كوسران أنهى «زيارة استطلاع» في بيروت ونائب يناشد صفير رعاية «حوار مسيحي»

الموفد الفرنسي لاحظ أن الهوة «تتسع أكثر فأكثر» بين المعارضة والموالاة

TT

أنهى الموفد الفرنسي السفير جان كلود كوسران زيارته الاستطلاعية لبيروت تمهيداً لزيارة محتملة لوزير خارجية بلاده برنار كوشنير لبيروت التي شهدت امس فصلاً جديداً من فصول الحوار «الاعلامي الساخن» بين قادة الموالاة والمعارضة على خلفية استحقاق انتخابات الرئاسة التي اقترب موعدها.

وقال كوسران بعد لقائه رئيس الهيئة التنفيذية لـ «القوات اللبنانية» سمير جعجع، ان مهمته «هدفها التحضير لزيارة وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير للبنان، بالاضافة الى التداول مع مختلف المسؤولين اللبنانيين الممثلين في الحوار الوطني للاطلاع منهم على آخر التطورات على الساحة اللبنانية ومنها الانتخابات الرئاسية».

وأثنى على «اهمية الحوار» الذي دار بينه وبين جعجع، كاشفا «انه اصبح يملك اليوم رؤية اكثر وضوحا عن الوضع القائم وطبيعة النقاشات بين جميع الافرقاء اللبنانية». وكرر أن مهمته هدفها «بناء الثقة والحوار بين الفرقاء اللبنانيين»، معلنا «انه سيطلع الوزير كوشنير على كل المحاور التي تم تداولها مع المسؤولين اللبنانيين».

وردا على سؤال، أكد «أهمية اجراء الانتخابات الرئاسية وفق الاطر الدستورية والقوانين والتقاليد والروزنامة الموضوعة في الدستور اللبناني، لان الاخير هو العنصر الاداري للحياة السياسية كونه يلعب دورا مهما في البلد في ظل الوضع السياسي المعقد». ورأى «أن الهوة تتسع أكثر فأكثر بين المعارضة والموالاة، خصوصا قبل الانتخابات الرئاسية»، لافتا الى انه لن يكون «متشائما بل بالعكس، سأسعى الى اعادة احياء الثقة بين المسؤولين السياسيين».

وعن امكان اجراء الانتخابات الرئاسية في الموعد الدستوري، جدد كوسران القول «لا أريد ان أكون متشائما»، مشيرا الى «ان الجميع يتحضرون لهذا الاستحقاق وان لدى البعض حججا يعرضونها»، موضحا «انه ليس لنا التدخل ولا أيضا اي طرف خارجي في انتخابات رئاسية لبنانية، بل يعود الى اللبنانيين اختيار رئيسهم وفقا للدستور اللبناني وفي المهل الدستورية المحددة».

بدوره تحدث جعجع مستهلا كلامه بالاشادة بالدور الفرنسي «المساعد في اخراج لبنان من مآزقه»، معلنا «الجهوزية الدائمة للحوار ولكن المشكلة ان الفريق الآخر يرفض ذلك»، موضحا «انه توجه اكثر من مرة الى العماد (ميشال) عون للتفاهم حول مسألة رئاسة الجمهورية ولم أتلق جوابا»، وانه يجدد الدعوة مرة أخرى. وقال «ان حزب الله يرفض الحديث في الانتخابات الرئاسية الا في حال اعطائه حكومة تؤمن له مصالحه».

وردا على سؤال حول مطالبة الفريق الآخر بحكومة وحدة وطنية قبل الاستحقاق الرئاسي تساءل جعجع عن «العلاقة التي تربط مطلب الحكومة بالاستحقاق الرئاسي»، معتبرا «ان الحكومة موجودة رغم عدم تأييد البعض لها، كما ان الاستحقاق الرئاسي يبدأ في 24 ايلول (سبتمبر) المقبل»، مستغربا «جدوى طرح تشكيل حكومة من جديد»، ومذكرا بانه «مع انتخاب اي رئيس جديد تعتبر الحكومة مستقيلة وبالتالي يجب تأليف حكومة اخرى». وجدد التأكيد «ان المطالبة بحكومة وحدة حتى قبل ربع ساعة من الاستحقاق الرئاسي هدفه تعطيل الانتخابات من قبل البعض حتى يكونوا موجودين في حكومة ليشاركوا في السلطة».

وزار كوسران قبل ظهر امس مقر حزب الطاشناق الارمني في برج حمود في ضاحية بيروت الشمالية، والتقى النائب هاغوب بقرادونيان والامين العام للحزب هوفيك ميختاريان. وبعد اللقاء، اكد ميختاريان «اننا كحزب مع احترام الدستور نصا وعرفا، ونرفض اي انتخاب لرئيس الجمهورية باقل من نصاب الثلثين».

وبعد لقائه رئيس مجلس النواب نبيه بري اول من امس زار رئيس الرابطة المارونية جوزيف طربيه البطريرك الماروني نصرالله صفير، وقال بعد اللقاء: «ان مهمة انجاز الاستحقاق الرئاسي تتطلب جهدا وتعاونا من جميع الفرقاء، لان فشل هذه المهمة لا يحتمله لبنان»، مشيرا الى «انه نقل تفاؤل الرئيس نبيه بري من انجاز الاستحقاق الرئاسي قبل انقضاء المهل الدستورية». ودعا الى «التوقف عن هذا الخطاب الحاد الذي يتبادله الفرقاء السياسيون».

وناشد عضو كتلة «المستقبل» النيابية عاطف مجدلاني امس البطريرك صفير الدعوة الى «لقاء حواري للاقطاب المسيحيين عموما والموارنة خصوصا تحت جناحيكم، وقبل فوات الاوانَ». وقال في نداء وجهه الى البطريرك امس: «وحدكم اليوم، القادرون على نسج تفاهم ينقذ لبنان من الأزمة التي يتخبط فيها... وابتداع تسوية تاريخية تؤمن استمرار الدور المسيحي الفاعل في هذا الوطن وإلا فعلى الدنيا السلام». وختم نداءه بالقول لصفير: «قل اليوم كلمتك ـ الحسم، وارفع الصوت عاليا، والا سيبقى الصوت المسيحي خافتا في هذا الوطن والى الابد».

من جهته، دعا نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الشيخ عبد الامير قبلان الى «وقف التصعيد السياسي لانه لا يخدم الوفاق ويهدد العيش المشترك». وناشد «العقلاء من اللبنانيين اتخاذ المواقف الحكيمة والحاسمة التي تلجم حملات التطاول على الرموز الوطنية في هذا البلد».

ورأى عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب جمال الطقش «ان الحل الوحيد والطريق الصحيح امام فريق 14 شباط (فريق الاكثرية) هو ترك الاميركي يواجه مشاكله وسقوطه في المنطقة لاسيما في العراق ولبنان، وان نأتي جميعا الى لبنان وكل العالم العربي والاسلامي من بوابة الخطاب الاخير للأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله ..) وبالتغاضي عن الصغائر والذهاب بالجميع الى كل ما يجمع وترك كل ما يفرق».

وقال الطقش، الذي كان يتحدث في احتفال في قرية المغنية في محافظة حمص السورية «ان المشروع الاميركي، او الشرق الاوسط الجديد والفوضى البناءة، قد انهزم وقضي عليه في حرب يوليو (تموز)». واعتبر ان الادارة الاميركية «اوقعت معها فريق الموالاة والسلطة العاجزة المترددة في الحيرة التي تجسدت مؤخرا بهزيمة مشروعها في انتخابات المتن التي انتصر فيها التيار الوطني الحر، او على مستوى السلطة التي لا تدري هل هي في تسوية ام في رفض. ولعل الاكثرية منهم تنتظر الادارة الاميركية لتأخذ القرار رغم معرفتها بانهزام المشروع الاميركي».

واكد عضو اللقاء الديمقراطي (الذي يرأسه النائب وليد جنبلاط) النائب اكرم شهيب ان «قرار 14 اذار لا يرتبط بالقرار الاميركي». واعتبر ان «دور رئيس مجلس النواب نبيه بري هو فتح المجلس، لذا يجب ان يكون الوسيط والمراقب والحامي للمؤسسات وليس الطرف»، لافتا الى «ان الرئيس بري اليوم يتصرف كفريق من قوى 8 اذار وهذا يعني فقدانه الدور الجامع، وبالتالي اصبح يلعب الدور المغطي للدور السوري المعطل».