واشنطن: «قاعدة العراق» يتزعمها مصري و«أمير بغداد» سوري والتوجيه الديني يتولاه سعودي

أكدت أن الأجانب هم الذين يصدرون التعليمات

الرئيس بوش وكبار مساعديه في أحد اللقاءات بالفيديو مع المالكي («نيويورك تايمز»)
TT

نشر البيت الأبيض، في بادرة لافتة، تقريراً مفصلاً حول تنظيم «القاعدة» في العراق، في مسعى لتأكيد ما قاله الرئيس جورج بوش أول من أمس من أن تنظيم «القاعدة» في العراق يشكل خطراً على الأمن الاميركي، محذراً من هجمات ربما تشنها «القاعدة» داخل الأراضي الأميركية. وأوضح التقرير أهمية النجاحات التي حققتها القوات الأميركية في محافظة الأنبار حيث كانت تتمركز «القاعدة». وقال التقرير «قبل أقل من سنة كانت الأنبار هي قاعدة انطلاق «القاعدة» في العراق، بيد أن تعاون القوات الأميركية والعراقية مع شيوخ العشائر السنية أدى الى طرد الإرهابيين من المناطق الآهلة بالسكان، وتعمل القوات الأميركية الآن على أن تكرر العمل نفسه في أماكن أخرى». ويربط التقرير ربطاً وثيقاً بين تنظيم «القاعدة» في العراق وهجمات 11 سبتمبر، ويقول «على الرغم من وجود نقاش حول دور «القاعدة» في العراق، فإن الحقائق تبين أن «القاعدة» في العراق تنظيم أسسه إرهابيون أجانب (غير عراقيين) ويقوده أجانب، وهو تنظيم موال لأسامة بن لادن». ويستعرض التقرير كيف بدأ التنظيم في العراق، الى أن يصل الى حقيقة أوضاعه الحالية. وفي هذا السياق يؤكد أن الأردني أبو مصعب الزرقاوي هو الذي أسس التنظيم، مشيراً الى أن الزرقاوي له علاقة وطيدة مع بن لادن، حيث كان يدير معسكراً في أفغانستان، وأن هناك علاقة قوية ومستمرة ربطت الزرقاوي مع أسامة بن لادن وأمن الظواهري، ثم انتقل الى العراق بعد ما دمر المعسكر الذي كان يشرف عليه في أفغانستان عام 2001، وفي عام 2004 أمل في انشاء التنظيم في العراق وأعلن الولاء الكامل لأسامة بن لادن. ثم ينتقل التقرير بعد ذلك الى تقديم معلومات حول الشخص الذي خلف الزرقاوي في قيادة التنظيم وهو أبو أيوب المصري. ويؤكد أن أبو أيوب المصري وهو من اصل مصري فعلاً، ربطته علاقات مع قيادة «القاعدة» حيث عمل الى جانب ايمن الظواهري لأزيد من عقد، وقبل هجمات سبتمبر كان أبو أيوب المصري يشرف على فصول آيديولوجية في أفغانستان. ويكشف التقرير النقاب عن أن أسامة بن لادن حاول السنة الماضية إرسال مسؤول قيادي يدعى عبد الهادي العراقي لمساعدة أبو أيوب المصري. وقال تقرير البيت الأبيض إن تقارير المخابرات الأميركية تشير الى أن عبد الهادي كان من المستشارين الأساسيين الذين عملوا مع بن لادن ومع قيادته في أفغانستان. وأشار التقرير الى أن عبد الهادي لم يستطع قط دخول العراق حيث اعتقل السنة الماضية ويوجد حالياً رهن الاعتقال في معسكر غوانتانامو.

وأشار التقرير الى ان المعلومات الاستخبارية (الأميركية) تفيد بأن معظم القادة الأساسيين في تنظيم «القاعدة» في العراق من الأجانب، وتضم قيادة «القاعدة» في العراق سورياً هو «أمير بغداد» بينما يتولى سعودي مهمة التوجيه المعنوي والديني، كما تضم مصرياً سبق له أن قاتل في أفغانستان خلال التسعينات والتقى مع بن لادن، وتونسياً مسؤولا عن إدارة المقاتلين الأجانب. وذكر التقرير أن قوات التحالف قتلت الشهر الماضي أحد مسؤولي تسهيل انتقال المقاتلين الأجانب وهو التركي مهمت يلماز، الذي قاتل بدوره في أفغانستان وسبق أن التقى شيخ خالد محمد، المتهم الرئيسي بالتخطيط لهجمات سبتمبر.

وقال التقرير إن تنظيم «القاعدة» يحاول الإيحاء بأن الذين يقودونه عراقيون، وفي هذا الصدد يكشف التقرير عن بعض إفادات عنصر وصف بأنه «رئيسي» اعتقل في الرابع من يوليو (تموز) الماضي، ويدعى خالد عبد الفتاح داود محمد المشهداني، ويعد واحدا من أهم مسؤولي قيادة «القاعدة» في العراق. وطبقاً لإفادة المشهداني فإن التنظيم دأب على الإيحاء بأن قيادته عراقية، وقال أيضاً إن «القاعدة» حاولت خلق شخصيات وهمية باسم «عمر البغدادي» للإيحاء للمسلحين العراقيين بأن قيادتهم عراقية. وقال أيضاً إن أبو أيوب المصري والقيادة الأجنبية للتنظيم هم أصحاب القرار بالنسبة لتنفيذ العمليات.

وبناء على تقارير مخابراتية يقول البيت الأبيض إنه «تبقى اخطر مجموعة سنية متطرفة في العراق هي تنظيم «القاعدة»، وهو الذي يقف وراء الهجمات التي تنقل صورها القنوات التلفزية، وتقدر المصادر العسكرية الأميركية ان ما بين 80 الى 90 في المائة من العمليات الانتحارية في العراق ينفذها اجانب من تنظيم «القاعدة» حيث يبادرون الى تفجير أنفسهم وسط المدنيين. وتهدف هذه التفجيرات الى تأجيج العنف الطائفي في البلاد. ويجزم تقرير البيت الأبيض بأن التنظيم يعمل على توسيع عملياته خارج العراق، كما حدث بالنسبة لتفجير حفل زفاف في الأردن عام 2005. كما انه يأمل تنفيذ عمليات داخل الأراضي الأميركية. وأعاد التقرير الى الأذهان ما قاله أحد قادة «القاعدة» في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي عندما وزع شريطاً قال فيه إنه لن يهدأ حتى يهاجم العاصمة الأميركية.

ويخلص تقرير البيت الأبيض الذي وزع على بعض المراسلين في واشنطن، الى ضرورة محاربة «القاعدة» في العراق ، ويقول في هذا الصدد «رأينا كيف استغل تنظيم القاعدة ضعف الدولة في أفغانستان في تنظيم هجمات سبتمبر، لذلك سيكون الانسحاب من العراق كارثياً، إذ سيزداد العنف الطائفي بكيفية دراماتيكية مع احتمالات ارتفاع نسبة القتلى، وستعم الفوضى المنطقة، وسيؤدي ذلك الى هيمنة المتطرفين الإسلاميين على منطقة الشرق الأوسط».