برنامج وثائقي أميركي يناقش اليوم الأصولية في الأديان الثلاثة

مراسلة «سي إن إن» سافرت إلى 8 دول واستغرق إعداد الفيلم 8 أشهر

كريستيان أمانبور كبيرة مراسلي «سي ان ان»
TT

تعرض شبكة «سي ان ان» على مدار ثلاثة ايام برنامجاً وثائقياً بعنوان «محاربون باسم الله»، أو كما يفضل البعض استخدام عبارة «الرب»، والذي يتناول على مدى ست ساعات، تاريخ الحركات الأصولية بوصفها قوة سياسية فاعلة في الأديان السماوية الثلاثة: اليهودية، المسيحية، والإسلام.

ويعرض هذا البرنامج الوثائقي الضخم، والذي يتألف من ست ساعات، اليوم (الاربعاء) وغدا (الخميس)، وبعد غد (الجمعة)، حيث ستقدمه كريستيان أمانبور كبيرة المراسلين الدوليين في شبكة «سي ان ان»، حيث سافرت إلى ثماني دول، واستغرق اعداد البرنامج ثمانية أشهر، لتقديمه بالشكل المناسب. وسافرت امانبور الى بلدها الاصلي ايران حيث بحثت عن جذور الصراع المذهبي بين السنة والشيعة، وتحدثت الى شخصيات نسائية فاعلة، واخرى سياسية، وركزت على اماطة اللثام عن اسباب استعداد الاصوليين المسلمين للتضحية بحياتهم في عمليات انتحارية». وقد تحدث مارك نيلسون، نائب الرئيس، وكبير المنتجين المنفذين بقسم الإنتاج في «سي ان ان»، حول هذا البرنامج قائلا: «يهدف برنامج «محاربون باسم الله» الوثائقي إلى البحث في الدين باعتباره قوة سياسية مميزة في عصرنا».

وبالنسبة إلى البرنامج الوثائقي، قالت أمانبور إنه خلال السنوات الثلاثين الماضية، تحوّلت كل ديانة من هذه الأديان إلى قوة سياسية فاعلة، مؤلفة من الأتباع ـ أو من تصفهم بـ«جنود الله، او الرب» ـ الذين يجمعهم استياء عميق من المجتمع المعاصر، وإصرار كبير على إعادة الله والدين إلى الحياة اليومية، وإلى مركز السلطة.

وتتابع أمانبور قائلة: لا شك في أن الصراع السياسي والثقافي الذي يخوضه هؤلاء الأتباع لإنقاذ العالم مما يعتبرونه مادية علمانية، وجشعاً وتحللا أخلاقياً قد أدى إلى السخط والانقسام والخوف». كما يكشف البرنامج أيضاً كيف أن مفاوضات السلام في السبعينيات، التي جرت برعاية الرئيس جيمي كارتر، بين رئيس الوزراء الإسرائيلي مناحيم بيغن، والرئيس المصري أنور السادات، قد أدت إلى تعزيز رؤية أولئك اليهود والمسلمين الذين ينظرون إلى التسوية، وأحياناً الحوار، على أنه استسلام.

وقد نجم عن هذا التوتر على امتداد هذه السنوات قيام متطرفين من المسلمين باغتيال السادات، ومتطرفين من اليهود باغتيال رئيس وزراء إسرائيل إسحاق رابين، وازدياد العنف وعمليات الانتقام، وبناء جدار الفصل. وقد أجابت نوا روثمان حين سألتها امانبور عن اغتيال جدها، رئيس وزراء إسرائيل رابين، قائلة: «هناك مأساة أخرى نعيشها إلى جانب مأساتنا الشخصية، وهي أننا توقفنا في منتصف الطريق، ولم يعد بإمكاننا معرفة كيف ستكون النهاية».

وتم تصوير مشاهد حلقة «محاربون يهود باسم الله» في إسرائيل، وبريطانيا، والولايات المتحدة الأميركية.

وفي لندن، تحدثت أمانبور إلى إد حسين، وهو شاب مسلم يصف نفسه الآن بأنه يتجه نحو تقبل آيديولوجيا التطرف الإسلامي، ويسعى لإعادة السلام إلى العالم من خلال استعادة الخلافة الإسلامية. ويشبهه الشبان البريطانيون المسلمون المتطرفون الذين كانوا مسؤولين عن تفجيرات 7 يوليو (تموز) 2005 في مترو لندن، والهجمات التي حدثت في الآونة الأخيرة في مطار غلاسكو في أسكوتلندا. هذا، وقد تم تصوير مشاهد حلقة «محاربون مسلمون باسم الله» في المملكة المتحدة، ومصر، وإيران، وإسرائيل وهولندا والولايات المتحدة الأميركية.