ثلاث سيدات من أصول مهاجرة وأول وزيرة اقتصاد في حكومة فرنسا الجديدة

الاشتراكيون يسيطرون على وزارة الخارجية

TT

شهدت فرنسا تعديلاً وزارياً أمس غير من مسار تاريخها السياسي، اذ دخلت ثلاث سيدات من اصول مهاجرة الحكومة لأول مرة، وانضمت اليهما اول سيدة تتولى وزارة الاقتصاد. واعلن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي حكومة فرنسية جديدة موسعة ومعدلة بعد الانتخابات التشريعية التي جرت الاحد وفاز فيها «الاتحاد من اجل حركة شعبية» الذي يقوده ساركوزي.

وعين جان لوي بورلو وزير الاقتصاد في التشكيلة السابقة على رأس وزارة البيئة والتنمية الموسعة التي انشأها ساركوزي، بعد استقالة آلان جوبيه من هذا المنصب اثر هزيمته في الانتخابات التشريعية. وكان ساركوزي ثبت فرنسوا فيون في رئاسة الحكومة واحتفظ معظم الوزراء بمناصبهم فيما انتقلت كريستين لاغارد من وزارة الزراعة الى وزارة الاقتصاد. وكانت حكومة فيون الاولى اعلنت في 18 مايو (ايار) في اعقاب فوز ساركوزي في الانتخابات الرئاسية.

وستقضي المهمة الاولى المترتبة على الحكومة المؤلفة من 32 عضواً، بينهم 15 وزيراً و17 سكرتير دولة برئاسة فرنسوا فيون، بتطبيق الاصلاحات التي تعهد بها ساركوزي. ويجسد هذا الفريق الحكومي الجديد استراتيجية «التنوع» و«الانفتاح» التي اعلنها ساركوزي، من خلال ضم شخصيات من اليسار وأخرى من اصول مهاجرة، كما ان بين صفوفه 11 امرأة.

وبعد رشيدة الداتي وزيرة العدل الفرنسية من اصل مغاربي، دخلت سيدتان من اصول مهاجرة أمس الى الحكومة الفرنسية الجديدة رمزاً لـ«التنوع» الذي ينادي به الرئيس الفرنسي الجديد. فقد عينت راما ياد، 30 عاماً، سكرتيرة دولة مكلفة حقوق الانسان وفاضلة عمارة، 43 عاماً، سكرتيرة دولة مكلفة سياسة المدينة.

ودخلت راما ياد السنغالية المولد التي نشأت بالقرب من باريس غمار السياسة في سن مبكرة الى جانب ساركوزي الذي ساندته بنشاط اثناء حملته الرئاسية. وهي تشغل منصب السكرتيرة الوطنية لحزب «الاتحاد من اجل حركة شعبية» المكلفة شؤون الفرنكوفونية، وتعتبر من رموز «التنوع» داخل الاغلبية، كما عرفت بكتاب اصدرته بعنوان «سود فرنسا». أما فاضلة عمارة، فمعروفة بنشاطها وحيويتها في الدفاع عن حقوق المرأة وقد اسست حركة لمكافحة العنف ضد الفتيات في ضواحي المدن. وقد اصبحت هذه السيدة، القصيرة القامة، المعروفة بصراحتها نجمة جديدة في مجال الدفاع عن حقوق النساء تنادي بالمساواة. وقد اثارت غضب بعض الاوساط الاسلامية لاعتبارها الحجاب رمزاً لـ«الاضطهاد». وهي ابنة مهاجرين جزائريين تجاهر بتمسكها بشعائر الدين الاسلامي وقد نشأت وكبرت في مدينة كليرمون فيران (وسط) في كنف عائلة من عشرة اولاد.

يذكر ان رشيدة الداتي، وعمرها 41 عاماً، دخلت في مايو الى الحكومة التي تشكلت بعد انتخاب ساركوزي رئيساً ثم احتفظت بمنصبها في التشكيلة الحكومية الجديدة أمس. وكانت الداتي الشخصية الاولى من اصل مغاربي تحصل على وزارة كبيرة في فرنسا. وكانت هذه القاضية وهي ابنة عامل مغربي وام جزائرية الناطقة باسم ساركوزي اثناء حملته الرئاسية. على صعيد آخر، تضم الحكومة الفرنسية الجديدة ثلاثة اشتراكيين مكلفين الشؤون الخارجية مع دخول سكرتير الدولة للتعاون جان ماري بوكل لينضم الى وزير الخارجية برنار كوشنير وسكرتير الدولة للشؤون الاوروبية جان بيار جويه. ويعتبر بوكل السناتور ورئيس بلدية مولوز اشتراكياً «ليبرالياً» وهو من المعجبين النادرين برئيس الوزراء العمالي البريطاني توني بلير داخل الحزب الاشتراكي الفرنسي. وقد عين في اطار سياسة «الانفتاح» التي اعلن عنها الرئيس نيكولا ساركوزي، سكرتيرا للدولة مكلفا التعاون والفرنكوفونية لدى وزير الخارجية كوشنير الذي كان وزيرا اشتراكيا للصحة في السابق ومؤسس منظمة «اطباء بلا حدود». واحتج السكرتير الاول للحزب الاشتراكي فرنسوا هولاند على تعيين بوكل، معلناً انه بات «خارج» الحزب الاشتراكي. وقال هولاند ان بوكل «وضع نفسه حكما خارج الحزب الاشتراكي، ليس هناك اجراءات طرد» موضحاً ان الامر «شبيه بما حصل لبرنار كوشنير» الذي ثبت في منصب وزير الخارجية امس. واضاف: «كان الى يمين الحزب الاشتراكي، والان هو في اليمين تماما. انها حريته الشخصية. كان من اتباع خط (رئيس الوزراء البريطاني توني) بلير (..) وقد انتهز الفرصة السانحة له».