موسى يحذر من أن الوقت «يدهم» لبنان.. والحريري يطالبه بـ «رزمة حلول» وضمانات

وفد الجامعة العربية التقى لحود و«حزب الله»... وبري للمرة الثانية

TT

لم يقرر الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى بعد اذا كان متفائلا أم متشائما حيال المسعى العربي المتجدد لاحتواء الوضع في لبنان. لكنه كان واضحا في التحذير من ان «الوقت يدهم لبنان» مشددا على ضرورة معاودة الحوار في أسرع وقت ممكن.

وكان موسى قد تابع امس اتصالاته بالقيادات اللبنانية فزار صباحا رئيس الجمهورية اميل لحود، ثم رئيس كتلة «المستقبل» النائب سعد الحريري، قبل ان يعود فيلتقي رئيس مجلس النواب نبيه بري للمرة الثانية في أقل من 24 ساعة. كما التقى بعد الظهر قياديين من «حزب الله». كذلك شملت جولة موسى والوفد الوزاري العربي قيادة الجيش اللبناني حيث علم ان المباحثات تضمنت جانبا لوجستيا له علاقة بموضوع تهريب السلاح والمسلحين عبر الحدود السورية التي اقفل الجانب السوري احد معابرها في البقاع الشمالي بعد ظهر امس من دون اي تبرير.

وعلمت «الشرق الاوسط» ان الحريري اكد لموسى ان الأكثرية تريد معاودة اطلاق الحوار، لكن ليس على اساس «قيام حكومة.. وخلصنا»، مشددا على ضرورة ايجاد حلول لرزمة مشاكل وتوفير «ضمانات» تؤكد عدم استقالة الوزراء وحصول انتخابات رئاسية وسحب السلاح الفلسطيني خارج المخيمات.

هذا، وافاد مصدر رسمي لبناني ان «لا رؤية لدى الوفد العربي. وهو يستمع فقط الى آراء جميع الاطراف لتكوين افكار قد تتبلور لاحقا في صيغة معينة». واضاف ان الرئيس لحود «شرح للوفد العربي بإسهاب اسباب اعتباره حكومة الرئيس فؤاد السنيورة غير شرعية وغير دستورية»، عارضا «الأخطار التي يتسبب بها استمرار الوضع الحكومي على ما هو عليه».

وإذ أكد لحود استعداده «لدعم كل خطوة من شأنها اعادة احياء الحوار الوطني» شدد على «أهمية التوافق بين اللبنانيين، لانه من دون هذا التوافق لا يوجد مخرج للأزمة». وقد ألح على ضرورة الاسراع في تشكيل حكومة وحدة وطنية «لأن البلاد لا تتحمل استمرار الوضع الحالي».

وذكر المصدر ان موسى تحدث خلال لقائه لحود عن السعي الى معاودة اطلاق الحوار وصولا الى مناخات ملائمة تجري خلالها الانتخابات الرئاسية وفق الاصول «لأن الوقت يدهم لبنان». واكد الرئيس لحود حرصه على إنجاح المسعى، وخصوصا انه سبق ان اعلن مرارا انه يسعى الى ان تتم الانتخابات وفق الاصول الدستورية. ومن هنا تأتي مطالبته بضرورة تشكيل حكومة وحدة وطنية.

وذكر الوزراء العرب الذين شاركوا في اللقاء ان هدفهم هو وضع تقرير لرفعه الى مجلس الجامعة بنتيجة المحادثات التي تحصل في لبنان. وقد استوضح احد اعضاء الوفد العربي رئيس الجمهورية حول ما يتردد عن رغبته في تشكيل حكومة ثانية فأكد لحود ان ما يسعى اليه هو تشكيل حكومة وحدة وطنية وليس في وارد تشكيل حكومة ثانية، لان تجربة الحكومتين لم تكن في مصلحة لبنان. لكنه استدرك قائلا انه «من غير الطبيعي ان تستمر الحكومة غير الشرعية في ما تقوم به وهي تلقى اعتراض اكثر من نصف اللبنانيين ما يخلق حالة غير سليمة».

وقال موسى عقب لقائه الرئيس لحود: «ان المؤشرات تؤكد امرا واحدا اساسيا، وهو ان هناك مجالا للحديث ولتبادل الافكار ولامكانية الاتفاق. انما الصعوبات لا تزال قائمة، فالوضع عموما صعب في المنطقة كلها ويقتضي الكثير من التحليل والتفاهم والتشاور والدخول في تفاصيل اكثر. وذلك يأخذ وقتا»، مشيرا الى «ان الصعوبات كثيرة» ورافضا الدخول في تفاصيلها. وحذر من ان «الوقت يدهم لبنان. ولا داعي لترتيب الاولويات. ان وقت ترتيب الاولويات كان ممكنا لو كانت امامنا سنة او اكثر. اما الان فامامنا ثلاثة الى اربعة اشهر»، في اشارة الى موعد الانتخابات الرئاسية. وعلى الصعيد نفسه، افاد المكتب الاعلامي للنائب سعد الحريري ان الاخير شرح للوفد العربي موقف كتلة «المستقبل» مما يجري في لبنان «في ضوء الاغتيالات التي تستهدف رموزا وسياسيين من قوى 14 اذار والاستهدافات الامنية التي يتعرض لها لبنان وتهريب السلاح والمسلحين من سورية عبر الحدود اللبنانية وموقفه من تأليف حكومة وحدة وطنية».

وتحدث الامين العام للجامعة العربية بعد اللقاء، فقال: «اننا نحاول وعلينا ان نسعى وان نقوم بكل ما نستطيع من منطلق مسؤولية الجامعة العربية في التعامل مع ازمة يتعرض لها احد اعضائها. صحيح ان الازمات تطال اكثر من عضو وقد انتشرت في كل العالم العربي، انما نحن هنا في مهمة تتعلق بلبنان من منطلق اهتمامنا الكبير بهذا البلد. وان لبنان يستدعي المسؤولية العربية التي تعبر عنها جامعة الدول العربية للمساعدة او المساهمة في الوصول الى حل لهذه المشكلة». وسئل عن طبيعة المساعدة التي ستقدم في مسألة الحدود مع سورية واذا كان هناك طلب محدد من النائب الحريري في هذا الاطار، فاجاب: «هناك طلب محدد ذكرته الجامعة العربية ومجلس الجامعة ونص عليه قرار مجلس الجامعة واتخذ بالإجماع ووافق عليه كل من لبنان وسورية. ويتضمن اشارة الى مسألة الحدود»، مشيرا الى وجود «ملفين واضحين في لبنان، هما موضوع الامن في كل تفرعاته، من الحدود الى الحدود، وموضوع الحركة السياسية اللبنانية نفسها». وقال: «هناك توتر بسبب هذا الموضوع وذاك. لذلك انا لا اعتقد اننا نتحدث عن ملف دون الآخر».

وسأل موسى عن سبب عدم استئناف الحوار بعدما تم اقرار المحكمة الدولية، قائلا: «انتهينا من احدى العقبات فلماذا لا يستأنف الحوار؟ ولماذا تتم الموافقة على استئنافه في عاصمة ما ولا يتم هنا ايضا؟».

من جهته، قال الحريري: «لقد تحدثت بكل وضوح وصراحة عن موقفنا كتيار المستقبل وكجهة سياسية في لبنان. وكنت أجريت اتصالا بالامين العام للجامعة العربية لحظة استشهاد النائب وليد عيدو وطلبت منه ان تتحمل الجامعة العربية مسؤولية ما يحصل في لبنان من اغتيالات ومن تدهور امني وتدهور على الحدود اللبنانية ـ السورية».