موسكو تطرح إعادة النظر في وضعية بحر قزوين قبيل زيارة بوتين لطهران

لافروف: الصواريخ الإيرانية لا تشكل «أي خطر» يبرر الدرع الأميركية

TT

تتعجل العاصمة الروسية، وضع حد للجدل الذي يحتدم للعام السابع على التوالي، حول وضعية بحر قزوين واقتسام الجرف القاري بين البلدان المطلة عليه، وهي روسيا وايران واذربيجان وقزقستان وتركمانستان. واشار سيرغي لافروف في اجتماع وزراء خارجية هذه البلدان، الذي بدا اعماله امس في طهران، الى ان بلاده تطرح اعداد وثيقة انتقالية لتحديد الوضعية القانونية لبحر قزوين في القريب العاجل، لتوقيعها خلال قمة رؤساء بلدان حوض بحر قزوين المقرر عقدها في طهران. وكان الرؤساء قد فشلوا خلال السنوات السبع الماضية في تنفيذ اتفاقهم الذي اقروه خلال القمة الماضية التي عقدت منذ سبع سنوات في عشق اباد حول اللقاء سنويا، لبحث القضايا المشتركة بسبب خلافات ثنائية بين بعض بلدان حوض بحر قزوين حول اقتسام الجرف القاري. وقد جاء اجتماع وزراء خارجية هذه البلدان في أعقاب قمة منظمة «جوام» في العاصمة الاذربيجانية، والتي قالت المصادر انها لم تحقق اهدافها، مشيرة الى ما سبق وفشل فيه اعضاء المنظمة بشأن تبني ما طرحته بولندا في قمة كراكوف، التي عقدت في مايو (أيار) الماضي، حول بناء خط نقل انابيب نفط بحر قزوين عبر قاع البحر، بعيدا عن الأراضي الروسية من اوديسا، حتى غدانسك البولندية على ضفاف بحر البلطيق.

ونقلت مصادر روسية أن واشنطن أعربت عن خيبة أمل في نتائج عمل منظمة «جوام» التي سبق وانضمات اليها بصفة مراقب. وقالت ان ديفيد كرامر مساعد وزيرة الخارجية الأميركية، أعلن الحاضرون في قمة باكو أن بلاده اتخذت قرار عدم الانضمام الى المنظمة بسبب طابعها الاقليمي من دون الاشارة الى تقدم روسيا على طريق محاصرة توجهات بلدانها. فبعد استمالة اوزبكستان التي اعلنت الخروج من المنظمة في عام 2007، ونجاحها في تغييب نورسلطان نزاربايف رئيس قزقستان عن قمة كراكوف وجمعه مع رئيس تركمانستان بيردييف محمدوف، والرئيس الروسي فلاديمير بوتين في قمة تركمانباشا التي اقرت بناء خط أنابيب جديد بموازاة الساحل الشرقي لبحر قزوين عبر الأراضي الروسية، تستقبل غدا في موسكو رئيس مولدوفا وهو بلد من ابرز بلدان منظمة «جوام»، بعد غيابه عن قمة باكو. وكان رئيس جورجيا ميخائيل ساكاشفيللي ونظيره الأوكراني فيكتور يوشينكو، قد حاولا اضفاء الكثير من مشاعر التفاؤل على مستقبل المنظومة، التي تشكلت خصيصا في منتصف تسعينيات القرن الماضي، في اطار محاولات خصوم موسكو من بلدان الاتحاد السوفياتي السابق، انشاء منظمة بديلة عن منظومة الكومنولث، وبعيدا عن نفوذ روسيا على النحو الذي سبق واقره رؤساء الجمهوريات السوفياتية السابقة في الماتا في ديسمبر (كانون الأول) من عام 1991 للتخلص من الرئيس ميخائيل غورباتشوف، بعد فشل الاتفاق حول صيغة المعاهدة الاتحادية الجديدة. إلى ذلك، صرح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في مؤتمر صحافي في طهران، ان الصواريخ البالستية الايرانية، لا تشكل «اي خطر» ولا تبرر نشر الدرع الاميركية المضادة للصواريخ في اوروبا. وقال لافروف الذي يشارك في اجتماع الدول المطلة على بحر قزوين «اننا لا نرى خطرا من أي نوع من جانب ايران». واضاف «بالتالي لا نفهم لماذا يتم التذرع بوجود خطر ايراني حقيقي، لتبرير نشر نظام اميركي دفاعي مضاد للصواريخ في اوروبا».