خادم الحرمين يبدأ زيارة لإسبانيا في مستهل جولة خارجية تشمل 5 دول أوروبية وعربية

تقدم مستقبليه العاهل الإسباني

TT

بدأ خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز زيارة إلى إسبانيا، في مستهل جولة خارجية تشمل خمس دول أوروبية وعربية.

وتأتي زيارة الملك عبد الله إلى إسبانيا تلبية للدعوة الرسمية التي تلقاها من العاهل الإسباني خوان كارلوس، ومن المقرر أن يبحث الملك عبد الله الذي يرافقه وفد رسمي كبير رفيع المستوى من الوزراء وكبار المسؤولين ورجال الأعمال خلال الزيارة مع القادة الاسبان، جملة من الملفات، من بينها سبل تطوير العلاقات الثنائية وتعزيزها بين البلدين في كافة المجالات إضافة إلى القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك خاصة القضية الفلسطينية، كما تشهد الزيارة توقيع عدد من الاتفاقيات بين البلدين.

وكان في استقبال الملك عبد الله عند وصوله أمس مطار مدريد الدولي (باراخاس) العاهل الإسباني الذي رحب به وبمرافقيه في بلاده. كما كان في استقباله الأمير سعود بن نايف بن عبد العزيز سفير خادم الحرمين الشريفين لدى مملكة إسبانيا، والسفير الإسباني في الرياض مانويل الابارت، ومندوبة الحكومة في اقليم مدريد الذاتي ماريا سوليداد، والأمير سعود بن مشعل بن عبد العزيز، والأمير محمد بن سعود بن نايف وعدد من المسؤولين الاسبان.

وبعد وصوله صافح خادم الحرمين الشريفين اعضاء السلك الدبلوماسي العرب المعتمدين لدى إسبانيا وأعضاء سفارة خادم الحرمين الشريفين بمدريد، وتوجه خادم الحرمين الشريفين، والملك خوان كارلوس بعد استراحة قصيرة في صالة التشريفات، في موكب رسمي إلى القصر الملكي ايل باردو حيث كان في استقباله الملكة صوفيا وولي عهد إسبانيا فيلب دي بربون، فيما أجريت لخادم الحرمين الشريفين مراسم استقبال رسمية تم خلالها عزف السلامين الملكيين للبلدين، فيما كانت المدفعية تطلق إحدى وعشرين طلقة، استعرض بعدها الملك عبد الله بن عبد العزيز حرس الشرف الذي اصطف لتحيته، وصافح رئيس مجلس النواب والوزراء وكبار المسؤولين الإسبان. من جانبه صافح الملك خوان كارلوس والملكة صوفيا الوفد السعودي الرسمي المرافق لخادم الحرمين الشريفين، بعد ذلك توجه الملك عبد الله ومضيفه العاهل الإسباني وحرمه وولي عهده إلى المنصة الرئيسية للاستعراض، حيث استعرضا الحرس الملكي وفرق الخيالة.

بعد ذلك توجه خادم الحرمين الشريفين ومضيفه الملك خوان كارلوس إلى داخل قصر الباردو مقر إقامة الملك عبد الله، حيث منح العاهل الاسباني ضيفه خادم الحرمين الشريفين وسام توازون دي أورو «الجلامة الذهبية» والذي يعد أعلى وسام في اسبانيا ولم يسبق منحه من قبل إلا لاثنتي عشرة شخصية يحملونه حاليا. وقد أعرب خادم الحرمين الشريفين عن شكره وتقديره لملك اسبانيا مبديا اعتزازه بهذا الوسام، واطلع الملك عبد الله على كتاب يتضمن تاريخ الوسام والشخصيات التي منح لها. ويعود تاريخ الوسام إلى عام 1430م على يد فلبي ايل بوينو دوق يورقون الذي جعل أركان الوسام على غرار سائر أوسمة الفرسان ترتكز على السعي إلى التميز والسمات التي ينبغي للفرسان أن يتصفوا بها، وقد عمد ملوك اسبانيا إلى منح الوسام صيتا وتميزا عالميا.

كما يعد الوسام أنبل وأشرف الأوسمة في أوروبا وحظي على مدى أكثر من خمسمائة سنة بعبارات التقدير بسبب أصله فضلا عن الانضباط والنبل الذي اتسم به فرسانه.

تجدر الإشارة إلى أن الملك خوان كارلوس يحمل قلادة الملك عبد العزيز وهي أعلى وسام في السعودية يمنح لكبار زعماء وقادة العالم، حيث منحها له الملك خالد بن عبد العزيز رحمه الله في 20/11/1397هـ خلال زيارة العاهل الاسباني للسعودية آنذاك.

ويضم الوفد الرسمي المرافق لخادم الحرمين الشريفين كلا من الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية، والأمير مقرن بن عبد العزيز رئيس الاستخبارات العامة، والأمير فيصل بن عبد الله بن محمد آل سعود مساعد رئيس الاستخبارات العامة، والأمير بندر بن سلطان بن عبد العزيز الأمين العام لمجلس الأمن الوطني، والأمير تركي بن عبد الله بن محمد آل سعود مستشار خادم الحرمين الشريفين، والأمير سعود بن نايف بن عبد العزيز سفير خادم الحرمين الشريفين لدى مملكة اسبانيا، والأمير منصور بن ناصر بن عبد العزيز مستشار خادم الحرمين الشريفين، والأمير الدكتور بندر بن سلمان بن محمد آل سعود مستشار خادم الحرمين الشريفين، والأمير عبد العزيز بن فهد بن عبد العزيز وزير الدولة عضو مجلس الوزراء رئيس ديوان رئاسة مجلس الوزراء، والأمير منصور بن عبد الله بن عبد العزيز، والأمير سعد بن عبد الله بن عبد العزيز، والأمير بدر بن عبد الله بن عبد العزيز، والدكتور غازي القصيبي وزير العمل، والدكتور إبراهيم العساف وزير المالية، وإياد مدني وزير الثقافة والإعلام، والشيخ مشعل العبد الله الرشيد، وخالد التويجري رئيس الديوان الملكي، ومحمد الطبيشي رئيس المراسم الملكية، وإبراهيم الطاسان رئيس الشؤون الخاصة لخادم الحرمين الشريفين، والدكتور فهد العبد الجبار مستشار خادم الحرمين الشريفين المشرف على العيادات الملكية، وخالد العيسى نائب رئيس الديوان الملكي، والفريق أول حمد بن محمد العوهلي قائد الحرس الملكي. وكان الديوان الملكي السعودي قد اعلن في وقت لاحق أول من أمس أن خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز سيبدأ اعتبارا من يوم 18 يونيو (حزيران) 2007، جولة خارجية تشمل كلا من إسبانيا وفرنسا وبولندا ومصر، بالإضافة إلى المملكة الأردنية الهاشمية، وذلك تلبية للدعوات التي تلقاها من قادة تلك الدول في إطار الجهود التي يبذلها لتطوير العلاقات الثنائية بين السعودية وهذه الدول الصديقة والشقيقة وسبل تعزيزها في كافة المجالات، إضافة إلى بحث القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.

من جانبه وصف الأمير سعود بن نايف بن عبد العزيز، سفير السعودية بمدريد، أن زيارة خادم الحرمين الشريفين إلى إسبانيا «محطة استراتيجية في العلاقات الثنائية بين المملكتين، وستعمل على تعزيز الروابط المتينة والتاريخية على جميع المستويات».

وقال الأمير سعود بن نايف في تصريح لوكالة الأنباء السعودية إن خادم الحرمين الشريفين سيجري اجتماعات مع العاهل الإسباني الملك خوان كارلوس ومع رئيس الحكومة خوسي لويس ثاباتيرو، كما سيشارك مجموعة من وزراء البلدين في المباحثات.

وتطرق السفير السعودي لدى إسبانيا إلى الاتفاقيات التي يمكن أن تسفر عنها هذه الزيارة الملكية، وقال إن منها ما هو جاهز للتوقيع عليها، وهي اتفاقية تجنب الازدواج الضريبي، وهناك اتفاقيات أخرى اتفق عليها، لكن ما زالت تحت المراجعة بين خبراء البلدين، في الوقت نفسه هناك اتفاقيتان حول الأمن واتفاقية أخرى حول التعاون العسكري وأخرى حول الصحة، وتنتظر جميعها اللمسات الأخيرة للتوقيع النهائي عليها.

وتحدث عن المساعي الدولية لإنهاء التوتر في منطقة الشرق الأوسط، وأوضح أن لا شيء يسعد القيادتين السياسيتين في المملكة العربية السعودية وإسبانيا أكثر من أن تكون هناك دعوة مشتركة إلى السلام في الشرق الأوسط والمنطقة، وقال «إن هذا الموضوع سيكون في الأولويات في المباحثات التي ستجري بين البلدين خلال هذه الزيارة».

وأكد الأمير سعود بن نايف أن هذه الزيارة الملكية التي وصفها بـ«الميمونة» ستشكل قفزة نوعية في العلاقات المتينة بين البلدين وستعزز العلاقات الاقتصادية والثقافية والسياسية.

يذكر أن خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز غادر مدينة الدار البيضاء المغربية بعد ظهر أمس متوجها إلى مدريد، مختتما زيارته الرسمية للمملكة المغربية التي اعقبها قضاء بعض الوقت للراحة والاستجمام.

وكان في وداعه بمطار محمد الخامس الدولي الأمير رشيد بن الحسن الثاني، وفور وصوله إلى ساحة المطار استعرض حرس الشرف الذي اصطف لتحيته ثم صافح مودعيه، عامل عمالة مقاطعة الحي الحسني بوشعيب فقار، وعامل اقليم النواصر حسن بن مبارك، وقائد الحامية العسكرية بالدار البيضاء وكبار المسؤولين في المملكة المغربية، والدكتور محمد البشر سفير خادم الحرمين الشريفين لدى المغرب وأعضاء السفارة بالمغرب.

وعند سلم الطائرة ودع الأمير رشيد بن الحسن الثاني خادم الحرمين الشريفين متمنيا له ولمرافقيه سفرا سعيدا، وقد غادر وبمعيته أعضاء الوفد الرسمي المرافق.