان. وأشارت الى مقتل محمد السويركي الذي كان يعمل طباخاً لدى رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس (ابومازن) وإلقاء جثمانه من الطابق الخامس عشر من احد المباني ويداه ورجلاه مقيدة. وبعد ذلك أسرت قوات فتح الشيخ محمد الرفاتي المناصر لحماس وقتلته بالطريقة نفسها.

ونددت المنظمة بهجمات مسلحين على الجنود الاسرائيليين بسيارة تحمل شارة تلفزيون «تي في عملية تبنتها سرايا القدس الجناح العسكري الجهاد الاسلامي وكتائب شهداء الاقصى التابعة لفتح. وقالت: ان «استخدام سيارة تحمل شارة صحافية للقيام بهجوم عسكري يعتبر انتهاكا خطيرا لقوانين الحرب، كما انه يعرض الصحافيين للخطر».

من جهته، ناشد الاتحاد الاوروبي الفلسطينيين بأنهاء التصعيد العسكري والعمل على تحسين دور المؤسسات الحكومية. وجاء ذلك في ختام محادثات في بروكسل بين وزير الاعلام الفلسطيني مصطفى البرغوثي مع عدد من المسؤولين في المؤسسات التابعة للاتحاد الاوروبي، حيث وجه البرغوثي نداء إلى المجتمع الدولي لتقديم «مساعدة عاجلة» للشعب الفلسطيني للحيلولة دون المزيد من التدهور في الاوضاع ومن اجل دعم حكومة الوحدة الوطنية.

وعلى صعيد متصل، قال مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الاوروبي خافيير سولانا ان الاتحاد الاوروبي سيبحث المشاركة في قوة دولية في غزة رغم أن أي قرار بنشر مثل هذه القوة لن يتخذ قريباً. ونقلت «رويترز» عن سولانا قوله: «اذا طلب منا (المشاركة) فسندرس امكانية ذلك بالطبع».

من جهتها، دعت فرنسا المجموعات الفلسطينية كافة الى «الوقف الفوري للمواجهات الجارية» في غزة، مجددة في الوقت نفسه دعمها لرئيس السلطة الفلسطينية. وضمت موسكو صوتها الى الاصوات المطالبة بتهدئة الاوضاع في فلسطين. وعربياً، دعت سورية الى وقف المواجهات الدموية التي «لا تخدم الا مصلحة اعداء القضية الفلسطينية». من جهتها، حملت الولايات المتحدة أمس، الجناح العسكري لحماس، مسؤولية العنف في قطاع غزة، واشارت الى وجود «خلافات عميقة» داخل هذه الحركة. وقال الناطق باسم الخارجية الاميركية شون ماكورماك، إن أعمال العنف «بدأت بهجوم قام به الجناح العسكري لحماس، على مؤسسات حكومية فلسطينية»، مضيفاً «يبدو واضحاً ان هناك خلافات عميقة داخل حماس». وميز ماكورماك بين «كتائب القسام» الجناح العسكري لحماس، والمسؤولين المعتدلين في الحركة مثل رئيس الوزراء الفلسطيني اسماعيل هنية. وتابع ماكورماك ان هنية «دعا الى وقف أعمال العنف، وكان يسعى بعد اعمال العنف الأخيرة الى مصالحة سياسية مع قادة فتح»، التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني محمود عباس. واضاف: «الجناح العسكري لحماس قرر في الوقت الحاضر القيام بكل ما بوسعه لعرقلة التقارب» بين الفلسطينيين واسرائيل. ولفت الى ان هذه الموجة الجديدة من العنف في قطاع غزة تزامنت مع «محاولة عناصر من حماس وفتح التوصل الى اتفاق سياسي، وجاءت في الوقت الذي كانت السلطات المصرية تحاول التفاوض حول وقف لاطلاق النار بين مختلف الفصائل، وفي الوقت الذي اصبحت فيه الهجمات بصواريخ القسام (على اسرائيل) نادرة».