قرى يونانية بأكملها تحاصرها الحرائق وعدد القتلى يرتفع إلى 44 شخصا

الأحزاب توقف حملاتها الانتخابية بالنظر للوضع «الصعب»

إحدى طائرات مكافحة الحرائق تساهم امس في اطفاء اسوأ حريق شهدته اليونان (إ ب أ)
TT

أكثر من 160 بؤرة حريق اشتعلت في الغابات وأشجار الزيتون التي تنتشر في اليونان مساء أول من أمس في أوقات متقاربة، مما أسفر عن مقتل 44 شخصا حتى وقت إرسال الخبر، وإصابة 29 آخرين، وتسببت في فرار مئات العائلات من القرى والمنازل المتفرقة أعالي الجبال، وهناك تقارير تؤكد وجود المئات من المحاصرين بألسنة النيران ولا يستطيعون الفرار في القرى المتفرقة أعالي الجبال.

وقد أعلنت السلطات اليونانية حالة الطوارئ وأقامت غرف عمليات للسيطرة على الحرائق التي تشتعل في البلاد، وطلبت المساعدة من الاتحاد الأوروبي بعد أن طلب الأهالي الإغاثة في العديد من القرى عبر قنوات التلفزيون قبل أن تطولهم النيران ولكن بلا جدوى، حيث لم تستطع السلطات السيطرة على كل الحرائق. وفي الوقت الذي تتحدث فيه التقارير اليونانية عن اشتعال كل هذه الحرائق بسبب موجة الحر وارتفاع درجة الحرارة إلى 42 درجة وشدة الرياح، إلا أن دوائر عديدة بدأت تتحدث عن وجود أياد خفية وخطط مسبقة لاشتعال هذه الحرائق، قد يقف وراءها عدد من أصحاب الأراضي، والذين يريدون أن يقيموا منازل عليها ولكن الحكومة تمنعهم لوجود غابات وأشجار الصنوبر فيها، حيث أن القانون اليوناني يمنع اقتلاع أو قطع شجرة من هذه الغابات والذي يقوم بذلك يعاقب بالسجن ودفع غرامة مالية كبيرة.

وفي الوقت الذي ذكرت فيه تقارير الشرطة أن 44 شخصا قتلوا في هذه الحرائق، إلا أن وسائل الإعلام، تؤكد أن عدد القتلى أكبر من ذلك بكثير، وسوف يرتفع نظرا لعدم التمكن من دخول المنازل التي دمرت تماما من النيران، وذكرت قناة ميجا أن هناك مخاوف كثيرة من استمرار زيادة أعداد الضحايا؛ وذلك بعد أن أحاطت ألسنة النيران بمئات الأشخاص في القرى الواقعة في الجزء الخلفي من شبه جزيرة بوليبونيسو، حيث لم يستطيعوا الفرار من النيران التي أحاطتهم من جميع الجهات. وتشارك في عمليات الإطفاء نحو 20 مروحية وطائرات دفاع مدني بجانب المئات من سيارات الإطفاء والآلاف من رجال الشرطة، وكتائب من الجيش والمواطنين، وبالرغم من ذلك فهناك العشرات من الحرائق التي لم يتم السيطرة عليها في الغابات أعالي الجبال، والتي يصعب الوصول إليها وتأخذ اتجاهات مختلفة وتدمر كل ما يواجهها، كما عرقلت السرعة الكبيرة للرياح جهود الإطفاء بواسطة الطائرات العمودية.

ووفقا للشرطة اليونانية فإن بين القتلى عددا من الرعايا الأجانب والذين كانوا يقضون عطلتهم الصيفية في البلاد. وعدد كبير من الجثث تم العثور عليها بالقرب من ساحل إقليم إيلياس في شبة جزيرة بولوبونيسو، كما أن بين القتلى 4 رجال إطفاء و سائحين فرنسيين، وامرأة وأولادها الأربعة، وتسعة أشخاص حاصرتهم النيران وقتلوا داخل سياراتهم ولم يتمكنوا من الفرار. من جهة أخرى، ألغى جميع زعماء الأحزاب السياسية زياراتهم المقررة إلى الأقاليم وأوقفوا برامجهم الانتخابية، وتوجهوا بأجمعهم إلى مناطق الحرائق ليعربوا عن تضامنهم مع المواطنين، وفي بادرة حسنة سارع جورج باباندريو زعيم الحزب الاشتراكي المعارض وأعلن عن تبرع الحزب بثلث الميزانية المقررة له لخوض الانتخابات التي ستشهدها البلاد يوم 16 سبتمبر المقبل لصالح المتضررين. وفي الوقت التي تشتعل فيه النيران في الأقاليم والقرى، وسط وغرب البلاد، تعرضت أطراف العاصمة أثينا ظهر أمس (السبت) إلى حرائق في الغابات التي تحيط بها في خمس مناطق هددت سكان العاصمة. وذكرت قناة أنتينا التلفزيونية أن الشرطة اكتشفت عبوات ناسفة في غابات منطقة ايميتوس ومنطقة زيونيسو على حدود العاصمة أثينا، وتحقق الشرطة في أن تكون هذه الحرائق بفعل فاعل.

ويقول شهود العيان إن النيران التي شاهدوها في الغابات تمتد بسرعة كبيرة إلى المناطق المجاورة، وهذا يرجع إلى شدة الرياح التي تجتاح البلاد، وتم إخلاء العديد من الفنادق والقرى عندما بدأت النيران تهدد هذه المباني، وتستمر قوات الإنقاذ والمتطوعون، في انتشال الجثث وإنقاذ ما يمكن إنقاذه.