مقتل 7 وجرح 800 جراء زلزال ضرب اليابان

إغلاق مفاعلات الطاقة النووية .. و«تسونامي» بحري تبعته هزات ارتدادية

بقايا منازل تدمرت بفعل الزلزال القوي الذي ضرب شمال غربي اليابان
TT

لقي سبعة أشخاص حتفهم وجرح أكثر من 800 آخرين جراء زلزال بقوة 6.8 درجة على مقياس ريختر، ضرب المناطق الساحلية شمال غربي اليابان صباح امس، فيما صدر تحذير من حدوث موجات مد عاتية (تسونامي).

وقد تسبب الزلزال الذي ضرب طوكيو وقسما كبيرا من جزيرة هونشو الرئيسية، الى نشوب حريق في محطة نووية لكن سرعان ما تمت السيطرة عليه. وتؤكد السلطات انه لا يوجد أي خطر للتسرب الاشعاعي.

واوضحت الشرطة ان الاشخاص الذين قضوا بفعل الزلزال هم اربع نساء ورجل وجميعم في العقد السابع او الثامن من العمر.

وقع الزلزال الذي يعد من أعنف الزلازل المسجلة في اليابان في السنوات الاخيرة، عند الساعة 13.10 بالتوقيت المحلي (13.1 بتوقيت غرينتش) قبالة مدينة نيغاتا على مسافة 250 كلم الى شمال غربي طوكيو. وحدد مركزه على عمق 17 كلم تحت سطح بحر اليابان على ما اوضحت وكالة الارصاد اليابانية. واهتزت المباني في المنطقة التي شعرت بالزلزال والممتدة حتى العاصمة طوكيو كما أغلقت مفاعلات الطاقة النووية في نيغاتا بشكل تلقائي لفحصها ولكن لم ترد تقارير تفيد بوقوع تسرب. كما ادى الى مد بحري (تسونامي) مع ارتفاع طفيف للأمواج حتى 50 سنتيمرا وتبعته هزات ارتدادية بلغت قوة اكبرها 6.5 درجة على مقياس ريختر.

وذكرت وكالة ادارة الحرائق والكوارث ان قرابة ثلاثمئة منزل دمرت تماما كما انهار جزئيا 18 منزلا آخر في مدينتي نيغاتا وناغانو. وقد نشب حريق لفترة وجيزة في المحطة النووية في كاشيوازاكي ـ كاريوا الواقعة على مقربة من مركز الزلزال لكن لا يخشى من اي خطر تلوث اشعاعي بحسب شركة الكهرباء. واكد متحدث باسم شركة «طوكيو الكتريك باور» ان «النيران اندلعت في محول كهربائي وليس هناك اي خطر مباشر من حصول تسرب اشعاعي» موضحا ان المفاعلات الاربعة توقفت تلقائيا عند حصول الزلزال. وبثت محطات التلفزة صورا لسحب دخان ترتفع فوق المحطة كما بثت صورا لمنازل خشبية تنهار وجسور مهدمة وتصدعات على ارض احدى الحدائق العامة. وقال سوسومو ايشغورو صاحب مخزن لأدوات الصيد البحري لوكالة فرانس برس «عندما وقعت الهزة كنت على مركبي وشعرت به يترنح. وعندما عدت الى الميناء وجدت منزلي في فوضى عارمة». واعلنت اجهزة الإغاثة ان نحو ثلاثمائة مبنى دمرت في كاشيوازاكي وبقية مدينة نيغاتا وفي منطقة ناغانو المجاورة، مشيرة الى سيول وحْلية، فيما تعرضت اليابان لتوها لإعصار دام.

وأتت هاتان الكارثتان خلال عطلة نهاية اسبوع مطولة امس الذي سمي بـ«يوم البحر» وهو يوم عطلة. واليابان واحدة من اكثر دول العالم تعرضا للزلازل حيث تقع هزة كل خمس دقائق على الاقل. وأفاد موظف بلدي في كاشيوزاكي بـ«ان جميع الطرقات تصدعت وتشوهت» مشيرا الى ان السكان وضعوا الواحا معدنية ليتمكنوا من التنقل بسياراتهم. وبلغت قوة الهزة الارضية في كاشيوازاكي واماكن اخرى في مدينتي نيغاتا وناغانو ست درجات على المقياس الياباني الذي يعد سبع درجات. وزلزال بهذه القوة قادر على إحداث اضرار مادية هائلة. وتوقفت خدمات القطار الفائق السرعة المعروف باسم القطار ـ الرصاصة بعد الزلزال، ثم توقفت مرة ثانية بعد أكبر تابع مما أخر المسافرين. وانقلب قطار محلي من جراء الزلزال ولكن وسائل الاعلام قالت انه لم تقع اصابات. وانقطعت الكهرباء والغاز عن العديد من المنازل، وقالت هيئة الاذاعة والتلفزيون اليابانية ان امدادات المياه انقطعت عن نحو 37 ألف منزل. وقال ريكو ناكاو الذي يعمل في فندق بقرية كارايوا «لدينا خزان مياه يكفي لمدة يومين ولكن المدينة اتصلت لتقول انهم لا يعرفون متى يمكن ان تأتي المياه مرة اخرى». ومدينة كاشيوازاكي الساحلية التي تضم مئة الف نسمة والمطلة على بحر اليابان مقابل شبه الجزيرة الكورية هي الاكثر تضررا. وقد شكلت الحكومة اليابانية خلية أزمة لمواجهة الوضع. وقطع رئيس الوزراء الياباني شينزو ابيه الذي كان يقوم بحملة انتخابية في ناغازاكي (جنوب) قبل انتخابات مجلس الشيوخ المقرر اجراؤها في 29 يوليو (تموز)، انشطته السياسية للتوجه الى المكان.

وسبق ان تعرضت منطقة نيغاتا الواقعة على بعد 250 كلم الى شمال غربي طوكيو، في 23 اكتوبر (تشرين الاول) 2004 لزلزال بقوة 8.6 درجة اوقع 67 قتيلا واكثر من ثلاثة الاف جريح. كما خرج قطار سريع عن سكته.