إسبانيا تعتقل سوريين في عملية «مداهمات حلب»

التحقيق معهما بتهمة التعاون مع تنظيم إرهابي وتحويل أموال إلى متشددين

TT

اعتقلت قوات الأمن الإسبانية أول من أمس الثلاثاء، المواطنين السوريين بسام دالاتي الملقب «أبو عبدو»، 48 سنة، وسامر دباس، 30 سنة، كلاهما من مواليد مدينة حلب السورية، بتهمة التعاون مع تنظيم إرهابي وتزوير الوثائق التجارية بالإضافة إلى غسل الأموال. ويأتي هذا الاعتقال ضمن إطار عملية أطلقت عليها الشرطة الإسبانية اسم «مداهمات حلب» نسبة إلى مسقط رأس المعتقلين. وعثرت قوات الأمن في منزلي المعتقلين على مبلغ 120 الف يورو نقدا، بالإضافة إلى بعض قصاصات الصحف التي تحتوي على مقالات وأخبار مرتبطة بالإرهاب الدولي، ووثائق أخرى مختلفة ومواد معلوماتية. وكانت الشرطة الإسبانية قد اعتقلت دالاتي في 13 نوفمبر (تشرين الثاني) 2001، ضمن إطار عملية «مداهمات التمر» التي أدت إلى اعتقال معظم عناصر خلية تنظيم «القاعدة» في إسبانيا، ومن بينهم زعيمها عماد الدين بركات جركس الملقب «أبو الدحداح» الذي حكم عليه القضاء الإسباني بالسجن لمدة 12 سنة. ثم أطلق القضاء الإسباني سراح دالاتي في يوليو (تموز) 2002. ثم عاد وأقي القبض عليه مرة ثانية في نوفمبر 2004، ولكنه عاد وخرج منه مرة جديدة، بعد صدور الحكم بحق عناصر خلية «القاعدة» لعدم توفر الأدلة الكافية لإدانته.

وأفادت مصادر من القضاء الإسباني بأن الاثنين كانا «يحولان» الأموال التي يرسلها عناصر ومناصرون لتنظيمات إرهابية ذات أيديولوجية إسلامية متشدّدة إلى إسبانيا، وخارجها عبر شركات وهمية وضعوا على رأسها أشخاصا آخرين. وتضيف مصادر الشرطة الوطنية الإسبانية أن «جزءا من المال مصدره مستثمرون أصوليون إسبان وأجانب، دخل عبر عدة شركات في الأوساط المالية الإسبانية لغسله». وكانت هذه الأموال تستثمر في معظم الحالات في قطاع البناء، ثم ترسل الارباح إلى خارج إسبانيا.

ويتهم القضاء الإسباني أحد المعتقلين بإدارة مجموعة من الشركات كان يترأسها في الماضي الأصولي محمد غالب زويدي، الموجود حاليا في سجن إسباني، تنفيذا للحكم الذي صدر بحقه بتهمة التعاون مع تنظيم «القاعدة» الإرهابي، وبعد أن اثبتت المحكمة الوطنية، أنه أحد الاشخاص المهمين في تمويل التنظيم الإرهابي المذكور، وأنه أرسل مبلغ 700 ألف يورو إلى أشخاص وهيئات مرتبطة بتنظيم «القاعدة». وأتى اعتقال زويدي، المعروف أيضا بلقب «ابو طلحة»، على أثر القبض على الجزائري أحمد إبراهيم، الذي تعتقده المحكمة الوطنية من أهم المحاسبين في تنظيم «القاعدة» الذي يتزعمه أسامة بن لادن.