شلت أمطار غزيرة هطلت في العاصمة السودانية الحياة لساعات، واضطر آلاف المواطنين للعودة إلى منازلهم سيرا على الأقدام لانعدام المواصلات العامة، وعلق آخرون في مواقف مركبات عامة حصلوا عليها بصعوبة لساعات طويلة بسبب الارتباك الشديد في حركة السير، وانقطعت خدمة الكهرباء في اغلب الأحياء، وأسفرت الأمطار عن انهيار عدد من المباني بمناطق مختلفة في العاصمة. وفى ولاية نهر النيل شمال الخرطوم أدت السيول والأمطار إلى قطع الطريق القومي «الجيلي شندي عطبرة» في عدة نقاط، ولم تقع خسائر في الأرواح والممتلكات.
وقال مدير الآلية التنفيذية لدرء السيول والامطار اللواء عوض وداعة الله إن الأمطار غير مسبوقة المعدلات التي هطلت بولاية الخرطوم عصر أول من أمس واستمرت لساعات في الليل سجلت أعلى نسبة لها في منطقة الوسط حيث بلغت 120 مليمترا بينما بلغت في الاطراف الشمالية والجنوبية من الولاية 60 مليمترا، مشددا عن عدم وجود اي بلاغ حتى ساعة متأخرة من ليل امس بخسائر في الأرواح. وذكر وداعة الله ان المعدلات التي سجلتها امطار فاقت تلك التي سجلت في العام الماضي بذات اليوم، وأقر وداعة الله بان الاختناقات المرورية الحادة التي شهدتها الولاية تعود إلى سوء التصريف.
وكشف وداعة الله ان الأمطار تسببت في انهيار عدد كبير من المنازل في ولاية الجزيرة إذ وصلت في محلية الباقير إلى 54 منزلا، انهيارا كليا، و530 منزلا انهيارا جزئيا بجانب اضرار لحقت بولايات القضارف وجنوب كردفان. وقال وداعة الله ان الامطار الغزيرة تسببت في تعطيل حركة المرور فيما تعرض الريف الشمالي لامطار اثرت في بعض المناطق الواقعة بمشروع السليت ونهر النيل، ولفت اللواء إلى أن الاطراف الجنوبية تعرضت لسيول عارمة متوقعاً ارتفاع مناسيب النيل فوق العادة.
وقال وداعة الله ان السيول اجتاحت منطقة عد بابكر شرق العاصمة الخرطوم دون إحداث اي خسائر. وشهدت منطقة الخرطوم اغلاقا كاملا لمجموع الطرق المؤدية الى الاطراف، وطال الاغلاق حتى تلك الفرعية. ووقعت خسائر في العديد من الممتلكات وانهيارات جزئية لعدد من المنازل في عدد من الأحياء جنوب الخرطوم. وقال مدير إدارة مرور الولاية اللواء احمد امام التهامي ان ادارته وضعت تحوطاتها باعتبار ان التنبؤات الجوية توقعت هطول الامطار في هذا اليوم، وتم وضع منسوبي شرطة المرور في حالة تأهب، وذكر ان رجال المرور عمدوا الى تسهيل حركة الراجلين في جميع العربات التي تسير في اتجاهات الخروج من العاصمة لتفريغ المواقف.