موسكو تتهم جورجيا بفبركة «قضية الصاروخ»

تساءلت عن سبب عدم السماح للجنة روسية بالتدقيق في الحادث

TT

فند الخبراء العسكريون الروس ـ في لجنة تقصي الحقائق حول ادعاءات جورجيا بأن احدى المقاتلات الروسية اطلقت صاروخا على اراضيها على مقربة من حدودها مع اوسيتيا الجنوبية سقط ولم ينفجر ـ، مؤكدين زيف كل هذه الادعاءات. واطلع فيتالي تشوركين المندوب الدئم لروسيا لدى الامم المتحدة الصحافيين المعتمدين هناك على نتائج لجنة تقصي الحقائق، مؤكدا ان الصاروخ لا يمكن ان يكون قد اطلق من قاذفة اخترقت الاجواء الجورجية من جهة روسيا. واشار الى ان ثلاثة اجزاء فقط من الصاروخ كانت من بقايا صاروخ واحد بينما الاجزاء الاخرى تعود الى انواع مختلفة من الاسلحة. وقال ان هذه الاجزاء تعود لصاروخ سقط منذ مدة بعيدة وليس في السادس من اغسطس (آب) حسبما تدعي السلطات الجورجية، والدليل على ذلك تعجل السلطات الجورجية في تدمير ما تبقى من الصاروخ بدون شهود من جانب روسيا او شهود محايدين. كما ان جورجيا لم تسمح للجنة الروسية التي أوفدتها موسكو بفحص المقاتلات الجورجية من طراز «سوخوي ـ 25» لتبديد الشكوك حول مسؤولية أيٍّ من هذه المقاتلات عن الحادث. واكد السفير تشوركين ان كل الشواهد تشير الى ان الجانب الجورجي افتعل المشكلة وبلغ به الامر حد تجميع بقايا ذخيرة جوية وتصويرها وكأنها حطام صاروخ روسي. وتساءل المبعوث الروسي عن السبب الذي دفع الرئيس الجورجي ميخائيل ساكاشفيللي لأن يهرع الى مكان «الحادث» لتفقد الحفرة التي نجمت عن سقوط الصاروخ الذي لم ينفجر دون اعتبار لمحاذير الانفجار المحتمل عن بضع عشرات من الكيلوغرامات من مادة «التروتيل» تحت سمع الصحافيين المرافقين وبصرهم وكاميراتهم؟

واذ اعرب عن شكوكه في مصداقية النتائج التي توصلت اليها لجنة التحقيق الدولية المستقلة التي دعتها جورجيا ورفضت اللقاء مع الخبراء الروس، قال تشوركين انه سيقدم ما توصلت اليه لجنة الخبراء الروس من نتائج الى الامم المتحدة. وكانت هيئة اركان القوات المسلحة قد نفت جملة وتفصيلا تحليق اي طائرة روسية فوق موقع الحادث او المناطق المتاخمة له في التاريخ المذكور في الوقت الذي اعترف فيه الامين العام للامم المتحدة بان نتائج لجنة التحقيق الدولية غير كافية مطالبا بالمزيد من الحقائق من اجل التوصل الى نتيجة موضوعية. وعزت المصادر الرسمية الروسية اثارة جورجيا لمثل هذه المشكلة في ذلك التاريخ الى رغبتها في الحيلولة دون استمرار وجود قوات حفظ السلام الروسية في المنطقة على مقربة من المناطق المتنازع عليه في اوسيتيا الجنوبية التي سبق أعلنت انفصالها عن جورجيا من جانب واحد مطلع تسعينيات القرن الماضي.