بوتو تحث مشرف على تقاسم السلطة مع حزبها

نفت أن تكون واشنطن وراء اقتراحها

TT

واشنطن ـ ا.ف.ب: دعت زعيمة المعارضة الباكستانية بنازير بوتو أول من أمس الرئيس برويز مشرف الى تقديم اقتراح لتقاسم السلطة بحلول نهاية اغسطس (آب) الحالي، مشيرة الى ان صبر حزبها بدأ ينفد مع اقتراب موعد الانتخابات.

وقالت بوتو لمحطة «بي بي اس» التلفزيونية الاميركية «قلت للرئيس مشرف ان حزبي بدأ يغضب لأن الانتخابات تقترب وبحلول نهاية هذا الشهر يفترض بنا ان نعرف الى اين نذهب». واضافت بوتو التي تولت رئاسة الحكومة في بلادها مرتين (1988-1990 و1993-1996)، «إما ان تكون لدينا اقتراحات وإما لا». واوضحت «اذا كانت هناك اقتراحات، فاننا بحاجة الى تطبيق النقاط التي اتفقنا عليها».

وكانت بوتو تطرح في هذه المقابلة وجهة نظرها حول نية مشرف الحقيقية في تقاسم السلطة في باكستان معها. وترأس بوتو، 54 عاما، حزب الشعب الباكستاني، أكبر حزب معارض.

وكانت بوتو رئيسة الوزراء الباكستانية السابقة المقيمة في المنفى، قد بدأت اخيرا مفاوضات مع الرئيس الباكستاني حول هذا الموضوع.

والتقى مشرف وبوتو سراً في 27 يوليو (تموز) في ابوظبي إلا ان مفاوضاتهما تصطدم بمطالبة بوتو بتخلي الجنرال مشرف عن قيادة القوات المسلحة في حال أصر على البقاء في السلطة.

وتم خلال هذه المفاوضات التطرق الى تقاسم السلطة قبل الاستحقاق الرئاسي بين 15 سبتمبر (ايلول) و15 أكتوبر (تشرين الاول) والانتخابات العامة في نهاية العام الحالي او مطلع العام المقبل.

وقالت بوتو «آمل الا تتوقف المفاوضات بين الجنرال مشرف وحزب الشعب الباكستاني. لكن في نهاية المطاف لا يمكننا ان ندفع ثمن تراجع شعبيته» في باكستان.

ويرى المسؤولون الاميركيون ان تحالفا بين بوتو ومشرف افضل فرصة للاخير في البقاء في السلطة، حسبما ذكرت الصحف مشيرة الى تراجع شعبية الرئيس الباكستاني، حليف الولايات المتحدة في «حربها على الارهاب». وقال البيت الابيض ان كبار المسؤولين الاميركيين التقوا أخيرا شخصيات سياسية باكستانية بهدف ايجاد «اوساط سياسية معتدلة» واجراء انتخابات حرة ونزيهة في هذا البلد.

ونفت بوتو معلومات افادت ان واشنطن وراء «مخطط» لتقاسم السلطة، لكنها أقرت بانه يتم اطلاع الولايات المتحدة على تطور الاحداث في باكستان. وقالت «ليس هناك مخطط اميركي كما تشير بعض الصحف الباكستانية، لجمع الجنرال مشرف وحزب الشعب الباكستاني لكن للولايات المتحدة مصلحة في استقرار باكستان التي تعد حليفا مهما لها في حربها على الارهاب».

وذكرت ان ممثلين عن حزبها وحزب رئيس الوزراء السابق نواز شريف (الرابطة الاسلامية الباكستانية) اجتمعوا مع مساعد وزيرة الخارجية الاميركية ريتشارد باوتشر في اسلام اباد أخيرا.

وتطالب رئيسة الوزراء السابقة بحسب ما يقول المحيطون بها وبمشرف، بوقف الملاحقات القضائية في حقها بتهمة الفساد وبتعديل الدستور الذي يحظر على اي شخصية ان تتولى رئاسة الحكومة اكثر من مرتين.

ووصل مشرف الى السلطة عام 1999 بعد انقلاب أبيض.

وينص الدستور على عدم الجمع بين قيادة الجيش والرئاسة. ويفترض ان يتخلى مشرف عن قيادة القوات المسلحة قبل نهاية السنة اذا اراد الترشح مجددا للرئاسة. إلا انه اعلن مرارا نيته الاحتفاظ بقيادة الجيش واجراء الانتخابات الرئاسية قبل الانتخابات التشريعية المقررة نهاية السنة.

والتركيبة الحالية للبرلمان مؤيدة بغالبيتها لمشرف.