حرب يعلن الترشح للرئاسة نهاية الشهر.. ووزير العدل يتخوف من «رئيس مستورد»

السفير الأميركي ينفي احتمال صفقة مع سورية على حساب لبنان

TT

أكد السفير الاميركي في بيروت جيفري فيلتمان امس ان بلاده «لن تقوم بأي صفقة مع سورية على حساب لبنان». مشددا على انها تسعى الى المساعدة في خلق مناخ اقليمي ودولي يؤدي الى نجاح إجراء الانتخابات الرئاسية، فيما حذر وزير العدل شارل رزق المطروح اسمه كمرشح من «الاستسلام لهذه الازمة وانتظار الجواب من التوافق الخارجي»، معتبرا ان ذلك يعني انه «لن تأتي الرئاسة أو يأتي رئيس مستورد، والأمران سيان يؤديان الى انهيار ما تبقى لنا من ديمقراطية برلمانية».

وقال السفير فيلتمان بعد لقائه رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري امس: «طلبت لقاءه لأنني مهتم للغاية لسؤاله عن بعض ما قاله في حديثه لـ(اذاعة) «صوت لبنان» السبت الماضي، وكنت مهتما بالاستماع الى وجهات نظره عن الطريقة التي يمكن ان تؤدي الى إحراز تقدم وكيف يحضر المناخ لانتخابات رئاسية ناجحة في موعدها وفقا للدستور اللبناني». وأضاف: «اردت الاستماع ايضا الى رأيه عما يمكنني ان أنقله الى واشنطن وكيف يمكن ان نؤدي دورا ليس لاختيار المرشحين لاننا لن نساعد بهذا الشكل باعتبار انها مسألة تخص اللبنانيين، ولكن كيف نساعد على خلق مناخ اقليمي ودولي يؤدي الى نجاح إجراء الانتخابات الرئاسية». وسئل: هل خرجت مطمئنا لما سمعته من الرئيس بري؟ فأجاب: «كنت متشجعا للغاية لما سمعته من رئيس المجلس، وقد صرح علنا أنه ملتزم فتح مجلس النواب في 25 سبتمبر (ايلول) لانتخاب الرئيس ضمن المهلة الدستورية، ولانتخاب الرئيس الذي سيمثل لبنان وأنا متشجع جدا لما سمعته من الرئيس بري». وسئل فيلتمان عن المعلومات الصحافية التي تقول ان هناك مفاوضات سرية بين الولايات المتحدة وسورية حول العراق قد تنعكس على لبنان فأجاب: «كما رأيتم، لقد كانت لنا مثل هذه الاتصالات مع السوريين وشاركنا في الاجتماع الذي عقد أخيرا للبلدان المجاورة للعراق في دمشق. نحن نركز على محاولة إيجاد آلية لخلق وضع مستقر في العراق ليتمكن الشعب العراقي من ان يعيش في استقرار وأمن، ونحن نرحب بالدعم من جيران العراق الذين يحاولون ذلك، ولكن محادثاتنا عن العراق ليست على حساب لبنان ونحن لا نقوم بصفقة حول لبنان من وراء ظهر اللبنانيين». وكان الرئيس بري التقى وزير العدل شارل رزق الذي وصف ربط زيارته بالموضوع الرئاسي بأنه «يتسم احيانا بشيء من السذاجة، وكأن الرئاسة جائزة لمن يحلو له الترشح اليها». وقال: «اعتقد ان الموضوع اعمق واخطر من ذلك. لبنان يمر اليوم بأزمة مصير تتجاوزه، ونحن امام احد امرين: إما ان نستسلم لهذه الازمة وننتظر الجواب من التوافق الخارجي وعندئذ انا متأكد من انه لن تأتي الرئاسة أو يأتي رئيس مستورد، والأمران سيان يؤديان الى انهيار ما تبقى لنا من ديمقراطية برلمانية. من هذه الزاوية انظر الى التحذير الذي صدر عن قائد الجيش قبل ايام». وتابع: «اما الموقف الآخر فهو عكس ذلك، وهو ان نرفض الاستسلام الى هذه الازمة وان ننظر الى لبنان بدلا من ان يكون جزءا من الازمة ان يكون هو بداية للحل وانطلاقا له، وهذا الحل ايضا يمتد من لبنان الى المنطقة».

وفي الاطار نفسه شدد وزير الصحة المستقيل الدكتور محمد جواد خليفة المقرب من بري على «أهمية عودة التواصل بين الافرقاء اللبنانيين المعنيين في الصراع السياسي الدائر على الساحة الداخلية»، مؤكدا «ان هناك فرصة تاريخية امامنا للخروج من هذه الازمة التي وان استمرت الى وقت غير بعيد ستدخل الوطن الى المجهول». وقال: «نحن محكومون بالتوافق شئنا ام أبينا، وعلينا ان نعي خطورة ما يهدد مصيرنا ككيان وطني لجميع ابنائه ان لم نواجه سويا وبالروح الوطنية وبأدوار توافقية ما ينتظرنا من استحقاقات وفي مقدمها استحقاق انتخاب رئيس جديد للجمهورية». الى ذلك زار النائب بطرس حرب امس البطريرك الماروني نصر الله صفير وأبلغه انه قرر اعلان ترشيحه لمركز رئاسة الجمهورية، والذي سيعلن في نهاية هذا الشهر. وقال حرب: «اطلعته على الظروف المحيطة بهذا الترشيح وبالاستحقاق الرئاسي. وبالطبع مسعى البطريركية الدائم هو ان يمر هذا الاستحقاق بسلام وضمن المهلة الدستورية المنصوص عليها، وان يتم انتخاب رئيس يجمع اللبنانيين ويحمل مشروع حل للمشاكل والقضايا العالقة في لبنان.

وحول ما إذا كان سيستمر في ترشحه اذا لم يعتمد كمرشح لقوى 14 آذار، قال حرب: «انا جزء من هذا الفريق، واعتبر ان هذا الفريق سيصل الى اتخاذ قرار حول المرشح الذي تتوفر له ظروف النجاح، وطبعا انا متقيد بالقرارات التي تصدر عن هذا الفريق، مع املي من التمكن من التوافق على شخصية أيا كانت وان تكون قادرة على حمل مشروع وطني يستطيع حل كافة المشاكل». ونفى عضو كتلة «القوات اللبنانية» النائب انطوان زهرا ما ورد في خطاب السيد حسن نصر الله اول من أمس، عن رفض قوى الاكثرية «اي وساطة محلية أو إقليمية أو حتى أوروبية»، وقال: «تعاملنا مع كل المبادرات بإيجابية، لكن مطالبة المعارضة بالشراكة عبر الحصول على ثلث معطل في حكومة وحدة وطنية هو عملية تعطيل للسلطة التنفيذية ونحن نرفضه، واليوم وعلى مسافة شهر من المهلة الدستورية لانتخاب رئيس للجمهورية فإن الدعوة الى حكومة الوحدة هو مسعى لإسقاط الاستحقاق الرئاسي والذي يجب المضي في السعي للوصول اليه». واعتبر «أن من يهول على الناس بالسلاح ويحتل وسط بيروت هو من يعطل الحلول في لبنان»، مؤكدا «أن الحكومات تسقط في مجلس النواب ولا تسقط في الشارع، وأن قوى 14 آذار ترفض السلام المنفرد مع اسرائيل، وهي تسعى الى تثبيت اتفاق الهدنة والانصراف الى بناء الداخل اللبناني». وجدد النائب هنري حلو تأكيد «ضرورة انتخاب رئيس من صفوف الأكثرية»، رافضا «شروط المعارضة التي تخير بين اختيار رئيس يرضيها أو إدخال لبنان في المجهول، والكلام الذي يقول بأن الأكثرية تعطل كل الأمور أثبتت الأيام وبرهنت عكس ذلك، فالأكثرية هي من طرحت مرات عدة أفكارا للحل ولكن التعطيل جاء من الفريق المعارض من خلال شروط تعجيزية وغير مقبولة». وأكد «بقاء الأكثرية على مواقفها، وهي لن تقبل بأن تقوم قوى المعارضة بالتعطيل الدائم وتعطيل العمل اليومي».