حاكم خوست ينجو من هجوم انتحاري

طالبان تهدد مجددا بقتل الرهائن الكوريين الجنوبيين

أفغاني يقود دراجته النارية، وقد ظهرت خلفه مدينة غزنة، التي اختطف بالقرب منها الرهائن الكوريون الجنوبيون «ا.ف.ب»
TT

ذكرت الشرطة أن حاكم إقليم خوست الواقع شرق أفغانستان، نجا من محاولة اغتيال امس، عندما قام مهاجم انتحاري بالاندفاع بشاحنته المفخخة وسط القافلة التي تقل حاكم الاقليم مما أدى إلى مقتل وإصابة عدد غير معروف من الاشخاص.

وقال محمد أيوب خان قائد شرطة الاقليم، إن الانتحاري أخطأ سيارة حاكم الاقليم ارسالا جمال، واصطدم عوضا عن ذلك بسيارة أخرى كانت تقل حراسه الشخصيين. وقال خان إنه كان يوجد بالسيارة التي تلقت ضربة الهجوم ستة من الحراس الشخصيين، تم نقلهم فور وقوع الحادث للمستشفى، مضيفا ان السلطات لا تزال غير متأكدة من عدد القتلى أو الجرحي في الحادث. وأضاف خان أن الهجوم وقع بينما كان حاكم الاقليم عائدا من زيارة منطقة اليشير فى الاقليم.

وقال مقربون من حاكم خوست، ان ثلاثة على الأقل من الحرس الخاص للحاكم ارسالا جمال قتلوا في الهجوم الذي وقع بالقرب من قاعدة تابعة للقوات الغربية خارج بلدة خوست مباشرة.

وبعد دقائق من الهجوم قال ارسالا جمال لرويترز، انه في حالة طيبة. وقال إن «الهجوم كان ضد موكبي. وأنا على ما يرام، لكنني شاهدت بعض الاشخاص الذين اشتعلت فيهم النيران داخل سيارات امامي». وتقع خوست بالقرب من الحدود مع باكستان، وشهدت موجة هجمات في الأشهرالأخيرة. وتصاعدت اعمال العنف خلال التسعة عشر شهرا الماضية في افغانستان، وهي اكثر الفترات دموية منذ ان اطاحت القوات التي تقودها الولايات المتحدة طالبان في عام 2001. وتستخدم طالبان تكتيكات المسلحين في العراق، وتشن هجمات انتحارية وتضع قنابل على جانب الطرق في اطار حملتها ضد قوات الحكومة الافغانية والقوات الاجنبية. وقتل نحو 20 شخصا معظمهم من المدنيين في هجومين انتحاريين منفصلين في مطلع الاسبوع في اقليم قندهار الجنوبي. وقالت طالبان والقوات الافغانية ايضا امس، انه وقع اشتباك بينهما في اقليم غزنة الذي يقع الى الجنوب الغربي من كابل. وصرح الجانبان بروايات متضاربة بشأن الاصابات. وقال مسؤولون افغان وشهود ان اشتباكات غزنة جاءت بعد يوم من شن طالبان سلسلة هجمات على القوات الافغانية في اقليم كابيسا الذي يقع الى الشمال الشرقي من كابول، وفي اقليم بغلان الذي يقع الى الشمال». وكانت قوة المساعدة الأمنية الدولية (إيساف) التابعة لحلف شمال الاطلسي (ناتو)، قد ذكرت في وقت سابق امس، أن سبعة جنود إيطاليين أصيبوا بجروح، خلال هبوط اضطراري لمروحية تابعة لـ«ايساف».

وكانت مروحية إيطالية أخرى قد اضطرت إلى الهبوط أمس الثلاثاء، بالقرب من العاصمة الافغانية كابول، بعد إصابتها بأعطال فنية حسبما ذكر المتحدث باسم «إيساف». وأضاف أن إصابات الجنود طفيفة، ولا تمثل تهديدا على حياتهم. وفي غزنة (افغانستان) هددت حركة طالبان من جديد امس، بقتل الرهائن الكوريين الجنوبيين الـ19 الذين تحتجزهم منذ اكثر من شهر، ما لم تتم تلبية مطلبها في الافراج عن عدد من ناشطيها، بدون ان تحدد مهلة لذلك. كما لمحت الحركة الى انها ستترك رهينتها الالماني الذي خطفته في 18 يوليو (تموز) في جنوب البلاد مع اربعة افغان، ويعاني من مشاكل في القلب، يموت في حال لم يطلق سراح عشرة من عناصرها المعتقلين.

وصرح المتحدث باسم طالبان ذبيح الله مجاهد، في اتصال مع مراسل وكالة الصحافة الفرنسية في غزنة «اذا لم تلب مطالب طالبان فسيقتل الرهائن الكوريون الجنوبيون»، مشيرا الى انه ينقله قرارا صادرا عن مجلس قيادة طالبان.

واشار الى ان حالة الرهائن الصحية «ليست جيدة»، موضحا ان «الظروف المناخية ونقص الغذاء المناسب، جعل شروطهم المعيشية قاسية جدا ومعظمهم مرضى».

وقال ان مجلس قيادة طالبان «لم يحدد بعد موعدا لانتهاء هذا الانذار». واوضح ذبيح الله مجاهد «اجرينا اتصالات هاتفية مع الوفد الكوري الجنوبي. حتى الآن لم يتخذ اي قرار باجراء مفاوضات مباشرة». واكد متحدث باسم السفارة الكورية الجنوبية، ان الاتصالات مستمرة بين الطرفين. وقال الدبلوماسي طالبا عدم كشف اسمه «تبقى قنوات الاتصال مفتوحة بين وفدنا وطالبان. نبذل كل ما في وسعنا لضمان الافراج عن رعايانا الـ19». وتابع المتحدث باسم طالبان «في ما يتعلق بالمهندس الالماني، نريد ان تطلق ادارة كابل سراح عشرة معتقلين افغان، واذا لم يتم اطلاق سراحهم فسيبقى المهندس وزملاؤه الافغان الاربعة محتجزين. وهو ايضا مريض».

واكد «بالرغم من اننا نود تسوية هذه الازمة بالتفاوض، لكن يبدو ان السلطات الاميركية تطرح مشكلات». وانتقدت الولايات المتحدة الرئيس الافغاني حميد كرزاي بشدة، بعد ان اطلق سراح خمسة من قادة طالبان في 19 مارس (اذار) لقاء الافراج عن الرهينة الايطالي الصحافي دانييلي ماستروجياكومو، ورفض منذ اندلاع ازمة الرهائن الكوريين الجنوبيين والالمان بشكل قاطع، فكرة اجراء عملية تبادل اسرى. وخطفت طالبان في 18 يوليو في جنوب البلاد مهندسين المانيين وخمسة زملاء افغان لهما، ثم خطفت في اليوم التالي 23 كوريا جنوبيا من الانجيليين، وقد قتلت حتى الآن أحد الالمانيين واثنين من الكوريين الجنوبيين، وتمكن احد الافغان الخمسة من الفرار، فيما افرج الخاطفون «بدون شرط» عن كوريتين جنوبيتين مريضتين.