اليمن: رسالة من الحوثي للجنة إنهاء التمرد تؤكد قطعه شوطا كبيرا في تنفيذ الاتفاق

أبدى استعداده لفرض سيادة الدولة بمنطقتي مطره والنقعة بعد تطبيع الأوضاع

TT

أبدى عبد الملك الحوثي القائد الميداني للحوثيين، في التمرد الذي قتل فيه مئات في صعدة استعداده لفرض سيادة الدولة على منطقتي مطره والنقعة مثلما يسري على المناطق والمحافظات اليمنية الباقية بعد تطبيع الاوضاع في صعدة.

جاء ذلك في رسالة من الحوثي إلى رئيس اللجنة الرئاسية المعنية بإنهاء التمرد في محافظة صعدة. وقالت مصادر في صنعاء، إن ممثل الحوثي لدى هذه اللجنة الشيخ صالح هبره سلم هذه الرسالة إلى قيادة اللجنة صباح أمس.

وذكرت وكالة الانباء اليمنية، ان صلاح الهبرة الذي يمثل الحوثي التقى أمس اعضاء اللجنة التي تضم رؤساء الكتل النيابية في البرلمان اليمني والوسطاء القطريين الذين يراقبون تطبيق الاتفاق الذي تم التوصل اليه بمساهمة قطرية. وقال الحوثي في رسالته التي بثها موقع الحزب الاشتراكي اليمني المعارض لكنه يشترط فرض سيادة الدولة على النقعة ومطره والجبال المحيطة التي يسيطر عليها الحوثيين بهما بعد عودة الحياة إلى طبيعتها وتأمين العائدين إلى منازلهم وبناء المساكن المدمرة وحل مشاكل الثأر مشيرا إلى حكم المنطقتين المذكورتين كبقية محافظات الجمهورية اليمنية. وقال عبد الملك الحوثي في ذات الرسالة «إنه من جانبنا فقد قطعنا شوطا كبيرا في تنفيذ ما تم الاتفاق عليه حيث تم إنهاء التمترس في احد عشر مديرية واغلب المناطق في مديريتين أخريين».

وقال إنه تم إطلاق أسرى الحرب التي شهدها عدد من المديريات في محافظة صعدة وسلم الحوثيون الخطوط العامة والفرعية من الطرق والمنافذ الرئيسية واخلوا مباني الدولة الرسمية التي كانت تحت السيطرة من قبل الحوثيين مثل المجمعات الحكومية وإدارات الأمن.

فيما اتهم الحكومة بعدم تنفيذ ما تم الاتفاق بشأنه بإخلاء المزارع والبيوت والأملاك الخاصة والقرى والأسواق من الجيش ولم تفرج عن المعتقلين فيما كان برنامج زمني تبنته اللجنة الرئاسية بمشاركة الوفد القطري يتم بموجبه تطبيع الحياة في محافظة صعدة وبسط سلطة الدولة على جميع المناطق التي كانت مسرحا للحرب والتمرد الذي اندلع على فترات متقطعة في هذه المحافظة ومن ذلك منطقتا مطره والنقعة. لكن مصادر سياسية لا تخفي مدى عزم الحكومة على عدم تلبية شرط الحوثيين ببقاء المنطقتين وما يحيطهما من جبال كون مطره والنقعة لم تكونا آهلتين بالسكان قبل اندلاع التمرد وسيطرة الحوثيين وإن من هم في المنطقتين ليسوا ساكنين فيهما. وكان الوفد القطري قد غادر اليمن بسبب عدم التزام الحوثيين ببنود عملية التطبيع لكن مصادر قالت لـ«الشرق الأوسط» إن المغادرة تمت بناء على دعوة من الحكومة القطرية للتشاور. ويشار إلى حرص الجانب الحكومي على الالتزام بوقف إطلاق النار الساري بين الجانبين منذ أكثر من شهرين باعتباره مؤشرا قويا على الرغبة الحكومية في إنهاء الحرب التي اندلعت منذ الـ18 من يونيو (حزيران) من العام 2004 وقادها حسين الحوثي زعيم تنظيم الشباب المؤمن الذي قتل بعد ثلاثة أشهر من بداية ذلك التمرد ثم اندلع التمرد الثاني الذي قالت الحكومة إن بدر الدين الحوثي هو الذي قاد تلك الحرب التي كانت قصيرة في مدتها لكن أطول فترات الحرب والتمرد القتال الأخير الذي قاده عبد الملك الحوثي وسقط من جرائه آلاف من القتلى والجرحى من قوات الجيش ومن الحوثيين والقبائل المؤيدة للقوات الحكومية كما خلفت هذه الحرب مشاكل وأوضاع إنسانية بنزوح وتشريد أكثر من 45 من مواطني القرى والمديريات التي كانت مسرحا لذلك الصراع الدامي في محافظة صعدة .