الشرطة الأفغانية تنسحب من منطقة بقندهار

تقرير: قوات التحالف قتلت 230 مدنيا في أفغانستان خلال 2007

TT

أعلنت الشرطة الافغانية، أمس، انسحابها من منطقة في ولاية قندهار (جنوب افغانستان)، يؤكد مقاتلو حركة طالبان أنهم سيطروا عليها بعد معارك استمرت عدة أيام.

وقال قائد شرطة قندهار عصمت الله عليزائي، ان رجال الشرطة قاموا «بانسحاب تكتيكي» من منطقة ماينيشن الجبلية المحاذية لولاية اروزغان، حيث تدور معارك. وأكد متحدث باسم طالبان يوسف أحمدي لوكالة فرانس برس في اتصال هاتفي، ان طالبان استولت على هذه المنطقة بعد معارك استمرت اياما. وأوضح أن المعارك أسفرت عن سقوط «ضحايا» في صفوف قوات الشرطة، بينما نفى عليزائي ذلك. ولم تتمكن القوة الدولية للمساعدة على احلال الأمن من التعليق على هذه المعلومات على الفور. وتقع منطقة ماينيشن قرب منطقة شورا في ولاية اروزغان، حيث تدور معارك عنيفة منذ ثلاثة ايام بين القوة التابعة لحلف شمال الاطلسي والمتمردين. وأكدت قوة احلال الامن اول من امس انها قتلت «عددا كبيرا» من المتمردين خلال هذه المعارك التي أدت الى سقوط مدنيين ايضا. كما قتل جندي هولندي خلالها. وكانت حركة طالبان قد استولت في الماضي على ماينيشن، لكن القوة الدولية استعادتها بعد معارك عنيفة. وتسيطر الحركة الاصولية على عدد من المناطق الواقعة في جنوب افغانستان وخصوصا في ولاية هلمند.

وفي كابل افادت منظمة «اكبر» التي تشمل حوالى مائة منظمة غير حكومية محلية وأجنبية في افغانستان، امس، ان القوات الدولية والافغانية مسؤولة عن مقتل 230 مدنيا على الاقل بينهم ستون من الاطفال والنساء في افغانستان منذ مطلع السنة الحالية.

وأكدت المنظمة في بيان أن «تقارير منظمات غير حكومية وغيرها من المعطيات تفيد بأن القوات الدولية والحكومية الافغانية مسؤولة عن مقتل ما لا يقل عن 230 مدنيا بينهم ستون طفلا وامرأة منذ مطلع 2007».

ومن باب المقارنة قتل نفس العدد من المدنيين خلال كامل سنة 2006 في عمليات القوات الدولية، كما افاد تقرير صدر حديثا عن منظمة هيومن رايتس ووتش. وأفادت بعثة الامم المتحدة في كابول مؤخرا بأنه خلال الاشهر الاربعة الاولى من السنة الحالية قتل حوالي 380 مدنيا في أعمال عنف نسبت لمتمردين والقوات الدولية والأفغانية.

وبعد التنديد بهجمات واعتداءات المتمردين التي أوقعت عددا كبيرا من القتلى المدنيين، دانت منظمة اكبر «عمليات القوات الدولية وما تتخذه من اجراءات امنية تستخدم فيها القوة بشكل عشوائي وغير متوازن». وقالت المنظمة ان عدة مذابح وقعت بسبب «معلومات خاطئة وصلت الى القوات الدولية بشأن المتمردين»، لكن لم يتم التأكد من صحتها. واعترف التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ان سبعة اطفال قتلوا في غارة جوية شنتها قواته الاحد واستهدفت مدرسة قرآنية اشتبه في انها تؤوي مقاتلين من تنظيم القاعدة في شرق افغانستان، مؤكدا أنه لم يكن يعلم ان اطفالا كانوا داخلها. وقالت هيومن رايتس ووتش إن ألف مدني تقريبا قتلوا في أعمال العنف خلال 2006. وفي هيرات (أفغانستان) صرح قائد بالشرطة الافغانية، بأن أكثر من 20 مسلحا عبروا الحدود من إيران إلى أفغانستان ودخلوا بلدة أفغانية.

وصرح الكولونيل رحمة الله صافي قائد الشرطة في أقاليم رفح وبادغيس وهيرات الغربية، أنه طبقا لمعلومات استخباراتية عبرت المجموعة التي تضم متشددين مسلحين الحدود أمس في منطقة أناردارا بإقليم رفح. وقال صافي لوكالة الانباء الألمانية في مقر الشرطة الحدودية على بعد 15 كيلومترا خارج مدينة هيرات، إن «شاحنتين خفيفتين تقلان أكثر من 20 مسلحا عبرتا الحدود من إيران إلى أفغانستان». وأضاف أنه طبقا لمعلومات استخباراتية توجه الرجال إلى منطقة زيركوه بإقليم فرح الذي شهد تصاعدا لأنشطة المتشددين في الاشهر الاخيرة. وتابع أن الشرطة لم يتسن لها تعقب المركبتين، لكنه قال إنه أبلغ الرئيس حامد كرزاي والقوات الدولية في البلاد. وأضاف «يمكنني القول بكل تأكيد إن المركبتين جاءتا من الاراضي الايرانية وإذا كانتا تحملان ذخائر ومتفجرات من إيران، فستكونان بالطبع مدعومتين من الحكومة الايرانية». وقال «لو كانت قوات حرس الحدود الايرانية ترغب حقا في وقفهما فقد كان بإمكانها القيام بذلك.. إن لديها موقعا عسكريا في كل خمسة إلى عشرة كيلومترات». وجاء تقرير صافي بشأن تسلل المتشددين في وقت ربط فيه مسؤولون أميركيون الحكومة الايرانية بشحنات واسعة من الاسلحة أرسلت إلى المتشددين في أفغانستان غير أن كرزاي ومسؤولين أفغانا آخرين استبعدوا تورط إيران. ونفت طهران بقوة نقل الأسلحة إلى المتشددين الافغان. غير أن صافي كشف النقاب عن أن الشرطة عثرت على بقايا رصاصات إيرانية الصنع بعد الاشتباك الذي وقع ليلة السبت الماضي بين الشرطة الافغانية ومتشددين في منطقة شينداد بإقليم هيرات وأسفر عن مقتل تسعة أشخاص يشتبه أنهم من حركة طالبان واثنين من ضباط الشرطة.

وعرض صافي خمسة ألغام مضادة للدبابات تحمل علامات إيرانية، وقال إنها ضبطت عند الحدود الافغانية الايرانية قبل نحو أسبوعين. وقال صافي إن قوات الشرطة لديها أيضا معلومات بأن مجاهدين سابقين ممن شاركوا في طرد القوات السوفيتية من أفغانستان تلقوا تدريبات في إيران وعادوا إلى أفغانستان لتنفيذ هجمات ضد القوات الحكومية والدولية.

وفي إبريل (نيسان) الماضي قال مسؤولون أميركيون إن عناصر طالبان تستخدم أسلحة إيرانية. وقال الجنرال بيتر بيس رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة إن قوات حلف شمال الاطلسي (الناتو) في أفغانستان ضبطت قذائف هاون إيرانية الصنع وعبوات ناسفة كانت في طريقها إلى طالبان. وصرح مسؤول كبير في وزارة الخارجية الاميركية الاسبوع الماضي في مقابلة مع شبكة «سي.إن.إن» الاخبارية إن الولايات المتحدة لديها «أدلة دامغة» بأن إيران تسلح مقاتلي طالبان في أفغانستان. وعلى الرغم من أنه لم يحاك اللهجة القوية لتصريحات وكيل وزارة الخارجية الاميركية نيكولاس بيرنز، قال وزير الدفاع الاميركي روبرت غيتس بعد ذلك بيوم واحد إن شحنات واسعة من الاسلحة تعبر من إيران إلى أفغانستان ومن المستبعد أن طهران لا تعرف شيئا عنها. وأضاف غيتس «في ضوء الكميات التي رأيناها من الصعب الاعتقاد أنها مرتبطة بتهريب أو تجارة المخدرات أو أن (العملية) جرت بدون معرفة الحكومة الايرانية».

غير أن وزير الدفاع الافغاني عبد الرحيم وارداك نفى تورط إيران في إمداد المتشددين بالأسلحة في مقابلة إعلامية، قائلا إن كابول وطهران ترتبطان بعلاقات جيدة، وان تحقيق الاستقرار في أفغانستان يصب في مصلحة إيران. وقال إن هناك دليلا على أن أسلحة تأتي من إيران، لكنه أشار إلى أنها تأتي من شبكة «القاعدة» أو مهربي مخدرات. وذكر غيتس أيضا أن العلاقات جيدة بين الحكومتين الافغانية والايرانية.