الأفارقة متفائلون بمستقبل أجيالهم.. ويقولون إن وضعهم الآن أفضل من 5 سنوات ماضية

رغم فساد السياسيين والفقر المدقع والأمراض الفتاكة مثل الإيدز والملاريا

TT

على الرغم من المشاكل المعقدة، التي تمتد، من أمراض فتاكة مثل الإيدز والملاريا، إلى السياسيين الفاسدين والفقر المدقع، فإن كثيرا من الأفارقة يقولون انهم الآن في وضع أفضل مما كانوا عليه قبل 5 سنوات، وهم متفائلون بشأن مستقبلهم ومستقبل الجيل المقبل، وفقا لاستطلاع لرأي أجري في 10 من دول جنوب الصحراء الأفريقية من جانب «نيويورك تايمز»، ومشروع بيو غلوبال أتتيودز.

وتوضح النتائج صورة معقدة وغير مألوفة، حيث كشف الاستطلاع عن ان الأفارقة مقتنعون، بصورة رئيسية، بحكوماتهم، وهناك أغلبية من المشاركين في 7 من 10 دول قالوا ان وضعهم الاقتصادي جيد الى حد ما على الأقل. ولكن كثيرين قالوا انهم يواجهون طائفة واسعة من المشاكل الصعبة، تمتد من تجارة المخدرات غير المشروعة الى الفساد السياسي، ومن الافتقار الى مياه الشرب الصالحة الى شحة المدارس لأطفالهم، ومن العنف الاثني والسياسي الى الأمراض الفتاكة.

وفي مقابلات مباشرة في ابريل (نيسان) ومايو(آيار) الماضيين مع 8471 من البالغين في إثيوبيا وغانا وساحل العاج وكينيا ومالي ونيجيريا والسنغال وجنوب أفريقيا وتنزانيا وأوغندا، أظهرت النتائج أن الصراع من اجل الديمقراطية وإدارة الحكم السليمة هو أكثر شبها بلوحة من المكاسب والانتكاسات، مما هو تقدم ثابت عبر القارة التي عانت من أسوأ الأمثلة في الحكم. وبينما تعتبر الدول التي جرى فيها الاستطلاع ديمقراطية بالاسم، فإن نصفها يعاني من تراجعات في نظام الحكم التمثيلي التعددي في السنوات الأخيرة. وقالت أغلبية في كل بلد إن الزعماء السياسيين الفاسدين يعتبرون مشكلة كبيرة. واتسمت الانتخابات الأخيرة في إثيوبيا وأوغندا بالعنف وإقصاء مرشحين رئيسيين والفشل في تلبية المعايير الدولية. كما حدثت مشاكل انتخابية في السنغال، حيث قاطعت أحزاب المعارضة الانتخابات التشريعية بسبب اتهامات بالتزوير. وفي نيجيريا عكست نتائج الاستفتاء الطريقة السيئة التي جرت فيها الانتخابات، حيث قال 67 في المائة ان الانتخابات لم تكن نزيهة. المعلومات الاقتصادية التي تضمنها الاستطلاع تعكس صورة مختلطة. فقد قال عدد كبير من الذين شاركوا في الاستطلاع، ان وضعهم المالي تحسن خلال السنوات الخمس السابقة، باستثناء ساحل العاج وتنزانيا وأوغندا. ويشهد اقتصاد عدد من الدول الافريقية نموا سريعا بسبب ارتفاع أسعار النفط والحديد والنحاس والخشب خلال السنوات الاخيرة. وتفاوت إجمالي الناتج المحلي العام الماضي في افريقيا بين 5 و7 في المائة، فيما شهدت دول اخرى، مثل نيجيريا، اكبر دولة منتجة للنفط في افريقيا، مستويات نمو اقتصادي اعلى. إلا ان ثراء الموارد لم يقد بالضرورة الى ازدهار واسع. إذ قال 82 في المائة من الذين شملهم الاستطلاع في نيجيريا، ان المواطن العادي لا يجني أية فائدة من الثروة النفطية للبلاد. وقالت سليمة مبينغو، 21 سنة، وهي صاحبة متجر صغير بقرية نغور الواقعة في أحد أطراف داكار، ان لديها آمالا كبيرة في مستقبل عملها التجاري، لكنها تشعر بالقلق إزاء الوضع الاقتصادي الحالي لأسرتها. وأضافت سليمة قائلة، ان لديها خمسة أشقاء، اثنان منهم فقط يعملان، كما ان والدتها ووالدها في التقاعد. تنظر غالبية الذين شاركوا في الاستطلاع الى انتشار أمراض مثل الايدز كمشكلة كبيرة. وان نصف المصابين بفيروس الايدز (حوالي 40 مليون شخص) يعيشون في دول افريقية الواقعة جنوب الصحراء. وتشير احصائيات الأمم المتحدة الى ان 65 في المائة من اصابات الايدز الجديدة التي اكتشفت خلال عام 2006 كانت في القارة الأفريقية. وهنالك مخاطر صحية أخرى يعاني منها غالبية الذين شاركوا في الاستطلاع، إذ قال معظمهم ان صعوبة الحصول على مياه شرب نقية مشكلة كبيرة. وتبلغ نسبة هؤلاء 58 في ريف جنوب افريقيا و86 في اثيوبيا. والجوع لم يعد مشكلة لدى غالبية المشاركين في الاستطلاع، فقد قال معظمهم في كل الدول، باستثناء اوغندا وكينيا وتنزانيا، ان لديهم من المال ما يكفي لشراء الغذاء لأنفسهم ولأسرهم. وعن مواقف الأفارقة من الولايات المتحدة. قال عمر ديالو، وهو سباك سنغالي عاطل عمره 27 عاما، انه كمسلم يجد من الصعب قبول بعض الجوانب من الثقافة الأميركية.

* خدمة «نيويورك تايمز»