مقتل 22 في صدام مسلح بين قبيلتين في دارفور

إطلاق سراح معتقلين سودانيين في غوانتانامو

TT

في إطار سلسة الصراعات القبلية في إقليم دارفور، وقعت صدامات مسلحة بين قبيلتي «السلامات والهبانية» الربيتين في جنوب دارفور أسفر عن مقتل 22 على الأقل.

وقالت قبيلة السلامات إن 22 من أفرادها سقطوا قتلى وجرحى في مواجهات مع قبيلة الهبانية في معارك مستمرة منذ أكثر من 10 أيام في محلية برام بجنوب دارفور، واتهمت حكومة الولاية بالتكتم على الأحداث وعدم الاجتهاد للتوصل الى صلح بين القبيلتين.

ونفى نائب الوالي الدكتور فرح مصطفى في تصريحات، ان لجنة الأمن بالمحلية هبت الى القرى المتضررة ونجحت في التوصل الى وقف للعدائيات بين الطرفين.

وقال أمين عام مجلس شورى السلامات حاج النور هارون إن اشتباكات مستمرة بين قبيلته والهبانية منذ ما يزيد عن العشرة أيام أسفرت عن مقتل 12 وجرح 10 آخرين من السلامات، وذلك إثر هجمات شنتها مجموعات من الهبانية على قرى النعيم، منزولة، السخلة، ام فروت، النضيف، وأم كراديس، وعزا هارون الهجمات لرفض قبيلته مشاركة الهبانية التي تجاورها، في حربهم ضد الرزيقات والفلاتة، الأمر الذي دعا الهبانية لمطالبتهم بمغادرة المنطقة.

وانتقد عمدة السلامات جبريل حسن، ما سماه بإهمال الحكومتين الاتحادية والولائية للصراع بين القبيلتين على عكس اهتمامها بالنزاعات بين الرزيقات الابّالة والترجم، وبين الهبانية والفلاتة، وقال ان السلطات تريد التكتم على الاحداث التي جرت في برام، لذا لم تكلف نفسها بقيادة صلح بين القبيلتين. فيما اعتبر نائب والي ولاية جنوب دارفور، فرح مصطفى، ما ذهبت إليه قيادات قبيلة السلامات مجافيا للحقائق، وأوضح ان لجنة الأمن بمحلية برام تحركت نحو المناطق المتضررة فور علمها باشتباك احد بطون الهبانية «الريافة» مع قبيلة السلامات، حيث تمكنت من فرض سيطرتها واقناع الاطراف بوثيقة لوقف العدائيات منذ أسبوع سيتم استكمالها بعد عشرة ايام، لتكون صلحا ملزما للقبيلتين، واكد انتشار قوات من الشرطة لحفظ الأمن بالمنطقة.

ومن جهة اخرى، نفت قيادة قوات الدفاع الشعبي التابعة للجيش السوداني عدم وجودها في مناطق جبل مرة وما جاورها، حتى تقوم بارتكاب اعمال خطف واغتصاب جماعي للنساء، وقال كمال الدين إبراهيم، المنسق العام لقوات الدفاع الشعبي، ان قواته لا تعمل لوحدها بل تحت إمرة القوات المسلحة ووفقاً لقانونها. ووصف اتهامات الأمم المتحدة للدفاع الشعبي بارتكاب اعمال خطف واغتصاب جماعي للنساء، بأنها كاذبة وعارية من الصحة ولا تمت للواقع بصلة. واعتبر ابراهيم ان تقرير الأمم المتحدة قصد منه إحداث بلبلة وسط المواطنين وإطالة أمد الحرب. في غضون ذلك، استانفت السفارة البريطانية في الخرطوم خدماتها العامة للجمهور امس بعد ان علقت خدماتها للجمهور منذ الاحد الماضي بسبب توفر معلومات بوجود تهديد أمني متمثل في هجمات إرهابية. وقال بيان للسفارة «إن الوضع الأمني الراهن يسمح باستئناف خدماتنا مع اتخاذ التدابير الأمنية الاضافية»، واضاف «سيعاود القسم القنصلي وخدمات التأشيرة العمل في المواعيد المعتادة حتى اشعار آخر».

وفي اتجاه اخر ذكر مصادر مطلعة ان السفارة السودانية بواشنطن بدأت في اجراءات اطلاق سراح معتقلين سودانيين في غوانتانامو، هما عادل حسن حمد عبد المطلب وسالم محمود آدم محمد ، خلال اسبوعين، في وقت قال كلايف ستافورد سميث، محامي سامي الحاج، مصور الجزيرة المعتقل في غوانتانامو، إن أحوال موكّله الصحية والعقلية تدهورت بشكل كبير خلال الأشهر القليلة الماضية. وبحسب اسرة المعتقلين، فإن المحامي الاميركي اتصل بها اول من امس وابلغها انه بدأ بالتعاون مع السفارة السودانية بواشنطن في مباشرة اجراءات الافراج عنهما، واوضح ان الاجراءات ستكتمل خلال اسبوعين، وذكر المحامي الاميركي ان الحكومة ابلغت واشنطن استعدادها لاستقبالهما عقب الافراج عنهما.

وكان عادل، وهو من ابناء الخرطوم ويحمل معتقل رقم «940» وسالم وهو من ابناء البحر الاحمر ويحمل معتقل رقم «710» قد حصلا على براءة من المحكمة العسكرية منذ نحو عام. وأفاد سميث استنادا إلى مدونات كشف عنها، أن الحاج فقد ثمانية عشر كيلوغراما من وزنه منذ إضرابه عن الطعام، وأنه أصبح يعاني مشكلات معوية ومشكلات صحية أخرى. وأشار سميث إلى أنه لمس لدى سامي شعورا واضحا بالقلق والارتياب، وترداد فكرة الموت مع صعوبة في التركيز والكلام. وذكر أنه منع من نشر معلومات أخرى أوردها في تقريره إثر لقائه الحاج، وذلك عملا بالقوانين الأميركية في غوانتانامو. وكان سامي وزملاء له في غوانتانامو قد بدأوا الإضراب أواخر العام الماضي احتجاجا على استمرار اعتقالهم دون توجيه تهم رسمية إليهم أو تقديمهم إلى محاكمة عادلة، وعلى ظروف السجن السيئة. وكانت السلطات الاميركية قد اعتقلت «9» سودانيين قبل 5 اعوام وهم بجانب عبد المطلب وسالم: امير يعقوب محمد الامير معتقل رقم «720» من الخرطوم، وليد محمد الحاج محمد علي معتقل رقم «81» من الخرطوم، مصطفى ابراهيم مصطفى الحسن معتقل رقم «719» من المناقل، محمد نور عثمان ادريس معتقل رقم «707» من البحر الاحمر، ابراهيم عثمان إبراهيم إدريس معتقل رقم «36» البحر الاحمر، ابراهيم احمد محمود القوصي معتقل رقم «54» نهر النيل، وسامي محي الدين محمد الحاج معتقل رقم «945» سنار.