العنف في العراق يرفع عدد اللاجئين حول العالم لأول مرة منذ خمس سنوات

في اليوم العالمي للاجئين.. الأمم المتحدة تطالب الدول الغربية بالاعتراف بحجم المعاناة

TT

أعلنت المفوضية العليا للاجئين التابعة للامم المتحدة بمناسبة اليوم العالمي للاجئين اليوم، أن أعداد اللاجئين تتصاعد للمرة الاولى في العالم منذ خمس سنوات، وخصوصاً بسبب العنف المتصاعد في العراق. واقترب عدد اللاجئين حول العالم الى 40 مليونا؛ 10 ملايين منهم تحت رعاية المفوضية العليا للاجئين بالإضافة الى اكثر من 4 ملايين فلسطيني. وذكرت المفوضية ان عدد اللاجئين بلغ في 2006 اعلى مستوياته منذ 2002 وسجل ارتفاعاً نسبته 14 في المائة مقارنة مع عام 2005، أي 1.2 مليون لاجئ اضافي.

وقالت المفوضية في تقريرها بعنوان «الاتجاهات العالمية في 2006» إن هذا الوضع يعود بشكل أساسي الى وجود مليون ونصف مليون عراقي خارج بلادهم لجأوا بشكل خاص الى سورية والأردن. وقال الناطق باسم المفوضية بيتر كيسلر لـ«الشرق الأوسط»: «النظر الى المستقبل يثير التشاؤم؛ فعدد اللاجئين من العراق يزدادون مع تصاعد العنف وعدد النازحين داخل البلاد يشكل مشكلة كبيرة، فهناك محافظات عراقية ترفض استقبال النازحين من محافظات اخرى». وأضاف: «يحتاج العراق الى عزيمة سياسية قوية لإنهاء الوضع السائد، ولكن انعكاسات هذا الوضع ستطول؛ فعلى سبيل المثال هناك الآلاف من ابناء البوسنة الذين لم يعودوا الى ديارهم حتى الآن، وتلك الحرب انتهت عام 1995». وشدد كيسلر على ضرورة «مساعدة الدول المجاورة للعراق التي تستضيف اللاجئين العراقيين وخاصة سورية والأردن، كما يتوجب على الدول الغربية إتاحة فرصة للاجئين العراقيين والاستماع الى قضاياهم، فحتى الآن لا يوجد اعتراف حقيقي من تلك الدول لمعاناتهم». وخصصت الجمعيات المختصة بشؤون اللاجئين حول العالم تقاريرها وبياناتها لإحياء اليوم العالمي للاجئين الذي يصادف في العشرين من يونيو (حزيران) من كل عام للتذكير بمعاناة اللاجئين العراقيين. وشنت منظمة «ارفيوجيز انترناشونال» الاميركية، حملة دعاية لمساندة اللاجئين العراقيين، كما طالبت من مؤيديها الاتصال مباشرة بالبيت الابيض لمطالبة الرئيس الاميركي جورج بوش بمساعدة اللاجئين العراقيين ورفع المساعدات للمفوضية العليا للاجئين. وقالت الناطقة باسم المنظمة ميغان فاولر لـ«الشرق الأوسط» ان هذه وسيلة من بين الوسائل المتاحة لـ«رفع التغطية الاعلامية عن هذا الموضوع لتوعية الجمهور حوله». وأضافت ان تقرير المفوضية السامية قد يدفع المزيد من الناس الى أن ينتبهوا لمعاناة العراقيين، موضحة: «بدأ العالم يصحو للقضية، ولكن هناك الحاجة للمزيد من العمل». وأكد مركز مراقبة الهجرات الداخلية في المجلس النرويجي للاجئين في ارقام نقلتها المفوضية، أن عدد النازحين داخل بلدانهم في العالم بلغ 24.5 مليون شخص. وعلى رأس اسباب حالات النزوح هذه، ذكرت المفوضية النزاعات في العراق ولبنان وسري لانكا وتيمور الشرقية والسودان.

من جهته، قال كيسلر: «الشعوب والحكومات غير المتأثرة من قضية اللاجئين لا تهتم بها، ولكن يمكن لأي شخص ان يصبح لاجئاً وان يكون من أي فئة من فئات المجتمع بسبب ظروف خارجة عن يديه». وأضاف: «حماية ما يقارب 40 مليون لاجئ يحتاج الى حوالي مليار دولار من المساعدات، ولكن الكثير من الدول تتعطل في تقديم هذه المساعدة»، ملفتاً الى ان استاد «ويمبلي» لكرة القدم في بريطانيا كلف أكثر من هذا المبلغ. وتابع: «الدول الغربية تنظر الى اللاجئين على أنهم عبء عليهم، ولكن اذا قدمت المساعدة لهم وسمح لهم بالانخراط في مجتمعاتهم الجديدة، فلن يكونوا عبئاً». ويذكر ان الافغان يشكلون أكبر مجموعة لاجئين في العالم، مع 2.1 مليون افغاني موزعين على 71 بلداً مختلفاً. ويلي الافغان العراقيون، الذين يقدرون بـ1.5 مليون خارج بلادهم وأكثر من مليوني نازح، وبعدهم السودانيون (686 الفاً) والصوماليون (460 ألفا) واللاجئون من جمهورية الكونغو الديموقراطية (400 ألف) ومن بوروندي (400 ألف). ويتجاوز عدد اللاجئين في العالم الـ10 ملايين شخص المسجلين عند المفوضية العليا إذا اضيف اليهم اللاجئون الفلسطينيون البالغ عددهم 4.3 مليون الذين تتولى شؤونهم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الاونروا».

وفي موازاة ذلك، سجلت المنظمة تراجعاً في عدد اللاجئين من غرب افريقيا؛ اذ قل عددهم بنسبة 31 في المائة، وجنوب افريقيا، حيث قل عددهم بنسبة 18 في المائة، بفضل العودة الطوعية الى ليبيريا وانغولا وجمهورية الكونغو الديمقراطية. كما سجلت المفوضية في القارة الافريقية عودة قسم من اللاجئين من بوروندي. وفي أوروبا، ساهمت عملية تجنيس صربيا 37 ألف لاجئ بوسني وكرواتي في تراجع عدد اللاجئين في العالم.

وتحتل باكستان المرتبة الاولى على قائمة الدول التي تستقبل اكبر عدد من اللاجئين (1.2 مليون) تليها ايران. وذكرت المفوضية العليا أن باكستان وايران تستقبلان 20 في المائة من اجمالي اللاجئين في العالم. وتأتي الولايات المتحدة في المرتبة الثالثة قبل سورية والأردن. من جهة أخرى، خلال 2006 عاد حوالي 734 ألف لاجئ حول العالم الى ديارهم. لكن هذا الرقم هو الادنى منذ 15 عاما باستثناء عام 2001. وتبقى افغانستان وليبيريا وبوروندي وانغولا والسودان وجمهورية الكونغو الديمقراطية الدول التي يعود اليها أكبر عدد من اللاجئين.

وقالت المفوضية إن عدد النازحين داخل بلدانهم الذين قدمت لهم مساعدة في 2006 تضاعف مقارنة مع عام 2005، وبلغ حوالي 13 مليون شخص. والعام الماضي نزح مئات الآلاف من الاشخاص ضمن حدود بلادهم خصوصا في كولومبيا والعراق ولبنان وسري لانكا وتيمور الشرقية والسودان.