الرئيس الجزائري يبلغ قياديا مسلحا تعاطفه معه بعد نجاته من محاولة اغتيال اعتذرت عنها «القاعدة»

«قاعدة المغرب الإسلامي» اعتبرت الحادث «خطأ ارتكبه أحد الجند»

TT

قال مدني مزراق زعيم «جيش الانقاذ» الجزائري المنحل، إن الرئيس عبد العزيز بوتفليقة وجه الى مصطفى كرطالي، أحد قادة التنظيم المسلح سابقا، رسالة عبر له فيها عن تضامنه بعد محاولة اغتيال تعرض لها يوم 14 أغسطس (آب) الحالي. إلى ذلك أعلنت «قاعدة المغرب الاسلامي» مسؤوليتها عن الحادثة.

وأفاد مزراق لـ«الشرق الأوسط» أن كرطالي تبلغ تعاطف الرئيس معه وهو في المستشفى تحت العناية المركزة، بعد أن تم بتر ساقه إثر عملية التفجير التي استهدفته إبان عودته من المسجد إلى بيته في جنوبي العاصمة. وتحفظ المصدر عن ذكر مضمون الرسالة.

ويعد كرطالي من المدافعين الشرسين عن سياسة «المصالحة» التي طرحها بوتفليقة وجعلها من أولويات ولايته الثانية (2004 ـ 2009).

إلى ذلك، أعلن تنظيم «القاعدة ببلاد المغرب الاسلامي» مسؤوليته عن محاولة اغتيال مصطفى كرطالي، لكنه قال إن ذلك «تم عن طريق الخطأ». وأوضح التنظيم السلفي الجهادي في بيان وزعه على شبكة الانترنت، أن حادثة التفجير «لم نأمر بها وتمت بدون علمنا»، واعتبرها «خطأ لا نقره ونتحمل أمام الله تعالى ثم أمام أمتنا المسلمة تبعاته الشرعية».

وحمل البيان توقيع زعيم التنظيم عبد المالك دروكدال، المعروف حركيا باسم «أبو مصعب عبد الودود»، وجاء فيه ما يشبه الاعتذار لكرطالي، مصحوبا بعتاب على انخراطه في سياسة «المصالحة»، التي حاربها المسلحون منذ اعلانها في 2005. وأضاف البيان الذي يحمل تاريخ 19 أغسطس (اب) الحالي ويتوفر على أوصاف أدبيات التنظيم: «لقد قدر الله أن أقدم أحد جنودنا على استهداف مصطفى كرطالي زعيم المهادنين بمنطقة الأربعاء، بدون استشارة القيادة ولا موافقتها».

ودعت القاعدة كرطالي، ضمنا، إلى العودة للنشاط المسلح حينما ذكرت في بيانها: «اعلموا أن باب التوبة من الذنب مفتوح، وان أحسن طريق لغفران الذنوب وتكفير السيئات هو الجهاد». وتحدثت عن «المقاييس» المعتمدة في استهدف الأشخاص، إذ قال دروكدال في بيانه:«.. والتزاما من القاعدة ببلاد المغرب الاسلامي بما قرره علماء الملة.. ومراعاة منها لقواعد السياسة الشرعية بتحقيق المصالح ودرء المفاسد، فإننا لا نرى في استهداف هذا الصنف من الناكلين عن الجهاد تحت غطاء الهدنة والمصالحة، إلا من ثبت تورطه بالبينة في حرب وقتل المجاهدين، فحكمه حينها القتل».

وسئل مزراق عن رد فعله حيال تبني القاعدة عملية الثلاثاء 14 أغسطس، فقال: «أسجل فقط أن دروكدال اعترف بأنه أخطأ لما استهدف أخينا وشيخنا مصطفى». وتحاشى الخوض في تفاصيل الموضوع. وكان مزراق قد ذكر لصحافيين، الخميس الماضي، أنه مهدد بالقتل من جانب من ينسبون أنفسهم للتيار السلفي الجهادي، واتهمهم بـ«خدمة مصلحة لوبيات سياسية».

يشار إلى أن 6 آلاف من عناصر وقيادات «جيش الانقاذ»، من بينهم مصطفى كرطالي، عقدوا هدنة مع السلطات عام 1997 أفضت إلى إعلان تخليهم عن السلاح واستفادتهم من عفو رئاسي.