رئيس وزراء اليابان يغفل ذكر الصين في دعوته إلى تحالف «ديمقراطيات آسيا»

حدد دول الشراكة الجديدة بالهند والولايات المتحدة وأستراليا

رئيس الحكومة الهندية، مانموهان سينغ، يرحب برئيس الحكومة اليابانية، شينزو آبي، لدى وصوله امس الى القصر الرئاسي في نيودلهي (رويترز)
TT

نيودلهي ـ رويترز: دعا رئيس الوزراء الياباني شينزو ابي أمس، الى شراكة «آسيوية أوسع» بين الديمقراطيات تضم الهند والولايات المتحدة واستراليا، لكنه أغفل الصين القوة الكبرى في القارة.

ووجه ابي هذه الدعوة في الخطاب الذي ألقاه أمس أمام برلمان الهند في بداية زيارة يصحب معه فيها نحو 200 من رجال الاعمال اليابانيين، في رحلة تهدف لدعم التجارة بين اليابان أكبر اقتصاديات آسيا والهند ثالث أكبر اقتصاد ليشكل البلدان ثقلا موازيا للصين.

وقال ابي في خطابه امام اعضاء البرلمان والدبلوماسيين، من دون ان يذكر الصين بالاسم «هذه الشراكة هي رابطة نتشارك فيها القيم الاساسية مثل الحرية والديمقراطية، واحترام حقوق الانسان الاساسية، اضافة الى المصالح الاستراتيجية». وقال: بـ«تعاون اليابان والهند بهذه الطريقة ستتطور (آسيا الأوسع) الى شبكة هائلة تمتد عبر المحيط الهادي كله، تضم الولايات المتحدة الامريكية واستراليا».

وألقى ابي كلمته أمام جلسة مشتركة للبرلمان، خلال الزيارة التي تدوم ثلاثة أيام، وهو أمر نادر ويراه مسؤولون مؤشرا على أهمية الزيارة.

ويسعى البلدان لتكوين ثقل مواز للصين التي تنامت قوتها الاقتصادية والدبلوماسية في آسيا من خلال توثيق علاقاتهما. وتسجل الهند معدل نمو تسعة في المائة في العام، وهي في حاجة ملحة لاستثمارات جديدة في البنية التحتية.

ولم تستغل التجارة بين الدولتين اللتين تمثلان أكبر وثالث اكبر اقتصادين في آسيا امكانات البلدين بالكامل، غير أن مسؤولين في الحكومة الهندية، يتوقعون ان تتضاعف لحوالي 14 مليار دولار بحلول عام 2012.

ورغم نجاح ابي في تحسين العلاقات مع الصين، التي توترت كثيرا خلال فترة سلفه رئيس الوزراء الياباني السابق جونيتشيرو كويزومي، الا انه أكد على الحاجة الى تعزيز العلاقات مع النظم الديمقراطية، وهو ما اعتبره محللون نقدا ضمنيا لبكين.

وسعت اليابان لتعزيز روابطها الأمنية مع الولايات المتحدة واستراليا والهند، وتشارك البحرية اليابانية للمرة الاولى في مناورات اميركية هندية مشتركة تجري في خليج البنغال الشهر المقبل.

لكن في لفتة على حرص نيودلهي على عدم اغضاب الصين، التي من المرجح ان تصبح قريبا أكبر شريك تجاري للهند، حذر شيف شانكار مينون وكيل وزارة الخارجية الهندية يوم الاثنين، من التعاملات السلبية مع بكين.

لكن رحلة ابي للهند غير قاصرة على السياسة.

فالهند تريد ان تستثمر الزيارة لتحصل على استثمارات تحتاجها لمشاريع البنية التحتية من النقل الى محطات الطاقة النووية. وحجم الوفد الياباني الذي زاد على الوفد الذي رافق ابي في زيارة قريبة للشرق الأوسط، يشهد على اهمية الروابط التجارية بين البلدين.

وجاءت زيارة رئيس وزراء اليابان للهند في الوقت الذي يخوض فيه رئيس وزراء الهند مانموهان سينغ، أزمة سياسية مع حلفائه اليساريين، الذين يحاولون تعطيل اتفاق نووي مدني مع الولايات المتحدة تقول الحكومة ورجال الأعمال، انه ضروري لاقتصاد البلاد.