باريس تضخ 10600 دراجة لتقليص الاعتماد على السيارات

يمكن استئجارها عبر الإنترنت باستخدام بطاقة الاعتماد وتركها في أي محطة

راكبو دراجات هوائية يدشنون برنامج «فيليب» في باريس بأكثر
TT

كان ما يقرب من 12 شخصا يقودون دراجاتهم الهوائية في الشانزليزيه يوم أول من أمس باتجاه قوس النصر بينما كان المشاهدون يعبرون عن ابتهاجهم.

وهؤلاء هم ليسوا الركاب الطليعيين في السباق الفرنسي باتجاه خط النهاية، وإنما سياح اميركيون يختبرون برنامجهم لقيادة دراجاتهم الجديدة في المدينة.

وقال جوستين هيل،47 عاما، وهو وسيط عقارات من سانتا باربرا بولاية كاليفورنيا «لن أسير في النفق ثانية».

وأصبح ما يزيد على 10600 دراجة بلون رمادي متيسرة بأسعار استئجار معقولة يوم الأحد الماضي في 750 محطة ذات خدمة ذاتية توفر إمكانية التعامل بثماني لغات. ومن المقرر ان يزيد العدد ليصل الى 20600 بحلول نهاية العام الحالي.

والبرنامج، الذي يحمل اسم فيليب، هو الأخير في طائفة من الجهود الأوروبية لتقليص عدد السيارات في مراكز المدن ومنح الناس حوافز على اختيار صيغ نقل اكثر صداقة للبيئة.

وقال بيير ايدنباوم، رئيس بلدية المنطقة الثالثة في باريس التي افتتحت 15 محطة لتأجير الدراجات يوم اول من أمس، ان «هذا الأمر يدور حول تثوير الثقافة المدينية. فلفترة زمنية طويلة ارتبطت السيارات بحرية الحركة والمرونة. وما نريد اظهاره للناس هو أنه بطرق كثيرة تنجز الدراجات هذا الدور بصورة اكبر اليوم».

ويمكن للمستخدمين أن يستأجروا دراجة عبر الانترنت في أي من المحطات، باستخدام بطاقة الاعتماد ويمكنهم تركها في اية محطة اخرى.

وتكلف بطاقة اليوم الواحد يورو، أما البطاقة الأسبوعية فسعرها خمسة يورو، وتبلغ كلفة الاشتراك السنوي 29 يورو بدون رسوم اضافية ما دامت كل دراجة لا تتجاوز 30 دقيقة. (في حالة التجاوز هناك رسوم اضافية للتوثق من بقاء اكبر عدد ممكن من الدراجات في المحطة لغرض الاستخدام).

وتدفع شركة «جي. سي. ديكو» للإعلان كلفة الدراجات والمحطات والصيانة مقابل حصر استخدام 1628 لوحة اعلان تمتلكها المدينة. وتتسلم بلدية المدينة ايرادات التأجير، ويقول مسؤولوها انهم يأملون ان يوفر البرنامج الملايين اليوروات.

وبرنامج فيليب هو من ابتكار رئيس البلدية برتراند دولانو، الاشتراكي والمناصر العريق لحماية البيئة، الذي حدد هدفا للبلدية لتقليص النقل بالسيارات بنسبة 40 في المائة بحلول عام 2020. ومنذ أن تولى منصبه عام 2001 اضافت ادارته حوالي 125 ميلا من طرق السير بالدراجات، بكلفة خطوط سير السيارات، مما اثار اتهامات من جانب سائقي السيارات من أنه فاقم الازدحام المروري في المدينة. وقال جان لوك دومسنيل، المستشار في بلدية المدينة بما يتعلق بشؤون الدراجات، إنه بينما تزايد عددها في الشوارع بنسبة 50 في المائة خلال السنوات الست الأخيرة لكن عدد الحوادث بقي من دون تغيير.

وقال دومسنيل: «إنها طرق الدراجات لكن السؤال متعلق بالعدد الكبير منها. فكلما زاد عددها أصبح سائقو السيارات أكثر اعتيادا عليها وزادت معها عنايتهم بسائقيها».

مع ذلك ما زال هناك ما يقرب من 40 ألفا من بين 2.5 مليون باريسي يستخدمون دراجاتهم بانتظام. ويرغب دولانو بزيادة العدد إلى 250 ألف سائق دراجة في نهاية السنة الحالية.

وتأمل بلدية باريس أن تستفيد من تجارب استخدام الدراجات الواسع في مدن أخرى مثل برلين واستوكهولم لمعالجة المخاوف حول سرقة الدراجات والجانب المالي الذي أنهى برنامجا تجريبيا في امستردام خلال الستينات.

وقال ايدنباوم إن الطريقة الأفضل لجعل استخدام الدراجات سهلا هو «ان تقصي المبادرة بعض الازعاجات القائمة من امتلاك دراجة في باريس. غياب أمكنة لخزن الدراجات في مباني باريس ومسألة السرقات وإزعاجات الصيانة».

لكن المؤشرات الأولى كانت مبشرة، فقبل حتى وضع محطات لتأجير الدراجات وفتحها اشترك 13 ألف شخص عبر الانترنت. ويوم الأحد الماضي كانت بعض محطات التأجير من دون دراجات للشعبية التي تتمتع بها هذه المحطات.

لكن بعض سكان المدينة متشككون بقدرة تأجير الدراجات من الاستمرار لفترة طويلة. وقالت المعلمة مارليس دوتوا،37 عاما، ان «هناك قدرا كبيرا من التخريب غير المبرر له وقد يؤذي المبادرة». لكنها قالت إنها ستحاول استخدام محطات التأجير حينما تذهب إلى العمل كل يوم لأن ذلك سيقلص الوقت الذي تستخدمه عند أخذها المترو من 20 دقيقة إلى 10 دقائق.

وفي الساعة الثانية والنصف كان هيل وزوجته ميغان وابناهما المراهقان عند قوس النصر بانتظار تسلم مجموعة دراجاتهم الثالثة.

وقالت ميغان هيل: «حينما نتعب من المشي هنا قد يمكننا الحصول على دراجة توصلنا إلى الفندق والمرور في طريقنا ببرج ايفل». وقال ابنها تومي،17 عاما: «إن ذلك ممتع. أنا لم أدرك كم هي صغيرة باريس».

*خدمة «نيويورك تايمز»