نصف سكان العالم يعيشون في المدن

دراسة فرنسية: المدن الكبرى ستكون في آسيا وأفريقيا

TT

نصف سكان العالم باتوا يعيشون في المدن، وفقا لدراسة اعدها المعهد الوطني للدراسات الديموغرافية الفرنسي في باريس. ويتزايد الاتجاه للسكن في المدن في افريقيا وآسيا التي ستضم معظم المدن الكبرى العالمية في 2030. وسوف يشهد عام 2030 اقامة ستة افراد من اصل عشرة في المدن، اي ان خمسة مليارات انسان سيعيشون في المدن من اصل ثمانية مليارات في ذلك العام، مقابل 3.3 مليار حاليا. وتبين الدراسة التي اشرف عليها جاك فيرون الباحث في المعهد ونشرت في العدد الأخير من مجلة «بوبولاتسيون إي سوسييته» (السكان والمجتمعات) تحت عنوان «نصف سكان العالم يعيشون في المدن»، وحصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منها من الموقع الالكتروني للمجلة باللغة الفرنسية، ان نسبة سكان المدن في قارة اميركا الشمالية هذا العام هي الاعلى (81 في المائة) تليها اميركا اللاتينية (78%) ثم اوروبا (074%) واخيرا اوقيانيا (73%). وسجلت قارتا آسيا وافريقيا اقل النسب (41%).

واوردت الدراسة احصاءات حول اكبر المدن العالمية اليوم، وهي طوكيو، اكبر مدينة في العالم، التي بلغ عدد سكانها 35.2 مليون نسمة عام 2005 والتي ستظل الاولى وفق التقديرات بحلول عام 2015، الا ان عدد سكانها لن يرتفع الا قليلا، ليصل الى 35.5 مليون. وتليها الآن مكسيكو (19.4 مليون) الا انها ستتخلى عام 2015 عن موقعها لمدينة بومباي الهندية (21.9 مليون). كما ستتخلى نيويورك (18.7 مليون حاليا) عن موقعها الثالث لمكسيكو عام 2015 (21.6 مليون). وفي عام 2005 سجلت 20 مدينة كبرى في العالم يزيد عدد سكانها عن عشرة ملايين نسمة، بعد ان كان عددها مقتصرا على ثلاث مدن عام 1975 هي طوكيو ونيويورك ومكسيكو.

وفي عام 2015 ووفقا للجدول الثالث من الدراسة، فإن مدينة ساو باولو ستحتل الموقع الرابع في قائمة المدن العالمية (20.5 مليون) ثم نيويورك (19.9 مليون) تليها نيودلهي وشنغهاي وكلكتا ودكا وجاكارتا ولاغوس وكراتشي التي يتراوح عدد سكانها بين 15.2 و18.6 مليون شخص. ثم تعقبها بوينس آيريس (13.4 مليون) والقاهرة التي بلغ عدد سكانها 11.1 مليون شخص عام 2005، وسوف يصل الى 13.1 مليون عام 2015، ثم لوس انجليس ومانيلا وبكين وريودي جانيرو واوساكا واسطنبول وموسكو (11 مليونا). وتقع معظم هذه المدن التي يزيد عدد سكانها عن عشرة ملايين نسمة، في الدول النامية. وللصين مدينتان منها هي شانغهاي وبكين، وللهند ثلاث هي بومباي ونيودلهي وكلكتا. كما تضاعف عدد المدن التي تضم بين 500 الف وعشرة ملايين نسمة خلال عشرين عاما وفقا لوكالة الصحافة الفرنسية.

وذكرت الدراسة استنادا الى ارقام الأمم المتحدة، أن نسبة سكان المدن في العالم تجاوزت في 2007 بالفعل عتبة الـ50 في المائة. اذ لم يكن يقيم سوى واحد من كل عشرة اشخاص في مدن العالم في عام 1900، اما في عام 1950 فأقام حوالي ثلاثة افراد من اصل عشرة. وستضم افريقيا وآسيا معظم المدن الكبرى العالمية بحلول عام 2030، ويتوقع ان يقيم معظم السكان فيها في المدن. وتساءل جاك فيرون «هل تشكل نسبة عالية لعدد السكان في المدن عقبة للتنمية؟»، ونقلت عنه وكالة الصحافة الفرنسية ان مشاكل «الاكتظاظ» في مدن كبرى جنوبية، وارتفاع مستويات التلوث وزيادة مدن الصفيح «مؤشرات تدل على تناقض بين ارتفاع عدد سكان المدن والتنمية». وأضاف ان بعض المحللين يرون ان مدن الصفيح، يمكن ان تعتبر «مدنا داخل المدينة»، فيها نشاطات متشعبة لها مكانتها في الاسواق العالمية. ومنها مثلا منطقة درافي في قلب بومباي، وهي مدينة صفيح يقيم فيها ثلاثة ملايين شخص.