حماس وإسرائيل تتبادلان الاتهامات حول فشل صفقة تبادل الأسرى

TT

أصيبت الحكومة الاسرائيلية بحرج شديد بعد أن كشف قيادي في حركة حماس النقاب عن أن حكومة ايهود اولمرت احبطت صفقة تبادل اسرى للإفراج عن الجندي الاسرائيلي جلعاد شاليط. وأدت التصريحات التي ادلى بها الدكتور اسامة المزيني عضو المكتب السياسي لحركة حماس الى رد فعل قاسي من قبل والد الجندي المخطوف الذي اتهم اولمرت وحكومته بالتقصير وعدم القيام بجهود كافية لاطلاق سراح ابنه. وقال المزيني للتلفزيون الاسرائيلي صباح امس إن حماس توصلت الى صفقة تقضي بالإفراج عن 450 اسيرا فلسطينيا، مقابل تسليم شاليط الى السلطات المصرية لتقوم بدورها بتسليمه الى الحكومة الإسرائيلية، موضحا انه في تلك المرحلة وصلت تعليمات الى الخاطفين بالاستعداد لتسليم شاليط الى السلطات المصرية. واضاف المزيني أنه اثر التوصل للاتفاق اعدت حركة اسماء 350 اسيرا للافراج عنهم، مقابل تسليم شاليط إلى الوفد الأمني المصري، على أن يتم لاحقا الافراج عن 100 اسير إضافي، ومن ثم الافراج عن دفعة ثالثة من الاسرى بالاتفاق مع الحكومة الفلسطينية. واضاف المزيني أن الصفقة احبطت، حينما لم توافق اسرائيل الا على 40 اسما من الاسماء التي وردت في القائمة بزعم أنهم شاركوا في تنفيذ عمليات ادت الى قتل مستوطنين وجنود. واستهجن والد الجندي المخطوف أن تتوصل حكومة اولمرت الى هذا الاتفاق من دون أن تطلع عائلته على هذه التفاصيل.

من ناحيته اتهم مكتب اولمرت حماس باحباط الصفقة، عندما اصرت على اطلاق سراح الذين اشرفوا على تنفيذ العمليات التفجيرية التي ادت الى مقتل اكبر عدد من المستوطنين، وضمنهم المسؤولون عن العملية التفجيرية في نتانيا في مارس (اذار) 2002 التي ادت الى مقتل ثلاثين اسرائيليا وجرح العشرات، والمسؤولون عن عملية «الدوفليناريم»، التي ادت الى مقتل 25 اسرائيليا وجرح عشرات اخرين، الى جانب جميع قادة كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحماس المعتقلين.

وفي بيان صادر عنها، اوضحت حكومة اولمرت انه بفضل جهود الوساطة المصرية بين الطرفين، تم التوصل إلى تفاهم يقضي بنقل شاليط إلى مصر ومنها إلى إسرائيل مقابل الإفراج عن 450 سجينا فلسطينيا على مرحلتين، وأضاف البيان «أما حماس فطالبت باطلاق سراح 1400 بمن فيهم العديد من القتلة الذين رفضت إسرائيل إخلاء سبيلهم، واقترحت إسرائيل على حماس تقديم قائمة جديدة باسماء السجناء، إلا أنها لم تفعل ذلك حتى الآن». من ناحيته قال نائب رئيس المخابرات الاسرائيلية الداخلية «الشاباك»، السابق عوفر ديكل المكلف المسؤولية عن ملف الجنود الاسرائيليين المخطوفين رداً على اتهامات والد شاليط ان الحكومة الاسرائيلية بحثت قضية الجندي شاليط في جميع جلسات الحكومة الاسرائيلية، متهما حماس «بالتلاعب بمعطيات الصفقة التي تم التداول حولها بين الطرفين، لمجرد ممارسة الضغوط على إسرائيل لتفرج عمن تريد من كبار القتلة» على حد تعبيره.

يذكر أن عائلة شاليط احتفلت اول من امس بعيد ميلاده الثاني والعشرين الذي يحل وهو في الأسر، حيث وقع الالاف من الإسرائيليين على عريضة تطالب الحكومة الاسرائيلية ببذل كل الجهود من اجل تأمين اطلاق سراحه.

من جهة أخرى، تباينت التقييمات داخل اسرائيل حول تأثير العمليات العسكرية التي تقوم بها اسرائيل ضد حركة حماس في قطاع غزة على مصير صفقة تبادل الاسرى. وقالت القناة العاشرة في التلفزيون الاسرائيلي إن قادة جيش الاحتلال منقسمون حول هذه النقطة، حيث أن عدداً من الجنرالات يقولون إن العمليات العسكرية تدفع حماس الى مزيد من التطرف في شروطها. ويدلل هؤلاء على أنه على الرغم من قيام اسرائيل باغتيال العشرات من كوادر وقادة الجهاز العسكري لحركة حماس واعتقال العشرات من وزرائها ونوابها، الا أن الحركة ظلت ترفض التنازل عن شروطها. من ناحية ثانية يرى قسم اخر من الجنرالات أن مواصلة الضغط العسكري قد تؤدي في النهاية الى ابداء الحركة مرونة ازاء هذا الملف.