رايس تعلن صفقات عسكرية للسعودية ودول خليجية ومصر.. وإيران تنتقدها

إجتماع خليجي - أوروبي مع وزيري الخارجية والدفاع الأميركيين في شرم الشيخ

TT

قالت كوندليزا رايس وزيرة الخارجية الاميركية إن واشنطن تعتزم تدعيم القدرات الدفاعية للسعودية ودول الخليج، وذلك بتقديم حزمة مساعدات عسكرية وتكنولوجية، ستساهم في تقوية قدرات هذه الدول من أجل حفظ السلام في منطقة الخليج. كما تعتزم توقيع اتفاقيات لتقديم مساعدات عسكرية لكل من مصر واسرائيل مدتها عشر سنوات. واشارت رايس في بيان اصدرته امس في مستهل جولة ستشمل عدة محطات في الشرق الاوسط، الى أن واشنطن ملتزمة الحفاظ على أمن شركائها الاساسيين في المنطقة، وبناء على ذلك ستوقع اتفاقيات مساعدة جديدة مع دول الخليج ومصر واسرائيل. وترى رايس إن هذه الجهود ستساعد قوى الاعتدال وتدعم الاستراتيجية الواسعة للحد من التأثير السلبي لتنظيم القاعدة وحزب الله وسورية وايران. وكان مسؤولون اميركيون قالوا قبل يومين ان واشنطن تعتزم ابرام صفقات اسلحة متقدمة مع السعودية والدول الخمس الاخرى في مجلس التعاون الخليجي تصل الى 20 مليار دولار وتشمل قنابل موجهة بالاقمار الصناعية. واوضحت قبل ساعات من توجهها مع وزير الدفاع الى شرم الشيخ في مصر انه خلال زيارتها للسعودية ومصر ستبحث هي وروبرت غيتس وزير الدفاع مع نظرائهم في البلدين الوسائل الكفيلة بتسريع حفظ الأمن والاستقرار في العراق، مشيرة الى انها ستلتقي وزراء خارجية مجلس التعاون الخلجي ومصر والاردن في شرم الشيخ في مصر لبحث القضايا الاقليمية، كما انها ستزور القدس ورام الله لمواصلة النقاش حول تطوير الآفاق السياسية مع المسؤولين الاسرائيليين والفلسطينيين. وهذه واحدة من المرات النادرة التي تزور كل من رايس مع وزير دفاع المنطقة، ويرجح ان تشمل زيارتهما العراق، بيد انه ولاسباب أمنية لا يعلن عادة عن زيارات المسؤولين الاميركيين لبغداد. وحول الدعم لمصر قالت رايس «شرعنا في اجراء مناقشات مع الحكومة المصرية بشأن اتفاقية مساعدات عسكرية بقيمة 13 مليار دولار لمدة عشر سنوات وهي اتفاقية ستساعد مصر في التعامل مع الاهداف الاستراتيجية». وقالت رايس إن تحديث القوات المسلحة في السعودية ومصر سيعزز قدرات حلفائنا في المنطقة لمواجهة تهديدات الراديكاليين ويقوي دورهما القيادي للسعي وراء سلام دائم في الشرق الاوسط وضمان حرية لبنان. وقالت إن واشنطن بصدد التوقيع ايضاً على اتفاقية مساعدات عسكرية لاسرائيل مدتها عشر سنوات بقيمة 30 مليار دولار من أجل «تعزيز قدراتها الدفاعية». وأوضحت رايس انها ستبحث هذه الاتفاقيات مع اعضاء الكونغرس وحلفاء واشنطن الآخرين، في حين سيتوجه نيكولاس بيرنز مساعد وزير الخارجية الاميركية للشؤون السياسية خلال اغسطس (آب) المقبل الى المنطقة لوضع اللمسات الاخيرة حول كل هذه الاتفاقيات. وانتقدت ايران امس الاعلان عن عقود لبيع اسلحة اميركية بقيمة حوالي عشرين مليار دولار للسعودية وخمس دول خليجية اخرى بهدف تطويق النفوذ الايراني المتزايد في المنطقة. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الايرانية محمد علي حسيني ان الاعلان عن هذه العقود يدل على ان الولايات المتحدة تريد اثارة «الخوف» في المنطقة. واضاف ان «الولايات المتحدة اتبعت باستمرار سياسة اثارة الخوف في المنطقة والاضرار بالعلاقات الجيدة» بين دولها.

وتابع حسيني انهم «يريدون اثارة الخوف ليتمكنوا من بيع وتصدير اسلحة الى المنطقة لذلك يوجهون اتهامات الى بعض دول المنطقة».

وذكرت وكالة أنباء الجمهورية الاسلامية الايرانية الرسمية ان وزير الدفاع الايراني مصطفى محمد نجار قال ان الولايات المتحدة تحاول أن تخلق سباق تسلح وهميا لتكتب الحياة لشركات السلاح الاميركية الكبيرة. لكنه قال أيضا ان للدول الحق في شراء الاسلحة أو صناعتها لتعزيز قدراتها الدفاعية وأشار الى أن مشتريات الدول العربية الخليجية المجاورة لايران من السلاح لا تثير قلق الجمهورية الاسلامية.

وقالت الوكالة ان نجار أبلغ الصحافيين أن ايران لا تشعر بالقلق من جراء تقوية القدرات الدفاعية للبلدان الاسلامية الاخرى وتعتبر قدراتها الدفاعية جزءا من قدرات العالم الاسلامي. وقال مسؤول أميركي كبير في وزارة الدفاع ان الادارة الاميركية تأمل عرض الصفقة على الكونغرس لاقرارها خلال فصل الخريف.

وقال المسؤول ان الصفقة السعودية ستنهض بقدرات المملكة الصاروخية وقوتها الجوية وستعزز قدراتها البحرية. وستغطي أيضا حلفاء آخرين للولايات المتحدة في الخليج.

من جهة أخرى، قالت مصادر مصرية ان وزراء خارجية مصر والأردن والولايات المتحدة ودول مجلس التعاون الخليجي سيعقدون اليوم اجتماعاً بمنتجع شرم الشيخ المصري على البحر الأحمر لبحث قضايا العراق، وأمن الخليج، وقضايا الانتشار النووي والإرهاب، وتطورات النزاع الفلسطيني الإسرائيلي في ضوء دعوة الرئيس الاميركي جورج بوش لعقد مؤتمر دولي بشأن النزاع بالشرق الأوسط.

وعقب الاجتماع يستقبل الرئيس المصري حسني مبارك كلا من كوندوليزا رايس وروبرت غيتس، فيما أبلغت مصادر دبلوماسية غربية «الشرق الأوسط» أن وزيري الدفاع والخارجية الاميركيين (روبرت غيتس وكوندوليزا رايس)، سيعقدان اجتماعا مع نظيريهما المصريين (المشير محمد حسين طنطاوي وأحمد أبوالغيط)، إضافة للوزير عمر سليمان رئيس جهاز المخابرات المصرية غدا الأربعاء لبحث الملفات المتفجرة بالمنطقة وسبل التعامل معها.

وقال السفير علاء الحديدي المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية «إنه سبق هذا الاجتماع الرباعي تحرك دبلوماسي مصري على مدار الأيام الأخيرة تمهيدا لاجتماع وزراء خارجية مصر والأردن ودول مجلس التعاون الخليجي الستة والولايات المتحدة، والمعروف إعلامياً باسم (اجتماع 1 + 2 + 6) فى شرم الشيخ اليوم الثلاثاء، موضحا أن الاجتماع سيستمع إلى وجهة النظر المصرية بشأن كافة القضايا المذكورة ومن بينها عقد المؤتمر الدولي حول الوضع في فلسطين الذي دعا إليه الرئيس الأميركي جورج بوش، وكذلك مهمة توني بلير رئيس الوزراء البريطاني السابق في منصبه الجديد كمبعوث للرباعية الدولية.

وأشار الحديدي إلى أن الوزير أبوالغيط سيترأس أولا اجتماعا تشاوريا عربيا يضم وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي والأردن قبل عقد الاجتماع الموسع برئاسة مصر أيضا مع وزيرة الخارجية الأميركية، والمنتظر أن يصدر عنه بيان أعدته مصر بالتشاور مع بقية الأطراف يعكس وجهة نظر المجتمعين في أهم القضايا التي تواجه المنطقة. وأشار المتحدث الصحافي إلى أن اجتماع الغد هو الاجتماع الخامس في سلسلة اجتماعات هذه المجموعة التي بدأت لقاءاتها في شهر سبتمبر 2006 في نيويورك، وكان الاجتماع الثاني في القاهرة خلال شهر أكتوبر 2006، ثم استضاف الأردن الاجتماع الثالث في شهر ديسمبر 2006، وأخيرا الكويت في شهر يناير 2007، ويعد اجتماع اليوم الثاني من نوعه الذي تستضيفه مصر لهذه المجموعة.