الصحف الإسرائيلية: انتصار حماس قد يدفع لإعادة احتلال غزة

TT

حذرت وسائل الاعلام الاسرائيلية من تداعيات انتصار حماس في المواجهات الدائرة بينها وبين حركة فتح في قطاع غزة. ففي تقرير نشرته الصحيفة امس، اعتبرت صحيفة «يديعوت احرونوت» أن انتصار حماس في هذه المواجهة قد يدفع اسرائيل الى اعادة احتلال قطاع غزة. وأشارت الصحيفة الى أن هذا السيناريو مزعج واشكالي لإسرائيل، لأنه قد يعني انهيار السلطة الفلسطينية، وبالتالي اضطرار اسرائيل لتحمل المسؤولية عن ضمان توفير متطلبات الحياة لمئات الآلاف من الفلسطينيين، ناهيك من أن هذا السيناريو يعني عودة اسرائيل للتورط عسكرياً في قطاع غزة، مع كل ما يعنيه ذلك. واشارت صحيفة «هآرتس» الى أن هامش المناورة المتاح أمام اسرائيل من ناحية عسكرية سيكون محدوداً جداً في قطاع غزة، حيث أن هيئة اركان الجيش الاسرائيلي مشغولة حالياً بالاستعداد لامكانية اندلاع مواجهة عسكرية في الشمال مع سورية أو حزب الله، حيث أن اجتياح قطاع غزة بالكامل يستدعي تجنيد قسم كبير من قوات الاحتياط في الجيش الاسرائيلي.

الى ذلك احتدم الجدل في اسرائيل حول جدوى تقديم دعم أو السماح بتقديم دعم لأجهزة الأمن التابعة لحركة فتح. فقد اقتبست صحيفة «معاريف» عن مصادر في الاجهزة الامنية الاسرائيلية قولها إن سقوط مواقع الامن التابعة للسلطة في ايدي حماس يدلل على عدم صوابية الرأي القائل بوجوب تقديم الدعم العسكري لحركة فتح، على اعتبار أن أي سلاح يقدم لحركة فتح سيجد طريقه الى ايدي عناصر حركة حماس الذين سيغنمون هذا السلاح في جولات القتال كما حدث أخيرا. وأوضحت الصحيفة أن هذا القول موجه ضد نائب وزير الدفاع الاسرائيلي افرايم سنيه الذي يعتبر من أكثر المتحمسين لتقديم السلاح لاجهزة الامن التابعة للرئيس محمود عباس (ابو مازن) وحركة فتح.

وكانت وسائل الاعلام الاسرائيلية قد ذكرت في الاسبوع الماضي أن سنيه طالب اولمرت ووزير الدفاع عمير بيريتس بالسماح بحصول اجهزة السلطة الفلسطينية التابعة لفتح على رشاشات ثقيلة، لمساعدتها في حسم المواجهة امام حماس. وقالت «معاريف» انه اذا كان جميع قادة الاجهزة الامنية الاسرائيلية يرغبون بانتصار فتح في المواجهة، إلا أنهم يرون أنه من الخطأ عدم التحوط لنتائج انتصار حماس في هذه المواجهة مع كل تداعياتها.

من ناحيتها اشارت «هآرتس» الى أن تواصل عمليات الاقتتال قد يدفع الى زيادة حدة اطلاق الصواريخ من قطاع غزة على المستوطنات اليهودية في النقب. واعتبرت الصحيفة ان ما يحدث في غزة يدلل على أن رؤية الرئيس الاميركي جورج بوش لتحقيق لحل الصراع الاسرائيلي الفلسطيني باءت بالفشل. واعتبرت الصحيفة أنه في حال ظلت الامور تأخذ نفس المأخذ الحالي لصالح حماس، فسينشأ عملياً كيانان فلسطينيان بثقافتين مختلفتين، احدهما في غزة والآخر في الضفة الغربية. واشارت الصحيفة الى أنه لم يعد لإسرائيل ثمة شريك فلسطيني في المفاوضات، زاعمة أن اسرائيل قررت عدم التدخل العسكري المباشر في المواجهة الحالية، والاكتفاء بأخذ الحيطة والحذر.

من ناحيتها ذكرت «يديعوت احرنوت» في عددها الصادر امس أن مصر ستقوم بتزويد اجهزة الامن التابعة لابو مازن بمجنزرات وقاذفات صواريخ وسلاح خفيف للحفاظ على قوة اجهزة ابو مازن. واشارت الصحيفة الى أن «مصر التي تدعي التوسط بين الجانبين تعي أن تقديم هذا السلاح يهدف فقط الى تآكل قوة حركة حماس».