انتقادات عنيفة لأردوغان بسبب دعوته من يرفضون غل إلى مغادرة البلاد

المعارضة والصحافة تتصديان لهجوم رئيس الوزراء على كاتب صحافي

TT

شنت صحف تركية ومنظمات غير حكومية وأحزاب معارضة هجوما عنيفا أمس على رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان لدعوته الأتراك الذين يرفضون قبول وزير الخارجية عبد الله غل كرئيس قادم، «إلى مغادرة البلاد».

وورد تصريح أردوغان المثير للجدل في سياق رده على بكير جوسكون الكاتب بصحيفة «حريت» الذي كتب تعليقا ناقداً لترشيح غل. وقال جوسكون في عمود نشر يوم 15 أغسطس (آب) الجاري «من الآن فصاعدا لا يمكن لأحد أن يتحدث عن دولة علمانية... لقد تقدم الإسلام السياسي خطوة أخرى. إن غل لن يكون رئيسي».

ورد أردوغان على جوسكون في تصريحات بثتها محطة تلفزيونية في ساعة متأخرة يوم الإثنين ونقلتها صحيفة «حريت» أمس ذكر فيها «من يقول إن غل ليس رئيسي، عليه أن يتخلى عن جنسيته».

ويخوض غل الانتخابات مرشحا عن حزب العدالة والتنمية الحاكم في سباق زاد التوتر بين الحكومة وبين الجيش والنخبة العلمانية. وفاز غل في الجولة الاولى من انتخابات الرئاسة في البرلمان يوم الإثنين الماضي غير أنه لم يحصل على أغلبية الثلثين اللازمة لفوزه بالرئاسة من الجولة الأولى. وستجرى جولة ثانية غدا لا يتوقع أن تكون حاسمة أيضاً، لكن يتوقع أن يحصل غل على ما يكفي من الأصوات في الجولة الثالثة المقررة في 28 أغسطس حيث تكفيه الأغلبية البسيطة للفوز.

وحاول عاكف بيكي المتحدث باسم أردوغان في بيان صدر أمس احتواء التخفيف من تصريحات الرئيس جاء فيه «يعيد رئيس وزرائنا إلى الأذهان أن رفض رئيس منتخب غير ممكن بموجب قانون الجنسية وأن احترام الرئيس واجب ديمقراطي وقانوني». إلا أن المعارضة وعددا من الصحف شنت هجوما عنيفا على أردوغان، حيث قال دينينز بايكال زعيم حزب الحزب الشعبي الجمهوري المعارض «من الواضح أن تلك التصريحات ليس وراءها التسامح والفكر الديمقراطي والحس القانوني». وتساءل بايكال الذي يقاطع حزبه انتخابات الرئاسة بسبب ترشح غل قائلا «كيف لرئيس الوزراء أن يطلب من صحافي محترم مغادرة تركيا».

كما قال مراد يتكين الكاتب بصحيفة «راديكال» إن تصريحات أردوغان تماثل تصريحات الجماعات اليمينية المتطرفة التي اعتادت أن تقول بشأن تركيا «أحبها أو غادرها».

ونقلت وكالة رويترز عن الصحافي سعدة أرغين بصحيفة ميليت الليبرالية اليومية البارزة قوله «أظهر رئيس الوزراء فهم زعيم مستبد. في التصريح التالي ربما يرسل الكتاب المعارضين إلى المنفى».