طالبان تقتل رهينتين ألمانيين.. وكوريا الجنوبية تدعو لحوار حول رهائنها

مسؤول ألماني: انسحابنا من أفغانستان ربما أدى إلى حل الناتو

مجموعة من مسلحي طالبان في قاعدة عسكرية سرية بشرق أفغانستان (رويترز)
TT

أعلنت حركة طالبان الأفغانية أنها قتلت الرهينتين الألمانيين، اللذين تحتجزهما الحركة منذ منتصف الأسبوع الماضي، بعد انتهاء مهلة للحكومتين الألمانية والأفغانية حتى ظهر امس، لبدء حوار مع الحركة حول مصير الرهينتين الألمانيين.

وقال قاري يوسف أحمدي الناطق باسم طالبان، إن الرهينة الألماني الأول قُتل بإطلاق الرصاص عليه الساعة 12:05 بالتوقيت المحلي ظهر امس، مضيفاً أن الرهينة الثاني تم إعدامه في الواحدة بعد الظهر. وقال أحمدي، في تصريحات لوكالة اسوشيتد برس، في اتصال هاتفي عبر الأقمار الصناعية: «الألمان لم يعلنوا أنهم سيقومون بسحب قواتهم من أفغانستان، مما دفع القادة الكبار لطالبان إلى اتخاذ قرار بإعدام الألمانيين»، ولكن الناطق باسم الحركة لم يتطرق إلى قضية الرهائن الكوريين الجنوبيين، الذين هددت الحركة في وقت سابق اول من امس، بقتلهم خلال الساعات الأربع والعشرين المقبلة، ما لم تقرر سيول سحب قواتها العاملة ضمن قوات التحالف بأفغانستان. وكانت طالبان قد هددت بقتل الرهينتين الألمانيين، إذا لم تستجب الحكومتان الألمانية والأفغانية لمطالبها، والمتمثلة في سحب القوات الألمانية من أفغانستان، وكذلك إطلاق سراح جميع سجناء الحركة المحتجزين بالسجون الأفغانية.

من جهة اخرى رفض ادموند شتويبر رئيس الحزب الاجتماعي البافاري في ألمانيا انسحاب القوات الألمانية من أفغانستان، في ضوء إعلان حركة طالبان أنها أعدمت اثنين من المواطنين الألمان امس.

وقال شتويبر امس في مدينة هوف جنوب ألمانيا، إن انسحاب القوات الألمانية من أفغانستان استجابة لطالبان سيكون بمثابة هزيمة شديدة لحلف شمال الأطلسي (الناتو).

وأضاف شتويبر أن اتخاذ قرار الانسحاب سيؤدي إلى استياء شركاء ألمانيا في الناتو ولن يحظى بتفهمهم، بل ربما أدى إلى حل الحلف. كما حذر شتويبر من اتخاذ قرار سحب القوات الألمانية من أفغانستان، قائلا إن مثل هذا الانسحاب سيعني أن أفغانستان عادت لتصبح «جامعة للإرهاب. عندها لن تقتصر الاعتداءات على كابل وحدها، بل ستمتد إلى مدينة بايرويت بألمانيا وميونيخ وبرلين». وأكد رئيس الوزراء السابق لولاية بافاريا دعمه لاقتراحات وزير الداخلية الألماني فولفجانغ شويبله بشأن مراقبة استخدام أجهزة الكومبيوتر من خلال الانترنت قائلا: «ألا يتواصل الجزء الأكبر من الإرهابيين من خلال الانترنت».

وفور الإعلان عن قتل الرهينة الألماني الأول، أعلنت وزارة الخارجية الكورية الجنوبية أنها على استعداد لبدء حوار مع طالبان، من أجل الإفراج عن الرهائن الكوريين الجنوبين، الذين اختطفتهم الحركة الخميس الماضي. وكانت سيول، التي تشارك بنحو مائتي جندي ضمن قوات التحالف، قد ذكرت اول من امس، إنها تخطط لسحب قواتها من أفغانستان، بنهاية العام الجاري، وفقاً للموعد المحدد من قبل.

وقالت الوزارة، في بيان لها، إن حوالي مائتي كوري جنوبي يقيمون في أفغانستان وقد نصحتهم الوزارة بالمغادرة في أسرع وقت ممكن، وفقاً لما نقله راديو كوريا الدولي. وقد وقعت عملية الاختطاف، التي تُعد الأكبر في أفغانستان منذ سقوط نظام طالبان في عام 2001، في إقليم غزني، على بعد نحو مائة كيلومتر جنوب العاصمة كابل.

كما دعا الرئيس الكوري الجنوبي روه مو هيون امس الى الافراج الفوري عن 18 مواطنا كوريا جنوبيا خطفوا الخميس في افغانستان. وقال روه مو هيون في كلمة عبر التلفزيون، «على الخاطفين الافراج عن الكوريين الجنوبيين سالمين وفي اسرع وقت ممكن». وفي اشارة الى ان الرهائن مدنيون يعملون في انشطة انسانية، قال الرئيس الكوري الجنوبي «يجب ان لا يحتجز مدنيون ابرياء رهائن». وذكر المسؤول الكوري الجنوبي ان نحو 200 عسكري كوري جنوبي لا يزالون متمركزين في افغانستان، وهم غير مقاتلين انما عناصر هندسة واطباء يشاركون في مهمات صحية واعادة اعمار.

من جهته اعلن وزير الخارجية الكوري الجنوبي سونغ مين سون ان بلاده لا تنوي تسريع انسحاب وحدتها من افغانستان والمتوقع اصلا قبل نهاية العام. وقال الوزير للصحافيين «أود ان ألفت انتباهكم الى ان الحكومة ابلغت البرلمان في نهاية العام الماضي بان الوحدة المؤلفة من 200 جندي ستنهي مهمتها في افغانستان وستعود الى البلاد قبل نهاية العام». واضاف «بدأنا الاستعدادات لتنفيذ هذا المشروع».

وقال مساعد قائد الشرطة في الإقليم، محمد زمان، إن مسلحي الحركة هاجموا الحافلة مساء الخميس، أثناء سفرها على الطريق الرئيسي قادمة من مدينة قندهار الجنوبية، في طريقها إلى كابل، إلا أنه لم يحدد عدد من كانوا على متن الحافلة. وتأتي هذه العملية بعد يومين من اختطاف مواطنين ألمانيين، بالإضافة إلى خمسة أفغان آخرين، من العاملين في مشروع لإنشاء أحد السدود، بإقليم وارداك، وسط أفغانستان. وكان ألماني آخر قد تعرض للاختطاف في 28 يونيو (حزيران) الماضي، غرب أفغانستان، إلا أنه أُطلق سراحه بعد نحو أسبوع من اختطافه. وجاءت عملية الخطف هذه، وهي الاكبر التي تستهدف مجموعة اجانب في البلاد منذ سقوط نظام طالبان في نهاية 2001، غداة خطف المانيين اثنين وخمسة افغان على الطريق نفسه في ولاية ورداك المجاورة. وتطالب عناصر طالبان بانسحاب ثلاثة الاف جندي الماني متمركزين في افغانستان.

وتطالب طالبان بالافراج عن كل أعضائها في السجون الافغانية وانسحاب القوات الالمانية من أفغانستان وهو طلب رفضته المستشارة الالمانية أنجيلا ميركل في مقابلة مع صحيفة «باساور نويه بريسه» امس. ورفضت ميركل فكرة سحب المانيا لقواتها من أفغانستان وقالت: «لا يمكن أن نتخلى عن جهودنا الان... لا يمكن أن نتخلى عن الشعب الافغاني». وأثارت الحكومة الافغانية انتقادات بالغة لافراجها عن مجموعة من سجناء طالبان مقابل اطلاق سراح صحافي ايطالي خطف في مارس (اذار) وقالت الحكومة بعد ذلك انها لن تتعامل مع طالبان.