وزير الدفاع السوداني: الخرطوم تصنع الآن طائرات بدون طيار.. وفي طريقها لإنتاج الصواريخ

الترابي يصف الحكومة بالفساد.. وقال إن أسرة مسؤول واحد امتلكت 180 بناية متشابهة الألوان

TT

فاجأ وزير الدفاع السوداني الأوساط العسكرية السودانية، وكشف أن بلاده تصنع الآن طائرات بدون طيار، في طريقها إلى إنتاج الصواريخ والأسلحة الثقيلة الأخرى، كما كشف أن الجيش السوداني ترك أمر فرض الأمن الداخلي تماما إلى الشرطة. وقال وزير الدفاع الفريق عبد الرحيم محمد حسين في تصريحات، إن بلاده تتجه إلى إنتاج كافة الأسلحة التقليدية والصواريخ بنحو يحقق الاكتفاء الذاتي، وأضاف أن عمليات تصنيع الأسلحة المشروعة وصلت مراحل الى متقدمة في أعقاب إجراء ما سماه بالتوطين لكل الأسلحة المشتراة.

وقال الوزير إن «الإنقاذ» وصلت السلطة ولم يكن بالبلاد سوى مصنع الذخيرة المنتج لذخيرة من طراز (الجيم 3)، بينما يمكن للسودان حاليا تصنيع قنابل الطائرات والمدافع، وكشف أن السودان فرغ الآن من صناعة طائرات بدون طيار، وأضاف «نمضي الآن في مجال الصواريخ وكل الأسلحة التقليدية، ونسعى نحو الاكتفاء الذاتي من الأسلحة». وقال إن القانون الجديد للجيش السوداني أحال أمر تحقيق الأمن داخل البلاد بصورة تامة إلى الشرطة، وأضاف أن الجيش سيتفرغ إلى التخطيط والدراسات الاستراتجيات العامة في البلاد.

وقال وزير الدفاع السوداني «إن هناك دول محظور على السودان شراء السلاح منها، لذا نذهب لروسيا، وبيلاروسيا، والصين، وكوريا، وإيران، واندونيسيا، وماليزيا، وفي هذا تنويع لمصادر السلاح وكما قلت اي مشروع شراء نبني معه مشروع انتقال تقانة، ولهذا السبب فان إدارة التصنيع الحربي هم أعضاء دائمون في اي وفد لزيارة خارجية».

وكشف الفريق حسين أن هناك بعض الجهات توافق وأخرى ترفض رغم اننا نعمل في الأسلحة التقليدية وهذه ليس فيها حظر، «ورغم عن هذه المضايقات نحن الدولة الثالثة في افريقيا في مجال التصنيع العسكري ولا تتقدمنا سوى مصر وجنوب افريقيا». من ناحية أخرى، عبر القائم بأعمال السفارة الاميركية في الخرطوم البرتو فرناندز، عن إدانته للهجوم الذي نفذته قوات تتبع للحركات المسلحة المناوئة للحكومة في اقليم دارفور على مدينة «ود بندة» بولاية شمال كردفان الأسبوع الماضي، وقال «لا يوجد أي مبرر للهجوم على ود بنده وقتل الأبرياء ورجال الشرطة»، وأضاف في لقاء مع مصطفى عثمان إسماعيل مستشار الرئيس السوداني، أن بلاده حريصة على تحقيق الأمن والاستقرار بدارفور، ونفى وجود اي علاقة لاميركا بحركات التمرد في دارفور.

وحول جولة المباحثات بين الخرطوم وواشنطن التي جرت مؤخرا، توقع القائم بالأعمال استمرار التواصل والاتصالات خلال الأسابيع والأشهر المقبلة، وقال «إننا نبحث في طرق زيادة الثقة بين الجانبين»، وأعرب عن أمله في أن تكون هذه الخطوة فرصة ذهبية لتحسين العلاقات لا بد من اغتنامها من اجل مصلحة الشعبين السوداني والاميركي والسلام والعدالة في المنطقة والسودان».

إلى ذلك، قال الدكتور حسن عبد الله الترابي الأمين العام لحزب المؤتمر الشعبي المعارض «إن المسؤولين في الحكومة السودانية صاروا يلهثون وراء اميركا، التي اذلتهم في السابق»، واعتبر ما يدور بين السودان والإدارة الاميركية بمثابة خنوع من الخرطوم لواشنطن. وشن الترابي أمام أنصاره في مدينة شندي شمال الخرطوم هجوما عنيفا على المسؤولين في الحكومة واتهمهم بالفساد.

وقال الترابي إن أوراق بعض المسؤولين أصبحت مكشوفة، وأضاف «أصبحوا لا يبالون بسترها»، وكشف ان أسرة مسؤول واحد امتلكت 180 بناية متشابهة الألوان وان مسؤول آخر امتلك خمس بنايات و25 قطعة بأحد الأحياء الراقية»، وحسب الترابي فان الفساد في السودان الآن معدلاته فاقت كل الأنظمة السابقة التي مرت على البلاد، وربط ذلك باستخراج البترول.

من ناحية أخرى، ذكرت قيادات في الحركة الشعبية الشريك الاكبر في حكومة الوحدة الوطنية في البلاد، أن الحركة سترشح رئيسها الفريق أول سلفاكير ميارديت النائب الاول للرئيس السوداني لمنصب رئيس الجمهورية في الانتخابات الرئاسية المقبلة في البلاد، والتي أقرها اتفاق السلام السوداني أجراءها في عام 2008.

وقال فاقان أموم الأمين العام للحركة الشعبية في لقاء جماهيري في مدينة كادقلي عاصمة ولاية جنوب كردفان، إن ترشيح ميارديت لرئاسة الجمهورية الهدف منه تحقيق ثورة المهمشين والفقراء عبر صناديق الاقتراع لنيل حقوقهم الكاملة بالانتخابات. ودعا فاقان إلى تحالف عريض يضم النوبة، الجنوبيين، الانقسنا، الفور، والحلفاويين، في اقصى الشمال والهدندوة في الشرق لانتزاع حقوقهم كاملة، مما سماه (دولة الجلابة). وقال أموم إن المسيرية والحوازمة والبرقو يندرجون أيضاً تحت سقف المهمشين. من جانبه، قال ياسر عرمان القيادي بالحركة الشعبية الذي عاد الاسبوع الماضي من الولايات المتحدة، إن عودة عبد العزيز الحلو مسؤول قطاع الشمال من اميركا أصبحت وشيكة الآن مثلما عاد هو نهاية الاسبوع المنصرم، وأكد عرمان أن المؤتمر الوطني والحركة الشعبية شريكان أصيلان لتنفيذ الاتفاقية.

وفي نفس الوقت، قتل 9 أشخاص وأصيب آخرون بجراح في إعصار عنيف مصحوب بالأمطار استمر لــ10 ساعات ضرب مدينة كوستي وسط البلاد.

وأصيبت المدينة طوال يوم أول من أمس بحالة من الشلل التام جراء انقطاع الكهرباء والمياه في غالبية الأحياء، وأعلنت وزارة التعليم هناك تعطيل الدراسة في مستوى مرحلة الأساس حتى الأربعاء المقبل، وقال المتحدث باسم الآلية التنفيذية اللواء عوض وداعة الله، إن ضحايا إعصار كوستي لم يتجاوز الستة بينهم طفلان.