أكدت ايران مجدداً امس تمسكها ببرنامجها النووي وعزمها على المضي قدماً في تخصيب اليورانيوم، حتى في حال قدمت واشنطن ضمانات امنية لها. وقال امين المجلس الاعلى للأمن القومي علي لاريجاني، كبير المفاوضين في الملف الاوروبي أمس، ان «تخصيب اليورانيوم امر ضروري لايران كاستنشاق الهواء». ونقلت وكالة الصحافة الايرانية الرسمية (ارنا) عن لاريجاني قوله «حتى لو يقدم الرئيس الاميركي (جورج بوش) لايران ضمانات امنية فان طهران لن تعلق تخصيبها لليورانيوم». واضاف: «لسنا بحاجة الى الضمانات الامنية الاميركية وعلينا ان لا نمزج هاتين القضيتين». وحول مطالبة الغرب بوقف ايران تخصيب اليورانيوم قال لاريجاني: «ايران لن تقع في هذا الفخ، اذ ان آخر مرة وافقت فيها ايران على تعليق التخصيب بشكل طوعي كان من المقرر ان يستمر هذا الامر ثلاثة اسابيع فقط لكنه استمر عامين ونصف العام». واشار الى رفض الغرب مقترحا ايرانيا بشأن تخصيب اليورانيوم في اطار دولي ومشترك داخل ايران قائلاً: «انهم لا يريدون ان تتوصل ايران الى التقنية النووية وهذا يعتبر خطأ استراتيجياً لان ايران نالت هذه التقنيه من قبل». ولكنه اردف قائلاً ان بلاده عازمة على التعاون مع المجتمع الدولي والوكالة الدولية للطاقة الذرية لازالة الغموض بشأن برنامجها النووي. وعبر لاريجاني عن رفضه للعقوبات الدولية التي فرضها مجلس الامن لرفض ايران وقف نشاطها النووي، معتبراً ان هذا الاجراء «يخالف القوانين النووية السلمية». وأضاف ان ايران ستقدم تاريخ نشاطات برنامجها النووي الى ممثلي الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وجاءت تصريحات لاريجاني في وقت اعلنت فيه شركة روسية مسؤولة عن بناء محطة «بوشهر» النووية ان هناك تأخيرا جديدا في انهاء العمل على المحطة. ونقلت وكالات الانباء الروسية عن مدير احدى الشركات الملتزمة بناء اول محطة نووية لايران ان المهمة لن تنجز قبل خريف العام 2008.
ونقلت وكالة «ريا نوفوستي» عن ايفان استومين مدير شركة «انيرغوبروغريس» لبناء المفاعلات قوله: «لقد تم تأجيل موعد التشغيل الفعلي لمحطة الطاقة حتى خريف 2008». ونفى استومين المزاعم الايرانية حول امكانية تشغيل المفاعل هذا العام، قائلاً: «يمكن ان نقول بكل دقة ان تشغيل مفاعل بوشهر هذا الخريف هو امر غير واقعي». واضاف: «حتى لو سلمت روسيا اول شحنة من الوقود النووي لبوشهر غدا، فسيكون من المستحيل تشغيل المفاعل خلال ستة اشهر».
ويعتبر مشروع «بوشهر» الذي تأخر عن موعده في صلب البرنامج النووي الايرانية لانتاج الطاقة لاغراض مدنية والذي تخشى الولايات المتحدة ان تستغله طهران لانتاج اسلحة نووية.
وتعتبر تصريحات «انيرغوبروغريس» اخر مؤشر على ان موسكو ربما تتباطأ في العمل على انجاز المشروع. وقد توقفت عمليات تشييد المفاعل في وقت سابق من هذا العام عقب اتهامات بان ايران تأخرت في دفع المستحقات المالية للشركات العاملة على بناء المفاعل وبسبب تأخر شحن قطع خاصة بالمفاعل من بلد ثالث.