رايس أول وزيرة خارجية أميركية تزور ليبيا منذ زيارة فوستر دالاس قبل نصف قرن

موعد الزيارة في أكتوبر واعتماد السفير الأميركي يواجه صعوبات

TT

تعتزم كوندوليزا رايس وزيرة الخارجية الاميركية زيارة العاصمة الليبية طرابلس في اكتوبر (تشرين الأول) المقبل لتكون بذلك اول وزيرة خارجية لدى واشنطن تزور ليبيا منذ ازيد من نصف قرن. وكان جون فوستر دالاس هو آخر وزير خارجية زار ليبيا في عام 1953، وزار عدة مسؤولين اميركيين ليبيا بعد تطبيع العلاقات بين البلدين في مايو (آيار) العام الماضي، من ابرزهم جون نغروبونتي نائب وزير الخارجية، وفرانكس فراغو مستشار البيت الابيض لقضايا الارهاب.

بحسب معلومات استقتها «الشرق الأوسط» من مصادر مطلعة، سوف يكون موعد الزيارة في شهر اكتوبر المقبل.

وتحفظت مصادر الخارجية عن تأكيد موعد زيارة رايس، وقال مصدر رسمي في الخارجية لـ«الشرق الأوسط»: «لا يوجد موعد حالياً»، واوضح دافيد فولي المتحدث باسم دائرة الشرق الاوسط وشمال افريقيا «الوزيرة اعلنت انها تعتزم زيارة ليبيا في وقت ملائم وأحد اهداف زيارة ديفيد ولش الحالية الى طرابلس خلق الظروف المواتية لهذه الزيارة». وكشف فولي النقاب عن لقاءات جرت بين ولش ومسؤولين ليبيين في اوروبا في الآونة الاخيرة، بيد انه لم يحدد تاريخ هذه اللقاءات او المواضيع التي تطرق اليها الجانبان.

وتزامنت زيارة ولش مع دعوة لافتة اطلقها سيف الاسلام القذافي نجل العقيد معمر القذافي الى وضع دستور للبلاد وكان آخر دستور في ليبيا يعود الى العهد الملكي. ولمحت واشنطن اكثر من مرة الى ضرورة ان تبادر ليبيا الى اصلاحات سياسية واقتصادية.

وربطت مصادر في واشنطن بين تأجيل زيارة رايس الى ليبيا اكثر من مرة وتحقيق تقدم في مجال الاصلاحات، وكان من المقرر ان تزور المسؤولة الاميركية طرابلس في يوليو (تموز) العام الماضي بيد ان تلك الزيارة ارجئت، حيث أصرت واشنطن كذلك على ضرورة الافراج عن الممرضات البلغاريات. كما ان السفيرة الاميركية جين كريتز التي عينها الرئيس جورج بوش في يونيو (حزيران) الماضي سفيرة في ليبيا، لم يحدد حتى الآن موعد مثولها امام مجلس الشيوخ (الكونغرس) من أجل اقرار تعيينها، وكريتز كانت نائبة رئيس البعثة الدبلوماسية الاميركية في إسرائيل، وظل منصب سفير الولايات المتحدة في ليبيا شاغرا منذ 35 سنة.

وحول اسباب تأخر مثول السفيرة الجديدة امام الكونغرس لاعتماد تعيينها قال مصدر في الخارجية لـ«الشرق الأوسط»: «ليست لدينا ايضاحات في هذا الجانب يمكنكم استفسار اللجنة المختصة في الكونغرس». يشار الى ان الكونغرس حالياً في عطلته الصيفية ولن يستأنف اجتماعاته الا في بداية الشهر المقبل.

ويقول بعض اعضاء الكونغرس إنهم سيعترضون على تعيين سفير في ليبيا اذا لم تتم تسوية تعويضات ضحايا ملهى ليلي في برلين جرى تفجيره في الثمانينات وكان من رواده جنود اميركيون، ويعتقد ان ليبيا كانت تقف وراء تلك العملية. وفي ختام لقاء بين مساعد وزيرة الخارجية الاميركية لشؤون الشرق الأوسط ديفيد ولش ووزير الخارجية الليبي عبد الرحمن شلقم عقد امس في طرابلس، قال احمد الفيتوري مدير ادارة الاميركيتين في الخارجية الليبية ان «رايس ستصل قريبا جدا ولا توجد اية عوائق تحول دون مجيئها».

وكان ولش قد وصل اول من امس الى طرابلس في زيارة تهدف خصوصا الى تحديد موعد لزيارة رايس، والتقى في بنغازي سيف الاسلام القذافي نجل الزعيم الليبي معمر القذافي.

وقالت مصادر ليبية مسؤولة لـ«الشرق الأوسط» إن عبد الرحمن شلقم قد تلقى دعوة رسمية من كوندوليزا رايس لزيارة الولايات المتحدة. واكتفت المصادر الرسمية بالإشارة إلى أن الجانبين اتفقا على استمرار الزيارات بين البلدين. وكان يتوقع أن يتم عقب هذه المحادثات الإعلان عن تحديد موعد لزيارة رايس التي سبق أن أعلنت عزمها الشهر الماضي القيام بزيارة طرابلس قبل نهاية العام الجاري.

ولم يجتمع بعد المسؤول الأميركي مع الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي، علما بأن مساعد وزيرة الخارجية الأميركية جون نغروبونتي لم يلتق القذافي خلال زيارته في شهر أبريل (نيسان) الماضي لطرابلس.

وجرى في الاجتماع بين شلقم وولش مناقشة الإعداد لعدد من الاتفاقيات الاقتصادية بين البلدين خاصة منع الازدواج الضريبي وحماية تشجيع الاستثمار، وتم التطرق إلى عدد من القضايا الدولية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك بما في ذلك العراق وفلسطين ولبنان ودارفور وأفغانستان.