في «دار الحنان» للأيتام ببغداد.. كل شيء إلا الحنان

الجنود العراقيون والأميركيون أصيبوا بالهلع والمالكي أمر باعتقال المسؤولين

TT

اثارت فضيحة المعلومات المنشورة عن 20 طفلا في «دار الحنان» للأيتام وسط بغداد حيث عثرت قوات اميركية وعراقية على 24 طفلا عراة وجياع ردود فعل رسمية وشعبية غاضبة وسط مطالب بتحري ظروف الميتم والاسباب التي تقف وراء الاهمال الذي تعرض له الاطفال هناك.

وقال مصدر في مكتب رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي ان القضية حظيت باهتمام رئيس الوزراء شخصيا بعد ان اطلع على الصور قبل اربعة ايام، وقبل ان تنشر في احدى محطات التلفزة الاميركية، ووجه باجراء تحقيق فوري في الحادث من قبل وزارة الصحة، وبرئاسة المفتش العام في وزارة العمل والشؤون الاجتماعية باعتبارها الجهة المسؤولة عن الدار. واكد المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه ان المالكي أمر بحجز المسؤولين والحراس في الدار والتحقيق معهم في هذه القضية الانسانية، لانها تخص الاطفال اولا، ومن ثم باعتبارهم ايتاما ثانيا، وقال «لا توجد لدينا معلومات اكثر من ذلك». من جهته، قال مصدر في وزارة الداخلية انه لا تتوفر لديهم معلومات اكثر مما هو منشور، وانهم بانتظار الملفات التحقيقية التي ستحال اليهم من قبل اللجنة التحقيقية للنظر فيها باعتبار ان وزارتي الداخلية والعدل هما الجهتان المسؤولتان عن القضية بعد اكتمال التحقيقات الاولية واحالة الموضوع اليهم.

الى ذلك، اوضح موظفون في وزارة العمل والشؤون الاجتماعية ان دار الحنان للايتام يقع في منطقة العطيفية وسط بغداد، وان الميتم من مؤسسات دائرة الرعاية الاجتماعية لذوي الاحتياجات «وهنالك اهتمام كبير من قبل وزير العمل والشؤون الاجتماعية بالموضوع». الى ذلك، قال المتحدث باسم الجيش الاميركي الجنرال كريستوفر غارفر لوكالة الصحافة الفرنسية ان «قوة تابعة للجيش العراقي يرافقها مستشارون اميركيون عثرت الاسبوع الماضي على ايتام مهملين يتضورون جوعا في دار الحنان للمتخلفين عقليا شمال غربي بغداد». واكد ان «القوة قامت بنقل 24 طفلا الى احد المستشفيات بعد اعتقال الحراس الثلاثة» مشيرا الى ان «الاطفال يتلقون الرعاية الصحية المطلوبة حاليا».

وبثت شبكة «سي بي اس» الاميركية للتلفزيون تقريرا مصورا للاطفال الذين ظهرت عليهم اثار المجاعة والمرض والإهمال. وأوضحت الشبكة ان «هول الموقف اثار هلع الجنود الاميركيين والعراقيين المعتادين على رؤية ابشع الصور».

وذكر مصدر في الجيش العراقي ان «الاطفال كانوا غير قادرين على الوقوف والحركة بسبب حالة الهزال الناجمة عن المجاعة». واضاف ان «بعضهم كان مقيدا الى السرير لمدة تجاوزت الشهر». ونقلت الشبكة عن ضابط اميركي قوله «باستطاعة تعداد عظام الاطفال بسبب شدة النحول» مؤكدا ايضا ان «بعضهم تعرض لاعتداء جنسي».