موراتينوس وجد لدى اللبنانيين إرادة لـ«تخطي الأزمة»

أكد أن سورية جزء من المشكلة والحل

وزير الخارجية الاسباني يصل الى السرايا الحكومية للقاء رئيس الوزراء السنيورة (أ ب إ)
TT

تحدث وزير الخارجية الاسباني ميغيل انخيل موراتينوس عن «ارادة لبنانية لتخطي الازمة الراهنة» واصفاً الافكار التي قدمها رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري لحل الازمة القائمة بانها «جيدة اذا طورت». واعتبر ان سورية هي «جزء من الحل وجزء من المشكلة».

وقد جال موراتينوس امس على المسؤولين اللبنانيين، مؤكداً بقاء الوحدة الاسبانية في اطار القوات الدولية العاملة في جنوب لبنان (يونيفيل) رغم تعرضها لهجوم بسيارة مفخخة اخيراً اوقع عدداً من عناصرها بين قتيل وجريح.

وزار موراتينوس الرئيس السابق للجمهورية امين الجميل الذي قال ان وزير الخارجية الاسباني «يسعى، مثل كل سعاة الخير، الى ايجاد حلول للازمة الراهنة». ومن جهة اخرى، ابدى خشيته من ان تكون الحكومة المطروحة «بديلا عن الانتخابات الرئاسية». وقال: «بدلا من بذل كل هذه الجهود لتشكيل حكومة، فلتنصب كل هذه الجهود للتركيز على انتخابات الرئاسة. وكلنا جاهزون للتوافق على رئيس قادر على أن يقود السفينة ويجمع الناس ويحقق وحدة البلد. وهذا أمر غير مستحيل اذا صفت النوايا. فبامكاننا انتخاب رئيس ضمن المهل الدستورية. ونكون بذلك منعنا البلد من الدخول في المجهول». وعن تخوف وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير من حرب اهلية نتيجة تدخلات سورية وإيران، قال: «آمل الا نكون إطلاقا عشية حرب أهلية. وحزب الله يشعر بمسؤوليته من هذه الناحية. وهو يؤكد باستمرار أنه يريد أن يتجنب أي حرب داخلية. أما في ما يتعلق بالبعد الإيراني ـ السوري، فنحن لا ندين أحدا ونتكلم بموضوعية. هناك بعض الأطراف على الساحة اللبنانية، لا سيما حزب الله، يقول علنا ان لديه تحالفا مع سورية ونوعاً من علاقة مميزة مع إيران. وسورية وإيران تمدان بعض الأحزاب اللبنانية بكل الإمكانات الضرورية لنشاطها السياسي على الساحة. وبداية الحل أن يتبنى الجميع شعار لبنان أولا».

وزار موراتينوس رئيس الهيئة التنفيذية في «القوات اللبنانية» سمير جعجع الذي قدم اليه ملفا تضمن رؤية «القوات» لبعض المسائل القائمة. وفيما رفض موراتينوس الادلاء باي تصريح، شرح جعجع محور اللقاء قائلا ان رئيس الدبلوماسية الاسبانية «يحاول الاستطلاع حول الاوضاع اللبنانية من اجل مساهمة اسبانيا في حلحلة الازمة في لبنان». واضاف: «تركز اللقاء على مسألة الوحدة الاسبانية في الجنوب، فأكد موراتينوس انها باقية مهما كانت الصعوبات لتأمين سلامة وأمن اهلنا في الجنوب. وانها ستبقى داعمة للجيش اللبناني».

ودعا جعجع الى «تعهد الافرقاء كافة باحترام الدستور وموعد الاستحقاق الرئاسي» مؤكدا على «احقية كل فريق بانتخاب من يريد، حتى في وضع ورقة بيضاء. ولكن لا احد يحق له اللعب بالاستحقاق الدستوري لغايات شخصية او ابعد من ذلك».

وزار موراتينوس ايضاً النائب ميشال عون، ثم رئيس «اللقاء الديمقراطي» النائب وليد جنبلاط، في حضور وزيري الاعلام غازي العريضي والاتصالات مروان حمادة ونائب رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي للشؤون الخارجية دريد ياغي. ووصف الوزير موراتينوس اللقاء بالنائب جنبلاط بـ«المهم جداً والمريح». وذكر انه اطلع من جنبلاط على نتائج المباحثات التي جرت بين وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير والقيادات اللبنانية.

ولاحقاً زار موراتينوس رئيس مجلس النواب نبيه بري. وحضر اللقاء وزير الخارجية المستقيل فوزي صلوخ رئيس لجنة الشؤون الخارجية النيابية النائب عبد اللطيف الزين واعضاء لجنة الصداقة البرلمانية اللبنانية ـ الاسبانية. وقد اقام الرئيس بري مأدبة غداء لموراتينوس والوفد المرافق.

وبعد اللقاء قال موراتينوس انه وجد خلال لقاءاته مع المسؤولين والقيادات اللبنانية «ان هناك ارادة لبنانية لتخطي الوضع الراهن في لبنان». وحيا بـ«ايجابية عالية» «الجهود التي يبذلها الرئيس بري على وجه الخصوص» لاسيما بعد لقائه وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير حيث طرح افكاراً واقتراحات وصيغة في رأيي انها جيدة اذا ما طورت ستؤدي الى الاجماع الذي نطمح اليه جميعاً». واضاف: «من جهتي، حاولت ايصال رسالة للبحث عن ارادة لتحقيق هذا الاجماع لتبيان العناصر الايجابية لدى المجتمع الدولي والاتحاد الاوروبي واسبانيا وكل الجهود السياسية من اجل تعزيز الارادة الدولية لوضع هذه الصيغة التي تسهل خروج لبنان من الازمة التي يعاني منها».

واشار الى انه لمس خلال لقائه نائب الامين العام لـ«حزب الله» الشيخ نعيم قاسم «الارادة للمشاركة في الجهود التي يبذلها الرئيس بري». وسئل عن الرسالة التي سينتقلها الى سورية، فأجاب: «رسالة المشاركة الايجابية في كافة الجهود ومع كل الاطراف من اجل ايجاد حل لازمة المنطقة ومنها لبنان. وسورية هي جزء من الحل وجزء من المشكلة. واعتقد ان جميع المهتمين الذين لديهم مصالح ويعملون في الشرق الاوسط يجب ان يشاركوا في هذه الجهود».