السفير كوسران في بيروت في مسعى جديد لإحياء الوساطة الفرنسية بين اللبنانيين

في أعقاب لقاء ساركوزي وبوش ومحادثات وولش في باريس

TT

عادت فرنسا لتتحرك مجددا على خط الأزمة السياسية المستفحلة في لبنان بعد جولة أولى تمثلت في انعقاد مؤتمر الحوار اللبناني، بدعوة من باريس، في سيل سان كلو، وزيارة الوزير برنار كوشنير إلى العاصمة اللبنانية في الأسبوع الأخير من شهر يوليو (تموز) الماضي.

ويتمثل التحرك الفرنسي الجديد بالزيارة التي سيبدأها اليوم إلى بيروت السفير جان كلود كوسران، المكلف من قبل الوزير كوشنير متابعة الملف اللبناني. ومن المنتظر أن يبقى كوسران في بيروت لغاية السبت المقبل وأن يلتقي الأطراف الأساسية الموجودة في العاصمة. وأفادت المصادر الفرنسية بأنه سيلتقي رئيس الوزراء فؤاد السنيورة ورئيس مجلس النواب نبيه بري.

ولم يعلم في باريس أمس ما إذا كان كوسران سيزور عواصم أخرى في المنطقة بهذه المناسبة. ولكن السفير الفرنسي الجديد لدى لبنان، الذي يشغل رسميا في الوقت الحاضر منصب القائم بالأعمال، أكد الاثنين الماضي أن كوسران وكوشنير «جاهزان» للعودة إلى بيروت. غير أن مصدرا دبلوماسيا فرنسيا قال لـ«الشرق الأوسط» إن كوشنير «لن يعود إلى العاصمة اللبنانية إن لم تبد في الأفق ملامح تحقيق تقدم ما».

وتأتي جولة كوسران الجديدة بعد اجتماع الرئيسين الأميركي جورج بوش والفرنسي نيكولا ساركوزي في الولايات المتحدة بمناسبة عطلة الرئيس الفرنسي هناك. وأفادت مصادر سياسية بأن الجانبين اللذين تناولا الملف اللبناني «اتفقا على تنسيق المواقف» بينهما للتعاطي مع موضوع الاستحقاق الرئاسي وتشعباته الإقليمية.

وبداية الأسبوع الحالي، أجريت مشاورات إضافية تفصيلية بمناسبة مرور مساعد وزيرة الخارجية الأميركية ديفيد وولش في باريس تناولت المرحلة الحالية في لبنان. وكانت اختلافات في وجهات النظر قد ظهرت بين باريس وواشنطن حول طريقة التعاطي مع الملف اللبناني. وبينما تركز باريس، التي أعادت وصل حبل الحوار مع كل مكونات الطيف السياسي اللبناني، بما في ذلك حزب الله، وأوفدت كوسران إلى دمشق وحثت اللبنانيين على «تسوية»، فإن واشنطن «تبدو أكثر تشددا» وفق توصيف مصدر فرنسي للموقف الأميركي. غير أن المصادر الفرنسية تقول إن باريس «لم تجد بعد السبيل للتوفيق بين المواقف المتعارضة» بين اللبنانيين وخصوصا بين إصرار المعارضة على أولوية تشكيل حكومة وحدة وطنية وإصرار الأكثرية على الانتخابات الرئاسية أولا.

وكان الوزير كوشنير قد اقترح فكرة مؤتمر إقليمي ـ دولي حول لبنان. لكن ردود الفعل السلبية، والاعتراض على مشاركة سورية وإيران، أميركيا وعربيا، «أجهضت» الفكرة التي يبدو أنها طويت. وترفض باريس الخوض علنا في تفاصيل موقفها من الانتخابات والمرشحين باعتبار ذلك «شأنا لبنانيا». لكن فهم أنها تدفع الى رئاسة «توفيقية». وتؤكد فرنسا ضرورة أن تجرى الانتخابات في مواعيدها الدستورية وتحذر من عدم إجرائها ومن انعكاس كل ذلك على تطور الأحداث في لبنان.